رأي البيان، الفاجعة المرتقبة

ت + ت - الحجم الطبيعي

الجمعة 2 صفر 1424 هـ الموافق 4 ابريل 2003 في تصريح لشبكة الاذاعة البريطانية ـ بي. بي. سي ـ قال الجنرال «باتريك كوردينجلي» الذي قاد فرقة بريطانية مدرعة في حرب الخليج الثانية عام 1991 انه يتعين ان نجعل قلوبنا فظة وان نقر بوقوع اخطاء. هذه العبارة تكشف عن امر خطير ألا وهو اننا على وشك وقوع فاجعة انسانية ستؤدي الى مقتل المئات بل وربما الآلاف من الابرياء بسبب القصف الجوي للطائرات الاميركية والبريطانية. لقد قال «كوردينجلي» عبارته امس الاول، ثم جاء بعده ناطق عسكري بريطاني امس ليؤكد ـ كما اشارت الاذاعة البريطانية ـ ان القوات البريطانية استخدمت القنابل العنقودية في قصف ضواحي مدينة البصرة. هذه القنابل من الاسلحة المحرمة دولياً، وقد وصفتها شبكة ايه بي. سي الاميركية بأنها سلاح مخيف، حيث ان القنبلة الواحدة منها تحدث اربعين انفجاراً، فهي تنشطر في الجو ويخرج منها عشر وحدات صغيرة تسقط كل وحدة منها اسفل مظلة بيضاء صغيرة، وكل وحدة من الوحدات العشر تحدث فور سقوطها على الارض اربعة انفجارات مدوية.. والقنبلة الواحدة كفيلة بتدمير فرقة مدرعة بالكامل! وقد حذرت منظمات حقوق الانسان في الولايات المتحدة نفسها من استخدام مثل هذا النوع من الذخيرة لانها كما يقول الخبراء مثل ألغام ارضية عشوائية مضادة للافراد. على هذا الاساس فإن المدنيين العراقيين ـ باعتراف دعاة حقوق الانسان في اميركا ـ سيتعرضون لمذبحة مروعة على ايدي القوات الاميركية والبريطانية خلال الايام المقبلة خاصة عند محاولة اقتحام بغداد وغيرها من المدن العراقية الصامدة. وهذا ما اشارت اليه وحذرت منه صحيفة «نويز دويتشلاند» الالمانية امس. كما كشفت صحيفة «الاندبندنت» البريطانية على لسان مراسلها في بغداد «روبرت فيسك» عن محنة المدنيين من ضحايا القصف. ووصف فيسك ما رآه في مستشفى مدينة الحلة وصفاً يدمي القلوب، كما نشرت «الاندبندنت» صورة لرضيع يرقد بالمستشفى في غيبوبة تامة. وهكذا تستمر المعاناة العراقية على ايدي الاميركيين والبريطانيين، مما يستدعي ايقاف هذه الحرب المجنونة لانقاذ الابرياء من هذه الكارثة

Email