آخر الكلام، بقلم: مرعي الحليان

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاربعاء 30 محرم 1424 هـ الموافق 2 ابريل 2003 كيف ستقنعنا أميركا بأنها تعمل الآن من أجل ارساء قواعد الديمقراطية والحرية في الشرق الاوسط، وهي تعري نفسها يوميا من هالة الديمقراطية الحرة المشعة حولها؟ بأي طريقة تؤمن الادارة الأميركية انه بقتل المدنيين والاطفال واسقاط اطنان القنابل والصواريخ من السماء على بيوت المدنيين سيؤمن بها كل الذين يتيتمون والآخرون الذين يفقدون اطفالهم ويغرقون في القهر والحزن؟ يبدو ان الادارة الأميركية واقعة لا محالة في مستنقع اقناع الاخرين، وربما مع مزيد من التعري ستجد نفسها متورطة في اقناع شعبها بالاسلوب الذي ترسل فيه هدايا الديمقراطية والحرية المزعومتين. كل شيء يفضح، كل شيء يكشف، كل شيء يدحض صحة النوايا. لن نقول عن ديمقراطية أميركا وحقوق الانسان والحرية التي تفهمها هي بنوع خاص وغريب من الفهم.. ولن نتحدث عن حقوق المدنيين المذبوحين بالصواريخ وعن اتفاقيات جنيف التي تقصفها المقاتلات الأميركية لكن واحدة من الشواهد البسيطة التي لها علاقة بحرية الرأي..هذه الحرية التي تفاخر أميركا بها وتنصب لها تمثالا ضخما وتنوي ارسالها الى كل الدنيا.. هذه الحرية التي تقتلها أميركا اليوم باليد التي صنعتها. حرية أميركا.. اجبرت شبكة «ان بي سي» على طرد مراسلها المخضرم بيتر ارنيت وفصله عن عمله لانه فقط ادلى برأيه حول الحرب في العراق! وحرية أميركا.. طردت من ميدان التغطية المراسل الاعلامي الأميركي جيرالدو ريفيرا لانه نقل للرأي العام تحركات القوات الأميركية! وحرية أميركا تضغط هذه الايام من اجل اجبار شركات انتاج في هوليوود لانتاج افلام دعاية لحملتها على الشرق الاوسط، بما فيها حربها على العراق. بيتر ارنيت صاحب تاريخ مهني اعلامي يعرف العالم بحياديته، وبعد طرده بيوم من بلاط «صاحبة الحرية الأميركية»، التقطته الـ «ديلي ميرور» البريطانية وكان من الاحرى أن تلتقطه احدى محطاتنا الفضائية العربية، لانه بالتأكيد سيكون اكفأ بكثير من الوجوه التي اطلت علينا هذه الايام لتلعب ادوار البطولة الاعلامية وبتقارير فارغة لا تحتوي إلا على دوي كلام طائش. اما حرية أميركا التي يريد لها «عقبان» البيت الابيض ان تحلق في فضاء الشرق الاوسط بالاساليب اليانكية، وان يهلل الشارع العربي لها ويرقص «الوحدة ونص» على ايقاعاتها، يبدو انها ستنقلب كما ينقلب السحر على الساحر على عقبها.. ودورة الروليت الأميركي لن تأتي بأرقام الديمقراطية المنوي تحقيقها بتلك الاساليب، وستصبح أميركا كشعب محملة بمطالب ومستحقات جديدة امام العالم لكي يطهر افراده نواياهم امام الملايين من الناس. للشعب الأميركي: انتفضوا من أجل تحرير الحرية والديمقراطية من سلطاتكم فالسحر مخادع ولا يهادن!!

Email