خواطر ـ ريا وسكينة.. الأميركاني! ـ بقلم: أبو خالد

ت + ت - الحجم الطبيعي

الخميس 25 شعبان 1423 هـ الموافق 31 أكتوبر 2002 كأننا لم يكفنا رجال أميركا ورذالتهم.. حتى يبتلينا الله بنسوانها واحدة بعد الأخرى، فما أن تنفسنا الصعداء وحمدنا الله على انكشاح سيئة الذكر (أولبرايت) شمطاء الخارجية الأميركية التي فاقت في غلاستها كل غلاسات رجال الادارة الأميركية مجتمعين على مدار التاريخ، حتى هلت علينا (سمراء) الأمن القومي و(فاتنة) السياسة الأميركية المدعوة (كوندوليزا رايس) بطلعتها (البهية) لتجعلنا نترحم (مرغمين) على أيام (المعلمة اولبرايت) رغم ما لاقيناه على يديها غير الكريمتين من غم وهم، حين كانت بحق (بعبعاً) يرعب كبار العرب قبل صغارهم، وحين كانت كوزيرة للخارجية وقبلها كمندوبة لأميركا في مجلس الأمن او الأمم المتحدة وحشاً كاسراً يرتدي قناعاً آدمياً ويتخفى في ثياب نسائية استعداداً للانقضاض على كل من دعت عليه أمه، لنهش عظامه ولجعله يلعن اليوم الذي فكر فيه ان يشتغل بالسياسة.. وخاصة ما يتصل بالسياسة الأميركية..! الحديث عن (اولبرايت) وخليفتها (رايس) والربط بينهما يقفز بالذهن فورا الى سيرة الثنائي خالد الذكر (ريا وسكينة)، ومن ناحية الشكل فالامر لا يختلف كثيرا، وإن كان (احقاقا للحق) الوضع بالنسبة للسيدتين (ريا وسكينة) أحسن حالا بكثير، فشكلهما ـ رغم التكشيرة الاجرامية المعروفة ـ أقرب الى الحريم من (ريا اولبرايت.. وسكينة رايس) الأميركاني! خلصنا من (ريا اولبرايت).. وجاءتنا (سكينة رايس) فاستبشرنا خيرا، وقلنا لقد عوضنا الله خيرا بواحدة من صنف المضطهدين الزنوج، وتخيلنا انها ـ بانتمائها الى اولاد عمومتنا الزنوج ـ ستكون أقرب الينا من ذوي الاقفية الحمراء.. او على الاقل لن تكون معهم علينا، ولكنها ـ للأسف ـ انضمت الى ابن عمها ـ جنسا ولونا ـ باول.. وزير الخارجية في تحامله علينا، وأصبح الاثنان ـ للأسف تاني ـ لسان حال العنصرية الأميركية والعنجهية الأميركية تطبيقا للحكمة القائلة (أنا والغريب على ابن عمي)، وبين يوم وليلة تفوقت الأخت كوندوليزا على سابقتها اولبرايت، وتولت بهمة فائقة عملية (الردح) اليومي لكل ما هو فلسطيني أو عراقي.. او عربي على وجه العموم..، وبينما كانت معلمتها أولبرايت تحاول ـ كما تتصور ـ التخفيف من غلاستها بقبلاتها لكل من هب ودب من الزعماء العرب، مع ان هذه القبلات (فيما يبدو) كانت غالبا ما تأتي بنتائج عكسية تماما، حيث كانت تستفز بلزوجتها ولزوجة صاحبتها كل من يتلقاها ـ مضطراً ـ فيكره اولبرايت.. ويكره معها كل ما تعنيه اميركا من سياسة واقتصاد وبشر، إلا ان الاخت كوندوليزا لم تحاول خوض تجربة القبلات، ربما لأنها اساسا ليست أهلا لذلك، وربما لأنها استفادت من تجربة اولبرايت الفاشلة التي كادت ان تطفش من تبقى من اصدقاء أميركا.. عربا وغير عرب..! لا ادري ـ ولا أظن ان احدا يدري ـ سر هذا الحقد الأسود الذي ينطلق كالشرر من بين شفتيها المدهونتين بالروج الفاقع يوميا موجها سمومه الى كل الناطقين باللغة العربية، والذي لم تحاول يوما تلطيفه ولو (بكلمة حلوة) ولا اقول بقبلة، وقانا الله واياكم شر يوم نتعرض فيه الى قبلات هذه (الكوندوليزا)! والسؤال الملح يأتي بعد ذلك متعجبا ومندهشا،.. وأين نساء العرب؟.. وفيهن والحمد لله اعداد لا تحصى ممن يملكن موهبة (الردح) الى جانب مواهب أخرى قتالية يعرفها جيدا كل من حاول يوما التعرض لهن بسوء، وهن يجدن تماما فنون الحوار الكلامي الذي يتفوق بلاشك على حوار الأولبرايت والكوندوليزا..، والذي لا يجد للأسف من يوظفه لخدمة قضايانا الكبرى وخاصة بعد ان اخرجت أميركا من جعبتها العسكرية سلاح الردح النسائي بقيادة الجنرالة اولبرايت والمارشالة رايس..؟! انني ادعو منظماتنا النسائية ـ وهي عديدة ونشطة والحمد لله ـ الى تبني الدعوة الى مواجهة عالمية مفتوحة بين السيدتين اولبرايت وكوندوليزا من ناحية.. وبين عدد من النساء العربيات صاحبات المواهب الصوتية واللسانية، المدربات جيدا على هذا النوع من الحوار النسواني الأميركاني، وانا واثق تماما من تفوق سفيراتنا العربيات على منافساتهن الأميركانيات..، وواثق ايضا من انتصار قواتنا النسائية العربية الضاربة على القوات الأميركية النسائية الخائبة، فلنستعد من الآن ـ وفي مقدمتنا منظماتنا النسائية ـ التي تتعرض اليوم لمواجهة أقوى وأعتى من مواجهات الخلع والطلاق وحقوق المرأة التي شغلت نفسها وشغلتنا بها طويلا..، و(عند الشدائد تمتحن النساء)..!، والله الموفق..!!

Email