آخر الكلام ـ يكتبها: مرعي الحليان

ت + ت - الحجم الطبيعي

الثلاثاء 23 شعبان 1423 هـ الموافق 29 أكتوبر 2002 في كل ورش العمل العربي وعلى انواعه واشكاله، ملتقيات، منتديات، مهرجانات وحتى المؤتمرات يتم طرح كلام خطير عن التطوير والتحديث، والغريب في الامر ان الجميع يتفق على الضرورات والاولويات، وتتم عمليات اصدار التوصيات، ثم تذهب وتعود الى المتلقى نفسه، او ورشة العمل نفسها بعد مرور زمن، يفترض ان يكون فيه هذا الزمن قد تم استثمار ساعاته ودقائقه للتقدم خطوة نحو الامام، لكنك تفاجأ بالذي لا يتوقعه بالك. فالذين سيلتقون اليوم وبعد غياب، واستحقاقات تجارب واراء وتوصيات وخلاصات سيعودون لاجترار الاحاديث نفسها، والاختلافات ذاتها، وسوف يصدرون التوصيات ذاتها.. والاغرب من ذلك، انهم في كل مرة ايضا لا ينفكون وهم يذكرون ان ما يقال قد قيل وانه لا جديد.. وتتساءل ترى لماذا نتعود على هذا النوع القاتل من الروتين في هذه الورش وهذه الملتقيات، ولماذا هي المهرجانات والالتقاءات «فوتو كوبي» من بعضها البعض؟ ما الذي لا يجعلها مكررة التنظيم والتناول والاطروحات؟ احد الاساتذة المخضرمين من الذين لا يتركون ملتقى أو مهرجاناً الا وكانوا فيه: سألته حول هذه الظاهرة ولم يتردد في القول: ان الملتقيات والمهرجانات والورش العربية على انواعها، من اهمها علاقة بالمصير الى تلك من النوع الترويحي كلها في الاصل ترويج سياحي، ولقاءات شكلية، تحسب في باب التبادل والتواصل وتوثيق العلاقات، ولا يأتي الهدف الفعلي لها الا في اخر المطاف. لهذا ترى انه في كل فعالية عمل تجد ان الندوات الفكرية والتطبيقية بسيطة التنظيم وعلى النقيض تجد ان الفعاليات المصاحبة لها كمآدب الغداء والعشاء الجماعية هي الاكثر تزوقا وترتيبا وقيمة.. وكأنك تقول ان الجماعة يأتون هنا ليلتقوا حول اطباق البوفيهات.. فهل يعقل هذا؟ حينما تتأمل واقع الملتقيات العربية تجدها كذلك خطباً ومآدب، اما ان تكون هناك ورش عمل فعلية يتصبب فيها عرق المشاركين بصدق من جراء الانهماك، فانك لا تجد هذا الحال الا فيما ندر.. من هنا ترى اننا نجتمع كثيرا، نتحدث كثيرا، لكن لا ينتج عن هذه الكثرة وهذا الغرق في الشكليات افعال حقيقية ونتائج مذهلة.. يحدث هذا دائما في الملتقيات العربية، ويصر المنظمون عليه، وكأن المهرجانات والملتقيات صارت نسخة من بعضها البعض، ثم تسمع من يتحدث بصوت مرتفع، عن تفعيل هذا وتنشيط ذاك!! حالة غريبة جدا..

Email