إلى اللقاء ـ خلع رداء الجامعة ! ـ حمد سالمين

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاثنين 22 شعبان 1423 هـ الموافق 28 أكتوبر 2002 عمرو موسى امين عام الجامعة سياسي مخضرم فقد بريقه بعد فترة من تولي منصبه الحالي ليس بتقصير من جانبه. ولكن العمل في اطار آلية غير مثمرة وهيكل متداع افقد موسى سحره واخلاصه للقضايا العربية ربما تحول لرجل الحلول الوسطى في محاولة لارضاء جميع اعضاء الجامعة. الجامعة العربية التي انشئت قبل عشرات السنين لم يتخرج منها احد والآن ليبيا على وشك ان تكون بمثابة الدفعة الاولى في التخرج ولكن يبقى السؤال من هو الناجح: المستمرون في عضوية الجامعة او ليبيا؟ والايام ستتكفل بالاجابة عن ذلك في المستقبل، العقيد معمر القذافي لا غبار على قوميته العربية وموقفه اليوم صرخة رسمية على تدهور الاوضاع في البيت العربي الكبير وخصوصا مع تزايد الاخطار والتهديدات المحدقة بالعالم العربي. عمرو موسى لم يفلح في زيارته الاخيرة لطرابلس في اقناع القذافي التراجع عن موقفه الحالي. فالزعيم الليبي يبدو مصمماً على هجر الجامعة العربية ولكن موسى ببراعته استطاع ان يشتري بعض الوقت لبذل محاولة اخيرة للحفاظ على وحدة البيت العربي، احتجاجات القذافي سابقا على احوال الجامعة كانت مثيرة وتستقطب اهتمام الجميع سواء رجل الشارع العربي أو الرسميين، وخصوصا عندما ظهر على شاشة التلفاز قبل انعقاد قمة عربية وعرض مشروع البيان الختامي. وتندر البعض بالقول ان القذافي «فضحهم». ولكن احتجاج القذافي الحالي هو الاخطر وربما الاخير اذا ما انسحبت ليبيا فعلياً من الجامعة. القذافي لديه من المبررات الكثير لخلع رداء الجامعة «والتزركش» بالثوب الافريقي. فالانسحاب افضل طريقة للتعامل مع هذا المشروع الذي عجز عن تحقيق النجاحات. حيث ان استمرار الاخفاقات يزيد المسئوليات والتبعات. ربما يجد الزعيم الليبي في الفضاء الافريقي كما يطلق عليه ساحة اكبر لتحقيق طموحاته في التنمية والتقدم ومنافسه الغرب. لكن ذلك لا يعفي القذافي من مسئولياته تجاه الوطن العربي. فبإمكانه ان يخلع رداء الجامعة ولكن لا يمكنه تغيير جلده العربي وخيمته العربية. ان مسئولية احوال الجامعة العربية وترتيب اوضاعها مشتركة فتقع على كاهل القذافي وموسى وبعض القادة والشعوب العربية. ان موقف القذافي من الجامعة اليوم اشبه باستقالة موظف كبير من عمله الذي هو بحاجة اليه في ذروة العمل. والجامعة العربية اصبحت كالبيت القديم لا يقي ساكنيه من هبة ريح وسقفه يخر على رؤوسهم اذا ما هطل المطر. الترميم حل مؤقت ونسف الجامعة العربية واعادة بنائها على هيكل واسس قوية وواضحة لتكون قادرة على مواجهة التحديات الحالية والمستقبلية لتحقيق الاهداف المرجوة نحو التكامل العربي. ملاحظة اخيرة تتمثل في معضلة مالية، فمن سيتحمل مسئولية اعادة طبع كتب الجغرافيا والتاريخ في مدارس وجامعات الوطن العربي لتكون موائمة مع هذا التطور التاريخي اذا ما انسحبت ليبيا فعلا من الجامعة حيث سيقتصر عدد اعضائها على 21 دولة فقط. فهل يمكن مطالبة العقيد القذافي ام ان اللوم يقع على عاتق الجامعة التي «طفشته» ويتحمل اعضاؤها تكاليف اعادة طبع الكتب؟. hsuae@yahoo.com

Email