رأي البيان ـ أين العدالة الدولية؟!

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاثنين 22 شعبان 1423 هـ الموافق 28 أكتوبر 2002 مطلوب من الفلسطينيين ان يلتزموا الصمت على احتلال أراضيهم! مطلوب منهم ان يرضخوا لأوامر سلطات الاحتلال الصهيوني النازي! ومطلوب ايضاً ان يتقبلوا سياسة الامر الواقع ويتوقفوا عن ممارسة اي شكل من اشكال المقاومة!! وان يصبروا ويثابروا في هدوء وسكينة لحين ان يمن عليهم اليهود والذين معهم باقامة كيان يكون في نهاية الامر مطابقاً للمواصفات الاسرائيلية! من المؤسف ان هذه ليست مطالب اسرائيل وحدها بل انها مطالب كل من غض بصره عن رؤية الحق والحقيقة. ان المجتمع الدولي في حالة غيبوبة بشأن القضية الفلسطينية. لا أحد يسمع أنين ومعاناة وآلام الشعب الفلسطيني الذي اغتصبت ارضه وصار محاصراً بحبال المستوطنات. من المؤسف انه كلما نفذ ابطال فلسطين عملية استشهادية.. ارتفع صراخ المنددين الذين لا يرون امامهم سوى ما يسمونه بأمن اسرائيل وهؤلاء لم نسمع منهم كلمة «لا» للاستيطان. ان هناك اكثر من ربع مليون مستوطن يهودي يحاصرون الفلسطينيين في قراهم ومدنهم وكل المستوطنين تقريباً مسلحون، فعلى الأقل يحمل كل واحد منهم مدفعاً رشاشاً بل وهناك صبية من ابناء المستوطنين اليهود يتدربون على حمل السلاح. هذا الجيش الاستيطاني يعيش ويدنس ارض ومقدسات فلسطين والعالم في حالة صمت وفي ظل «الصمت» الدولي، يفعل السفاح شارون وزبانيته ما يحلو لهم لخدمة الاستيطان والتحرش بالفلسطينيين على امل ان ينتاب اصحاب الارض اليأس، فيتركونها للصوص المستعمرين. لقد كشف أحدث تقرير رسمي اسرائيلي ان المستوطنات تحصل على اكبر الميزانيات من الخزانة الاسرائيلية وفي ظل الحماية التي توفرها الحكومة الاسرائيلية للمستوطنين، تخرج علينا من حين لآخر فتاوى من الحاخامات اليهود تدعو الى التمسك بكل الاراضي الفلسطينية، ولم يكتف الحاخامات باصدار فتاوى تمنع التخلي عن المستوطنات، بل أفتوا هذا الاسبوع بإباحة سرقة محاصيل الزيتون من الحقول الفلسطينية في الضفة الغربية، وقال الحاخام الاكبر البذيء موردخاي الياهو ان هذه المحاصيل ارث للشعب اليهودي! كل هذا يحدث.. والعالم لا يؤرقه سوى العمليات الاستشهادية البطولية. فأين العدالة الدولية؟ للأسف انها في سبات عميق!

Email