رأي البيان ـ كلمة حق

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاحد 21 شعبان 1423 هـ الموافق 27 أكتوبر 2002 وزير الخارجية البريطاني جاك سترو كشف من جديد عن آرائه ومواقفه النزيهة والموضوعية تجاه المسلمين والاسلام. فبعد ان ابدى استياءه واشمئزازه من تصريحات احد القساوسة الاميركيين ضد الاسلام، تناول امس في مقال نشرته مجلة بروسبكت ـ كمُِْذ ـ الشهرية البريطانية قضية الاصولية وانتقد بشدة الذين يحصرون الاصولية الدينية المتشددة على الاسلام والمسلمين قائلا ان هذا الامر غير صحيح لان الاصولية الدينية موجودة عند اليهود والمسيحيين والبوذيين والسيخ وغيرهم، واستشهد سترو بأمثلة مثل استيلاء السيخ في الهند على المعبد الذهبي في اوائل الثمانينيات وكذلك قيام المتطرفين الهندوس بهدم مسجد بابري عام 1992. لم يكتف الوزير البريطاني ـ المتزن في آرائه ـ بذلك بل قال صراحة ان الاسلام الصحيح يمثل قوة دفع روحية تقدمية تدعو للمساواة بين البشر وزاد على ذلك بالقول ان الرسول عليه الصلاة والسلام ادار المجتمع المسلم الاول باستخدام الشورى وأشار سترو الى ان الاسلام قبل قرون قد سبق التجمعات الغربية في اعطاء الحقوق المدنية للفرد. ان ما قاله الوزير البريطاني يؤكد ان هناك آراء شريفة في الاوساط الرسمية الغربية. آراء تؤكد ان في الغرب من على يقين بحقيقة الاسلام. وكل ما في الامر ان المؤسسات الاسلامية سواء التي تمثل الجاليات العربية والاسلامية في الغرب او تلك التي تمثل جموع المسلمين في العالم. لم تستطع حتى الآن ان تخاطب الشارع الغربي ـ الاوروبي والاميركي. للأسف الشديد هناك اوروبيون وأميركيون يلصقون تهمة الارهاب بالمسلمين. ولأننا عاجزون عن الرد فإن رجل الشارع الغربي يتأثر بما تمليه بعض وسائل الاعلام المغرضة او تلك المؤسسات الصهيونية التي نجحت في ان تستغل الاحداث الحالية لصالح اسرائيل. يكفي مثلا ان نشير الى ان حكام تل ابيب وعلى رأسهم السفاح شارون خططوا لحملات اعلانية ودعائية في الغرب لتجميل صورة اسرائيل من جانب وتشويه الانتفاضة الباسلة من جانب آخر. الى متى نظل عاجزين عن صد حملات التشويه التي تستهدف ديننا الحنيف!! اذا كنا ننشد التضامن العربي والاسلامي لمواجهة التحديات التي تواجهنا، فإن ادنى ما يجب ان نفعله الآن هو تنشيط دور المؤسسات والمنظمات العربية والاسلامية والعمل على وضع استراتيجية فعالة لاعلاء شأن الاسلام والمسلمين. ويجب ألا تكون مثل هذه الاستراتيجية او المشروع الاعلامي الاسلامي بمثابة رد فعل لاحداث طارئة يجب ان يكون لنا ولو لمرة واحدة زمام المبادرة في الدفاع عن ديننا المفترى عليه

Email