وثائق جديدة حول التعاون الاميركي الاسرائيلي تجاه العراق ـ بقلم: خالد رستم

ت + ت - الحجم الطبيعي

السبت 20 شعبان 1423 هـ الموافق 26 أكتوبر 2002 سأل مرة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأول ديفيد بن غوريون كم عدد أعضاء اللجنة الأميركية اليهودية ؟ فأجابه رئيس اللجنة في ذلك الوقت موريس ابراهام قائلاً: إن اللجنة لا تحصي بالضبط عدد أعضائها، لكننا نعي تماماً وزنهم ومدى قدرتهم على التأثير. هذا هو الانطباع الذي يتولد لدى من يحضر لأول مرة أياً من مؤتمرات اللجنة السنوية الدورية، إذ إن عدد حضور المؤتمر السنوي السادس والثمانين كان فعلاً لا يحصى، كما إن نوعية الحضور هم ممن يحسب لهم حساب وسط تجمعاتهم وفي أماكن عملهم انهم من ذوي المعرفة وأصحاب اليد الطولى في الوصول إلى مركز القرار في البيت الأبيض، وهناك مقولة للإرهابي رافائيل ايتان تؤكد النزعة العنصرية وتعطش الإرهابيين للبطش والتقتيل يقول فيها إن: الحرب مع العرب قد بدأت منذ مائة عام ولن تنتهي قبل أن يبيد شعب الشعب الآخر وينهي تصريحه بعبارة تقول ولن نكون نحن المبادين. إذن فإجراءات الصهاينة لتفريغ الوطن المحتل من المواطنين أصحاب الحق والأرض ولتهجيرهم وطردهم تحقيقاً لأهداف الحركة الصهيونية: اتفاق مسبق في الوقت الذي كانت فيها اسرائيل تدرس شن غارة جوية على العراق طلبت وتلقت من الحكومة الأميركية مساعدة حول تقييم مدى الضرر الذي سيصيب منشأة نووية نتيجة قصفها بقنابل زنة 2000 رطل، و ذلك استناداً إلى وثائق حصلت عليها صحيفة الواشنطن بوست لقد اجتمع علماء إسرائيليون مع خبراء الأبنية العاملين في لجنة أنظمة الطاقة في واشنطن خلال اكتوبر من عام 1980 وهو الشهر الذي وافقت فيه من حيث المبدأ الحكومة التي يتولى رئاستها مناحيم بيغن على شن غارة جوية على المصنع النووي العراقي الكائن بالقرب من بغداد ولم تكن يوم ذاك لدى خبراء المفاعلات النووية أية فكرة عن انهم ربما كانوا يساعدون اسرائيل في تخطيط غارتها الجوية ضد العراق. إذ حسبما قال الناطق باسم اللجنة ـ فرانك انغرام ـ إننا لم نتلق أي تلميح مسبق عن أي فكرة هجومية وأضاف إنه بسبب عدم وجود أي اهتمام حقيقي في تشييد موقع تحت الأرض باعتبار إنه عمل وقائي ضد التخريب لم يكن واضحاً ما إذا كان الإسرائيليون مهتمين في الدفاع عن منشآتهم النووية أو تدميير منشآت دولة أخرى. واستناداً إلى قرار حكومة العدو الصهيوني وبموافقة الولايات المتحدة وبعد استعدادات طويلة ومدروسة ومنظمة قامت الطائرات الصهيونية أميركية الصنع من طراز إف 16 ـ واف 15 بالهجوم على المفاعل النووي في ضواحي العاصمة العراقية ملحقة أضراراً جسيمة تقارب حدود التدمير الكامل وتفجير المنطقة بأسلحة إسرائيلية نووية، وعادت الطائرات المعتدية التي نفذت الغارة إلى قواعدها بعد إجراء عملية معقدة وقطعت قرابة الأربعة آلاف كيلو متر تقريباً. وقد جرى توقيت الغارة على المفاعل النووي العراقي بحيث تستفيد حكومة العدو من تشتيت الصف العربي في وقت لم يكن العراق فيه قادراً على الرد الفوري ولن يكون بوسعه الانتقام من اسرائيل فمعظم قواته المسلحة تقاتل ضد الثورة الإيرانية في الجبهة الشرقية، كما أن بيغن يدعي ان هذا المفاعل كان قادراً على إنتاج أسلحة نووية والحقائق تبين ان المفاعل العراقي قد أنشئ للأغراض السلمية فقط. إن اسرائيل تتصرف وكأن استعمال القوة أو التهديد باستعمالها هو الطريق الوحيد للدفاع عن مصالحها ومصالح أميركا معها، ولو لم تكن اسرائيل بدعم من الإمبريالية مستعدة للقتال وحتى بالأسلحة النووية لما أمكنها شن غاراتها الهجومية على الجنوب اللبناني لتوسيع وجودها على حساب الحق العربي. ـ كاتب سوري

Email