إلى اللقاء ـ الجزيرة .. لماذا نخنقها؟ ـ بقلم: حمد سالمين

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاثنين 15 شعبان 1423 هـ الموافق 21 أكتوبر 2002 هل بدأ البعض يفتقد عصر القنوات الأرضية والفضاء الضيق؟ لماذا لا يمكننا في عالمنا العربي ان نختلف اشد الاختلاف في الآراء ولكن يبقى بمقدورنا ان نبتسم ونتصافح ونصفح عن المقربين إلينا كما نصفح عن الآخرين؟ قناة «الجزيرة» مثلت ولاتزال تمثل بداية عصر اعلامي جديد في العالم الناطق بالعربية، فلماذا نخنقها ونحاول تأجيل موجة الانفتاح ونقاوم عصر المعلوماتية والحرية الاعلامية، الشيوعية انهارت رغم انعزالها ومقاومتها للتغيير وامتلاكها القنابل النووية، لم يجدها نفعاً في التصدي لرياح التغيير، فإلى متى يمكن للأبواب والأسوار في العالم العربي ان تصمد أمام تكنولوجيا المعلوماتية وعالم الانترنت والفضائيات ليبقى المواطن العربي اسير القطارات الاعلامية الرسمية تزوده بالمعلومات والاخبار وتتحكم بكمها ونوعيتها وتوقيت بثها؟!. ان الانغلاق والالتفات حول الذات لا يأتي بنتيجة ولكن فتح باب الحوار والانتقاد والتوجيه وتفاعل الآراء يفضي إلى نتيجة ايجابية ومزيد من التنوير لمعرفة النفس ومواجهة الآخرين، ان التكنولوجيا الحالية والتطورات في السنوات القليلة المقبلة سيخدم جانب منها وسائل الاعلام لتصبح مسألة مواجهتها مهمة شبه مستحيلة فالبث الاعلامي سيصل إلى الشاشات الملونة للهواتف النقالة وشبكة الانترنت ستصبح مشبعة بالقنوات الفضائية ويمكن للمشتركين متابعتها 24 ساعة متواصلة، هذه القنوات ستحمل الغث والسمين وللمتابع حق الاختيار والانتقاء. ان كلمة المقاطعة شاع استخدامها كثيراً في الآونة الأخيرة وخصوصاً مع بدء الانتفاضة الفلسطينية الثانية، فكانت الكلمة تردد ليل نهار في وسائل الاعلام على ألسنة بعض السياسيين والاعلاميين والمثقفين وبحت أصوات المتظاهرين في الشارع العربي وهم يهتفون بمقاطعة اسرائيل واميركا ولكن دون جدوى فيتخيل للمراقب ان هذه الكلمة سقطت من القاموس العربي ولكنها للأسف ظهرت مؤخراً لمواجهة قناة عربية. قناة «سي ان ان» على سبيل المثال منحازة لاسرائيل في بعض تغطياتها للانتفاضة الفلسطينية ولكن لم تصدر دعوات رسمية لمقاطعتها وهناك الكثير من الامثلة سواء في القنوات التلفزيونية والصحف الاميركية ومواقف دول غربية معادية للعرب ومنحازة لاسرائيل ولكن نهج المقاطعة لم يكن حاضراً. قناة «الجزيرة» ربما أخطأت ويمكن ان تخطئ مستقبلاً وكما يقول المثل «ارضاء الناس غاية لا تدرك» فهناك خيار محاسبتها وتصحيح الاخطاء أو حتى فرض غرامة مالية في اطار مؤسسات مجلس التعاون أو الجامعة العربية ولكن الحل ليس في مقاطعتها. ان «الجزيرة» نافذة الملايين من المشاهدين في العالم العربي وخارجه ومقاطعتها ستكون انتكاسة جديدة للاعلام العربي وخطوة للخلف. وفي هذا المقام يجدر ذكر نتيجة تصويت في موقع «الجزيرة» على شبكة الانترنت وشارك فيه اكثر من 44 ألف شخص وكان السؤال المطروح للتصويت: هل تؤيد التوصية بمقاطعة الجزيرة واغلاق مكاتبها؟ وكانت النتيجة ان 77.4 من المشاركين أعربوا عن رفضهم للتوصية وأيدها 20.2 ولم يحدد 2.4 موقفهم من التصويت. hsuae@yahoo.com

Email