كل صباح ـ أهمية الصحة النفسية ـ تكتبها: فضيلة المعيني

ت + ت - الحجم الطبيعي

السبت 13 شعبان 1423 هـ الموافق 19 أكتوبر 2002 يصادف اليوم «اليوم العالمي للصحة النفسية»، هذه الصحة التي يهملها الكثيرون ولا يعترفون بها، إلا أن الاختصاصيين النفسيين والمعنيين بالرعاية النفسية يجدونها غاية في الأهمية لتحقيق المفهوم الشامل للتوافق النفسي وهو عبارة عن سلسلة من الخطوات التي تبدأ عندما يشعر الفرد بحاجة ما وتنتهي بإشباعه هذه الحاجة، يقوم خلالها الفرد بمحاولات يجاهد فيها لتخطي العقبات التي تحول دون إشباعه الفوري والمباشر لحاجاته وبذلك يزول الإحباط الذي قد ينشأ عن عدم تحقيق وإشباع رغباته. ورغم اختلاف الناس حول أهمية الصحة النفسية من عدمها فإن هذه الصحة في أبسط صورها هي كيفية شعور الفرد تجاه نفسه وكيفية شعوره تجاه الآخرين وكيف يواجه مطالب الحياة. وللاستدلال على سمات الأصحّاء نفسياً منهم أولئك الذين يشعرون تجاه أنفسهم بارتياح ورضا وسرور، ولا تهدمهم عواطفهم كالخوف والغضب والحب والحسد وشعورهم بالجرم، والقلق، وهم الذين يسيرون غير متأثرين بما يصادفهم من فشل في الحياة، ومتسامحون ومتساهلون مع أنفسهم ومع الآخرين ولا يقللون من أهمية مقدرتهم، كما انهم لا يقدرونها أكثر مما هي عليه ويتقبلون أخطاءهم وتقصيراتهم ويحترمون أنفسهم، ويشعرون بأنهم قادرون على مجابهة معظم ما يعترض طريقهم في الحياة، وينالون الرضا من مباهج بسيطة يومية. الأصحّاء نفسياً يتخذون موقفاً صواباً وصحيحاً تجاه الآخرين، ويوطدون مع الآخرين علاقات شخصية حسنة ومرضية وثابتة وهم الذين ينتظرون أن يثقوا بالآخرين ويحبونهم ويتأكدون أن الآخرين يحبونهم بدورهم ويثقون بهم، ويحترمون الفروق التي يجدونها بين الآخرين ولا يضايقون الآخرين ولا يسمحون للآخرين بأن يضايقوهم. الأصحّاء يشعرون بأنهم جزء من الجماعة ويشعرون بالمسئولية تجاه جيرانهم والآخرين، ويتمكنون من مجابهة مطالب الحياة وحل مشاكلهم بأنفسهم كلما ظهرت، يتحملون مسئولياتهم ويؤثرون على بيئتهم إذا قدروا ويكيّفون أنفسهم لها إذا رأوا ذلك ضرورياً ويضعون الخطط للمستقبل ولا يخافونه. من يتمتع بالصحة النفسية، فإنه يُرحّب بالأفكار والاختبارات الجديدة، ويستخدمون قواهم ومواهبهم الطبيعية وينصبون لأنفسهم أهدافاً حقيقية عملية ويقدرون على التفكير بأمورهم واتخاذ القرارات اللازمة بأنفسهم ويعملون باجتهاد في كل عمل يقع بين أيديهم ويجدون اللذة والرضا في القيام بذلك العمل، تُرى هل أنت متوافق مع نفسك عزيزي القارئ وتتمتع بصحة نفسية؟

Email