في سرير واحد..!! ـ بقلم: خالد محمد أحمد

ت + ت - الحجم الطبيعي

السبت 13 شعبان 1423 هـ الموافق 19 أكتوبر 2002 تراجع الاهتمام العالمي بالقضية الفلسطينية فهي الآن في أسفل سافلين!! العرب غير قادرين على فعل شيء «وهم أعجز من فعل ذلك الشيء»!! الدول «الصديقة» التي لها «مصالح» في المنطقة غير قادرة على التأثير في مجريات الامور!! الحبل على الغارب «متروك» لبوش وشارون «يفعلان ما يشاءان» البعض من العرب يتفرج والبعض الآخر كما يحلو لهم القول «لا حول ولا قوة لهم»، أما الفلسطيني، وهو الطرف الأضعف في المعادلة، فهو يبكي كل يوم وليلة على شهدائه الذين يموتون غدراً على أيدي الصهاينة.. والعرب يتفرجون ولا يناصرونهم.. رغم صيحات الاستغاثة المتكررة!!. الزيارة السابعة لشارون إلى البيت الابيض توجت بمجزرة جديدة في غزة راح ضحيتها 8 شهداء وأعداد كبيرة من الجرحى من الأطفال والنساء!! وزير الخارجية الأميركي «الجنرال السابق» الدبلوماسي الحالي يطلب من «الجنرال شارون» في اللقاء الذي عقد بينهما «إيضاحات» حول ظروف مقتل ثمانية فلسطينيين وجرح العشرات في المجزرة الإسرائيلية التي ارتكبت في الوقت الذي يجتمع بوش بشارون في البيت الأبيض!! الجنرال السابق في الجيش الأميركي لا يعرف حتى الآن لماذا يقتل آلاف الآلاف من الفلسطينيين.. بأيدي جنود شارون في غزة ورام الله وجنين وسائر المدن الفلسطينية؟! ولذلك يطلب «الإيضاح» من شارون. الادارة الاميركية الحالية ليست «محايدة» في الصراع العربي الاسرائيلي بل «منحازة» لإسرائيل! إن طاقم الادارة الاميركية الذي جاء به بوش لمساعدته في إدارة الحكم كشف عن «وجهه» الحقيقي المعادي للعرب، منذ ان «قفز» بوش وشارون إلى «سدة» الحكم في اميركا واسرائيل. أحداث الحادي عشر من سبتمبر جاءت لتزيد «الطين بلة» وتضيف بعداً جديداً وتلصق تهمة «الارهاب» بالعرب والفلسطينيين!! الفلسطينيون أنفسهم لم يحسنوا قراءة الواقع والمتغيرات «الأميركية» قبل سبتمبر وبعدها! لقد رفضت «أميركا بوش» منذ البدء السماح لعرفات بـ «الحج» إلى البيت الأبيض. الإدارة الأميركية بدأت علاقتها مع الرئيس الفلسطيني غير مرحب به «ومرفوضاً» إلى أن انتهى منبوذاً!! أما شارون فقد كان على «الحجر» مرحباً به في حله وترحاله! جيمي كارتر الرئيس الأميركي الأسبق الحائز على جائزة السلام.. يصف العلاقة الحالية بين إسرائيل وأميركا بأنها أكثر من «سمنة على عسل»! ويراها ليست عادلة مع الفلسطينيين، وأن إدارة بوش وإسرائيل «في السرير». وذلك أبلغ وصف للإنحياز الأميركي لإسرائيل!!.. ان اسرائيل واميركا تجاوزتا العلاقة العادية بين الدول الى علاقة حميمية، وهو تعبير عن عمق العلاقة وحرارتها بين الطرفين.!! «لقد تخلت الادارة الاميركية عن القيام بجهد في التوفيق بين الاسرائيليين والفلسطينيين.. وانحازت كلياً الى الاسرائيليين، وتخلت عن عملية السلام.. كما يقول رئيس أميركا الذي رعى أول عملية سلام بين العرب وإسرائيل». أما بوش فقد امتدح «إنسانية شارون» لافراجه عن بعض «أموال الفلسطينيين»!! بوش الابن.. لا يعنيه العرب ولا يعنيه الرأي العام العربي ولا «الشارع العربي»!! يعنيه شارون «يزوره» متى أراد و«دون توسل»!! الناطق باسم شارون يصف العلاقة الاستراتيجية بين إسرائيل وأميركا بأن «لا سابق لها في تاريخ إسرائيل ـ وان إدارة بوش أكثر تأييداً لإسرائيل من جميع الإدارات الأميركية السابقة». khalid@albayan.co.ae

Email