آخر الكلام ـ يكتبها: مرعي الحليان

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاربعاء 10 شعبان 1423 هـ الموافق 16 أكتوبر 2002 ما كنا نتوقع من اتحاد كرة القدم ان يتصدى لالزام الصحف بدفع مئة ألف درهم مقابل تغطياتها لمباريات الموسم الرياضي ومؤتمراته الصحافية، وهي التي واكبتها وتغنت بانجازاتها وتنغصت باخفاقاتها وتعاملت معها كمعطى ومنجز وطني اشترك الجميع في تأسيسه وايصاله لما هو عليه اليوم. لكن الاتحاد فعلها ويريد ان يقنعنا بعد زمان طويل من العلاقة والصداقة، انكم في النهاية زبائن ولستم أهل الكرة المحلية. ونتساءل: ترى هل تحرك الاتحاد نحو هذا الهدف لوقوعه تحت طائل الحاجة للمال؟ اذا كان كذلك فمن الاجدر به ان يطرح المسألة من بابها الحبي والودي، وهذا الباب عادة ما يشرع للاهل والاقرباء، ولا نعتقد ان الصحف ستمانع بالتبرع للاتحاد بما يحتاج؟ اما اذا كان الغرض من طرح بيع تغطيات المباريات على الصحف هو ليّ ذراع، واستغلال حاجة ماسة تراها الصحف في الاخبار الكروية التي تنقلها لقرائها، فان الاتحاد بذلك يكون قد تخلى عن اهم بند من بنود العملية التعاونية التكاملية بين مؤسسات المجتمع التي يفترض ان تعمل مجتمعة من اجل هدف الوطن الذي لا يمكن ان يبتاع ويشتري اهله منجزاته ومقدراته. كرة القدم واخبارها ليست ملكا لاتحاد الكرة، ولا ملكا للاندية حتى وان كان الدخول الى المدرجات بتذاكر مدفوعة نقدا، انها ملك جميع من أحبوها وهتفوا باسمها عند النجاحات ومزقوا صدورهم حرقة على خساراتها، وأولهم الصحافة وأهلها التي رافقت كل نفس من انفاسها في الصعود والهبوط، في الرخاء وفي الازمات. الصحافة هي التي دعمت معنوياً نجاحات كرة القدم، والصحافة هي التي خصصت لها من الصفحات والملاحق والمحررين ما لم تخصصه لاقسام اهم كالسياسة والاقتصاد، والصحافة هي التي عالجت ظواهر ومسائل في محيطها وجاءت بكثير من المكتسبات نتيجة تحقيقاتها الصحفية ومتابعتها. بل ان الصحافة هي التي صنعت نجومها وبروزتهم. فهل نعتبر هذا نكران جميل. ايضا لا. لان الصحافة حينما تعمل من اجل الوطن لا تنتظر شيئا سوى ان تنجح مهمتها الاعلامية التنويرية.. لكن ها هو اليوم قد جاء. وبدأ الاهل في نكران الجميل الذي لا نريد ذكره. ونقول مرة اخرى انه كان من الاجدر والاولى باتحاد كرة القدم ان يطلب عون الصحف لا اجبارها او ارغامها بهذه الطريقة وبهذا الاسلوب، ونقول انه اذا ما أراد الاتحاد وأرادت اندية تحويل اللعبة الى اقتصاد في السوق فان لذلك أساليب مختلفة تعتمد اصلا على لعبة الصحافة ولعبة الخبر. لكن يبدو ان الاتحاد أخطأ التهديف في المرمى. كما عودتنا كرته أمام الفرق الاضعف منا كرويا!! تسلل مكشوف وواضح جدا. وللأسف.

Email