خواطر ـ هل يكسب الرهان؟ ـ بقلم: ابراهيم الهاشمي

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاثنين 8 شعبان 1423 هـ الموافق 14 أكتوبر 2002 أسفت أشد الأسف لأنني كسبت الرهان الذي دخلته مع صاحبي الذي دعاني لكتابة موضوع الاسبوع المنصرم حول دعوة الشركات والمؤسسات والبنوك الكبرى والتجار للتعاون في انشاء مجمعات سكنية لمحدودي الدخل يدفعون تكلفة بيوتها على المدى الطويل.. حيث كنت قد راهنته «كان مجرد رهان بدون اي ترتيبات مالية» ان الشركات لن تتجاوب ولن يبادر اي منها، وان البنوك همها في واد وهم المجتمع في واد آخر، والاهم لديها كم القروض التي تستطيع ان تكبل بها اولئك الافراد فتجعلهم خاضعين لها مدى العمر في قروض لا تنتهي، اما التجار فحدث ولا حرج الا من انزل الله سكينته على قلبه ومده بالرحمة.. فكان عوناً لأفراد مجتمعه لا عوناً عليهم. أعود لرهاني مع ذلك الصديق حيث كانت كل الاتصالات من افراد ذوي دخل متوسط او محدود وكلهم يبارك الفكرة ويدعو الى تطبيقها والعمل بها.. ويدعو الحكومة الى تبنيها وحث الشركات للتعاون والمساهمة فيها.. ودعا بعضهم الى ايجاد امتيازات للشركات والمؤسسات والبنوك والتجار المشاركين في المشروع كإلغاء الرسوم عنها او منحها بعض الامتيازات المختلفة التي تقدمها الحكومة بين الفينة والاخرى لبعض المؤسسات لدعم المشاريع المجتمعية او منح المساهمين في المشروع وسام الدولة في العمل الاجتماعي وانصبت اغلب الافكار في تحميس تلك المؤسسات بمنحها امتيازات ودعماً مختلفاً عن الشركات الاخرى غير المساهمة وذهب البعض الى حد اجبار تلك المؤسسات على الانخراط في المشروع باعتباره عملاً وطنياً قومياً وان مساهمة تلك الشركات قد تكون من باب دفع البلاء عنها.. وذهب البعض الى ضرورة ان تفرض الحكومة الزكاة على المؤسسات المختلفة وأخذ الحصة الممنوحة للزكاة كحق مكتسب للسائل والمحروم وتوظيفها في تلك المشاريع بدون أي مقابل للشركات. وذهب البعض الى ان الدولة لابد لها في مقابل الموافقة على انشاء اية شركة أو مؤسسة عقارية أو استثمارية أو مالية أن تفرض عليها اقامة مشروع اجتماعي لخدمة الوطن في أي مجال تطلبه الحكومة. المهم انني كنت اتمنى ألا اكسب الرهان وأن يخيب ظني وتبادر ولو مؤسسة واحدة.. ولكن ما تعودنا عليه من تجاهل من قبل المؤسسات هو ما حصل.. ذلك بعيداً عن ما سمعته من تهكم وصلني عبر بعض الاصدقاء من مرتادي المجالس.. ان بعض التجار علقوا على ما كتبت ان اذية الفقراء لاتنتهي.. ومطالبهم ليس لها آخر، والبعض الآخر علق ان الحلال حلالنا فلماذا يريدون مشاركتنا فيه.. والبعض الآخر قال «الحكومة ما تقصر خلهم يسيرولها» وبعضهم قال متى «سينضب» هذا ويتوقف عن كتابة مثل هذه الخرابيط التي لا فائدة منها. صديقي.. اتمنى ألا ينطبق علينا القول «لا حياة لمن تنادي» فذلك يعني فساداً ما بعده فساد.. يهد المجتمع من أركانه..حيث لا يشد بعضه بعضا ولا يتراحم.. ولا يتداعى بالسهر والحمى اذا اشتكى عضو من اعضائه. صديقي أتمنى مرة اخرى ان تكسب الرهان وها نحن نمد الرهان اسبوعاً آخر لعل وعسى ان تكون هناك حياة لمن تنادي. ibrahimroh@yahoo.com

Email