بعد التحية ـ يكتبها: د. عبدالله العوضي

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاحد 7 شعبان 1423 هـ الموافق 13 أكتوبر 2002 بعض مدراء المؤسسات والدوائر الحكومية والاتحادية لديهم مهارات خاصة في فنون «التطفيش» الاداري لكل من يسوء حظه ويقترب من دائرة العمل تحت مظلته طوعاً أو كرهاً. ونظراً للقدرة الفائقة لهؤلاء، ننصح مراكز التدريب في المجتمع المحلي أو الدولي الاتصال بهؤلاء لضمهم إلى صفوف الخبراء الذين لديهم كافة المهارات اللازمة لعدم بقاء موظف في المؤسسة التي يعمل بها لأكثر من دورة وزارية على أكثر تقدير، وان كان بعض «المطفوشين» من هؤلاء قرر ترك العمل لدى هؤلاء بعد أول أسبوع من العمل دون انتظار فترة التدريب أو التجريب المعروفة في أغلب المؤسسات والتي تقدر بثلاثة أشهر حسب القوانين واللوائح الادارية التي يتم التمسك بها لدى البعض حرفياً ومع الآخرين لا يعرفون عنها شيئاً إلا بعد سن التقاعد بسنوات. نمضي اليوم بالامتاع والمؤانسة حسب طريقة التراث في التعامل مع طرائف القصص عند العرب والأقوام الآخرين ممن يقع بعض أفرادها في دائرة السخرية غير المقصودة والتغاضي عن بعض السقطات غير المقصودة اثناء انجاز الاعمال في الحياة، نقف عند الموظف المستجد أي الذي يعين لأول مرة في مثل هذه المؤسسات التي ابتليت بهذه الاقدار الاجبارية من المدراء الذين عجزت السبل عن ازاحتهم لأنهم يعدون في عداد الواصلين حسب التصنيف الوجاهي لمن يعرفهم في المجتمع الداخلي بهم. نبحث في سيرة هذا الموظف تعيس الحظ منذ أول يوم تطأ قدماه أرض المعركة الادارية الجديدة، يمسك هذا عصا التعليمات من كل أطرافها حتى يثبت انه لا يفرط في واجب أوكل إليه من قبل الادارة العليا أو الدنيا، ويمضي في عمله مثل عقارب الساعة يأتي في الأول ويخرج في الاخير، ولو بقي لديه عمل متراكم كان على أتم الاستعداد للبقاء ساعات أطول لانجاز واستدراك ما لم تستطع عليه الادارة صبراً وهلم جرا. تمر عليه الايام فرحة بوجوده في جو يجد الكل يرحب به ويبتسم في وجهه ويصبح عليه ويمسي من البواب إلى أكبر رأس في الادارة، حتى يتمنى من داخله لو كان موظفاً في هذه المؤسسة منذ ولدته أمه، فيصبح حديث المؤسسة التي يعمل بها ملء الآذان والبصر فلا يرضى عليها قيلا ولا قالاً ولا عيباً ولا نقصاً، فكل شيء بالنسبة لناظريه بدرجة «perfect» بلا جدال من أحد وتمضي عليه أشهر قلائل وتنتهي فترة التدريب التجريبي ويثبت في الوظيفة الدائمة في خياله وترتب أوضاعه إلى الاحسن من السابق فيكون لديه آمال وآمان وأهداف وطموحات أوسع من الخيال يمني بها النفس احياناً ويصارح بها بعض من وثق بهم في العمل حتى يفاجأ بالانقلاب الكلي عليه من قبل الجميع!!

Email