آخر الكلام ـ يكتبها: مرعي الحليان

ت + ت - الحجم الطبيعي

السبت 6 شعبان 1423 هـ الموافق 12 أكتوبر 2002 تنطلق في دبي اليوم أعمال القمة العربية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وهو حدث عربي مهم في هذا المرحلة التي تعد من اصعب المراحل التي تواجه العالمين العربي والاسلامي، اما لماذا دبي؟ فهذا واضح جدا من خلال مساعيها الى وضع نفسها في مركز تكنولوجيا العصر وعصبه الحيوي وذلك من بعد اتخاذها عدة قرارات شجاعة وضعتها في قائمة الريادة على صعيد البلدان العربية. اما القمة فانها تنعقد بحضور مسئولين ووزراء عرب ينظرن ويتباحثون في امر تطوير هذا العصب العصري، واذا كانت القمة سوف تنشد من خلال محاورها تحقيق جملة اجراءات وقرارات واوراق عمل من اجل ردم الهوة الكبيرة بين ما وصلت اليه هذه التقنية في البلدان المتقدمة وبين نواقصها في الوطن العربي، فانه من المؤمل ايضا ان تضع الخطوط الحمراء على اهمية التعجيل في تنفيذ خطط تنمية تكنولوجيا المعلومات في بلدان الشرق الاوسط.. حيث ان الاحصائيات العالمية تشير اشارة واضحة الى ان بلدان الشرق الاوسط ما زالت تعاني من امية تقنية وتكنولوجية وخصوصا في مجال المعلومات والاتصالات، وفي شبكات الربط الالكتروني التي ما زالت تعاني ما تعاني.. ان استضافة دبي لهذه القمة العربية المهمة تصب في دائرة اهتمامها وريادتها في مشروع التنمية في مجال تكنولوجيا الاتصال والمعلومات ومساعيها نحو امتلاك ناصية هذه الصناعة التي اصبحت العصب العصري الاهم. القمة ستحقق بالفعل فرصة كبيرة لطرح الارقام وكشف الهوة الكبيرة التي تعاني منها بلدان الشرق الاوسط في هذا المضمار، والقمة ايضا من المتوقع ان تجد صرخات كبيرة مطالبة بازالة الجهل التقني عند بعض البلدان. الهدف الاهم ايضا والذي ستقدمه محاور اللقاءات والندوات هو الوصول الى صيغ تعاونات بينية على المستوى الحكومي بين البلدان العربية، وفي هذا الاطار هناك هوة لا يمكن نكرانها وردمها يأتي كضرورة حتمية خصوصا في ظل المناخ المتأزم في العالم، والسطوة التي تمارسها بعض الدول المتحكمة على الدول العربية. وبصريح العبارة، فان اي تعاون بيني ومن ضمنه التعاون التقني والتكنولوجي بين البلدان العربية لا يصب الا في الصالح العام والمصالح القومية العليا. ان النهضة بقطاعي تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الوطن العربي لا تقدم خدمة آنية فقط، ولكنها تؤسس لأرضيات صلبة على اعتبار ان هذة التقنية هي العصب الاهم الذي تعتمد عليه المجتمعات التي تنشد التطوير والتحديث ومواكبة متطلبات العصر.. وان اي تخلف في مجال تقنية المعلومات والاتصال اليوم يخلف في المستقبل اشكالات وعي وثقافة، تفتح الهوة بيننا وبين الدول التي حققت انجازات متقدمة في هذا المجال، وتوفر فرصا كبيرة لسيطرة الاخر علينا. هذه القمة ليست أقل من القمم السياسية اذا ما نظر الى أبعاد اهدافها.

Email