هل يسيل لعاب بوتين؟ ـ بقلم: خالد محمد أحمد

ت + ت - الحجم الطبيعي

السبت 6 شعبان 1423 هـ الموافق 12 أكتوبر 2002 تلعب الدبلوماسية البريطانية دوراً رئيسياً ومهماً في تهيئة الرأي العام العالمي والعربي لتمكين الولايات المتحدة الأميركية من تنفيذ مخططها العدواني ضد العراق. بلير يبذل جهداً لإقناع موسكو بتأييد الموقف الأميركي ملوحاً بـ «المنفعة» ومطمئناً بأن مصالحها لن تمس، وانه سيراعي المصالح الاقتصادية «المشروعة» لروسيا في العراق. الشيء نفسه قام به وزير خارجية بريطانيا جاك سترو «حيث اختتم زيارة للشرق الأوسط» انتهت بزيارة لإيران مؤكداً انها تأتي في نطاق حشد التأييد الدولي لضرب العراق. الدبلوماسية البريطانية ألقت بثقلها في الأمم المتحدة وفي جولات «زعمائها في العالم» رغم معارضة الرأي العام البريطاني لتلك السياسة والمتمثلة بالمسيرات التي اجتاحت بريطانيا ومعارضة الأحزاب البريطانية وأعضاء كثر في البرلمان البريطاني. بريطانيا تقوم بدور علاقات عامة كبير نيابة عن أميركا.. دور لم ترق له ولم تستطع بلوغه وزارة الخارجية الأميركية بقيادة كولن باول!! «الدبلوماسية» الأميركية تعثرت في إقناع العالم وخاصة العالم العربي بمشروعيتها في ضرب العراق. الانجليز أقدر من غيرهم، لهم «سابق خبرة» بمنطقة الشرق الأوسط.. العلاقات «القديمة» تؤهلهم إلى لعب دور أكبر من غيرهم! بريطانيا لها مصالح «نفطية» كبيرة في المنطقة وتطمع في «المزيد» وتطمع في أن تفوز بـ «نصيب الأسد» بعد سقوط النظام الحاكم في العراق؟! رغم ان سترو.. ينفي ذلك «انه لا يعمل مراسلاً للأميركيين، ويرفض فكرة الطمع في النفط»!! إلا أن الشواهد تقول عكس ذلك.. ما يقوم به رئيس وزراء بريطانيا من محاولة «تطمين» للروس.. تؤكد أن «النفط» محور أساسي من محاور مطامع محور «الشر»!!. شركة لوك أويل الروسية أكبر شركة نفط لها مصالح في العراق وتمتلك استثمارات نفطية في العراق تقدر حصتها بـ 68 بالمئة من جملة استثمارات تبلغ ستة مليارات دولار في حقل غرب القرنة النفطي العراقي. الرئيس بوتين تعهد للشركة بالمحافظة على مصالحها في حال الإطاحة بالنظام العراقي. رئيس شركة لوك أويل «ألكبروف» يقول إن بوتين يضع قضية الامتيازات النفطية الروسية في رأس سلم أولويات اهتماماته مع أميركا. السيطرة على «نفط العراق» المخزون الاستراتيجي قضية أساسية في توجه الإدارة الأميركية وهو توجه خفي وغير معلن.. ولا يمكن «التلويح» به لأن الحجج المطروحة تلقى صدى أكبر لدى قطاع كبير من الرأي العام العالمي. الإرهاب الجميع يدينه، أسلحة الدمار الشامل الكل يمقتها إلا حالة واحدة هي «حالة» إسرائيل لأن على رأسها ريشة!! موافقة مجلس النواب والكونغرس الأميركي ضوء أخضر و«تفويض» لبوش لإعلان حرب على العراق بحجة نزع ترسانة أسلحته غير التقليدية. العد التنازلي لضرب العراق قد بدأ.. وقد عبر بوش عن ذلك قائلاً «لن نجري مفاوضات.. إن أيام العراق كدولة تتجاوز القانون توشك على الانتهاء.. الولايات المتحدة ملزمة بتحويل العالم إلى عالم هادئ وأكثر عدلاً.. إننا ملتزمون بالحرية»!! بوش وجه تحذيراً إلى الجيش العراقي بعدم إطاعة الأوامر «القاسية واليائسة» للرئيس صدام وإلا سيواجهون المحاكمة بوصفهم مجرمي حرب!! أميركا تدعو الى محاكمة الجيش العراقي إذا حاول الدفاع عن وطنه، بينما ترفض هي محاكمة جنودها أمام محكمة جرائم الحرب الدولية.. لأنها انتزعت قراراً من مجلس الأمن بعدم جواز مقاضاة قواتها أمام المحاكم الدولية!! حلال لها وحرام على غيرها!! هذه هي أميركا، تدفع بالمنطقة نحو الهاوية، تساعدها بريطانيا بجهود دبلوماسية جبارة ليس للضغط على العراق كي يقبل بالتفتيش وبقرارات الأمم المتحدة ولكن لمصالح سياسية واقتصادية، وما يحاك في «السر».. أكثر بكثير!! khalid@albayan.co.ae

Email