بعد التحية ـ يكتبها: د. عبدالله العوضي

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاثنين 1 شعبان 1423 هـ الموافق 7 أكتوبر 2002 ليس من اخلاقيات العمل أو المهنة ان تقوم فئة من الموظفين بوظيفة ترصد الاخطاء والهفوات البشرية العابرة بين العاملين تحت سقف واحد، وان حدثت اشياء من هذا القبيل، لا يكون العلاج الآني الا بطلب السماح ممن وقعت منه تلك الهنات التي لا علاقة لها بالتشفي الوظيفي والتحاسد على تسلق المناصب بالعمل على اسقاط الآخرين من السلالم العالية إلى الدرجات السفلى. اما مسارعة البعض بكتابة التقارير واستعجال التوقيعات الداخلية على اثبات سوء السلوك بدل الحفاظ على حسن سيرة وسلوك من هم في مثابة القادة الاداريين او الفنيين لهؤلاء، فهو امر يجب الا يتمكن البعض من القيام به لانه خارج من نفوس عليلة لا تحب رؤية النجاح على وجوه القائمين على شئون بعض المؤسسات التي بدأت ترى ثمار اعمالها امام الناظرين، فهذا النوع من التدخل يتم على «غيرة نسائية» في مقام يجب ان تكون للرجولة كلمة الفصل فيه. هذا جانب، اما الجانب الآخر وهو الاشد عندما يتعلق الامر بالطعن في الاعراض بصورة اقرب إلى روايات الحالمين بالمثاليات التي ليسوا اهلا للتمثل بها فيلجأون إلى اسلوب الهمهمات الخفية ويرقبون كبوة الحصان حتى يعلنوها على الملأ، فيفرحون بذلك وكأنهم انتصروا، الا ان استدراك مثل هذه المسلكيات التي تشين فاعليها من قبل اناس متمرسين في معرفة دواخل هذه النفوس التي تفرح بالشر حينما يقع وترى في نفسها الخير كله، هو الذي يحسم امر هؤلاء اما بالتأديب الاداري الذي يتحتم على لجان التحقيق التوصل اليه او بالفصل او بتر القضية من الاساس حتى ينضج البناء السليم ويخرج الخبث من الباب الذي دخل منه. ان العمل الاداري وبيئته ليس مجالا للتصفيات الشخصية بين زملاء العمل، ففي المجتمع الخارجي متسع لمن تحدثه نفسه على تلك الاخلاقيات الدانية، فوجود اللوائح والقوانين الملزمة هي الحصانة المطلوبة لحفظ اعراض الغافلين من عبث العابثين افرادا كانوا ام شللاً تقتات على سفاسف الامور ومعايبها. متى يصحو امثال هؤلاء على الحقائق الدامغة والتي قد تعلمناها في الصغر، لماذا يقبل البعض في تلك المؤسسات ان يكون مثل السمكة العفنة لا هم لها الا نشر العفونة على بقية الناس ممن لم تتلوث سمعتهم بالمشين من السلوك، فهل من حملة اخرى لاخراج هذا البعض الذي يعتبر عقبة في طريق العمل التنموي السليم؟!

Email