تراثيات

ت + ت - الحجم الطبيعي

الجمعة 27 رجب 1423 هـ الموافق 4 أكتوبر 2002 قال اعرابي: دخلت البصرة فرأيت ثياب احرار على اجساد عبيد، اقبال حظهم ادبار حظ الكرام، شجر اصوله عند فروعه، شغلهم عن المعروف رغبتهم في المنكر، وذكر اعرابي رجلاً، فقال: ذاك يتيم المجالس، اعيا ما يكون عند جلسائه، ابلغ ما يكون عند نفسه. وذكر اعرابي رجلاً، فقال: ذلك الى من يداوي عقله من الجهل احوج منه الى من يداوي بدنه من المرض، انه لا مرض اوجع من قلة عقل. وذكر اعرابي رجلاً لم يدرك بثأره، فقال: كيف يدرك بثأره من في صدره من اللؤم حشو مرفقته، ولو دقت بوجهه الحجارة لرضها، ولو خلا بالكعبة لسرقها. وذكر اعرابي رجلاً، فقال: تسهر والله زوجته جوعاً اذا سهر الناس شبعاً، ثم لا يخاف مع ذلك عاجل عار ولا آجل نار، كالبهيمة أكلت ما جمعت، ونكحت ما وجدت، وسمع احدهم رجلاً يدعو، فقال: ويحك! انما يستجاب لمؤمن او مظلوم، ولست بواحد منهما، واراك يخف عليك ثقل الذنوب فتحسن عندك مقابح العيوب. وذكر اعرابي رجلاً بضعف، فقال: سيئ الرّوية، قليل التقية، كثير السعاية، ضعيف النكاية. وذكر اعرابي رجلاً، فقال: عليه كل يوم من فعله شاهد بفسقه، وشهادات الافعال اعدل من شهادات الرجال. وذكر اعرابي رجلاً بذلّة، فقال: عاش خاملاً ومات موتوراً. وذكر قوماً البسوا نعمة ثم عروا منها، فقال: ما كانت النعمة فيهم الا طيفاً لما انتبهوا لها ذهبت عنهم. وذم احدهم رجلاً، فقال: هو كالعبد القن، يسرك شاهداً، ويسوؤك غائباً، ودعت اعرابية على رجل، فقالت: امكن الله منك عدواً حسوداً، وفجع بك صديقاً ودوداً، وسلط عليك هماً يضنيك، وجاراً يؤذيك. وقال اعرابي لرجل شريف البيت، دنيء الهمة: ما احوجك الى ان يكون عرضك لمن يصونه، فتكون فوق من انت دونه! وذكر اعرابي رجلاً، فقال: ان حدثته سابقك الى ذلك الحديث، وان سكت عنه اخذ في الترهات، وذكر اعرابي اميراً، فقال: يصل النشوة، ويقضي بالعشوة، ويقبل الرشوة. وذكر اعرابي رجلاً راكباً هواه، فقال: لهو والله اسرع الى ما يهواه، من الاسن الى راكد المياه، افقره ذلك او اغناه. وقال اعرابي: ليت فلاناً اقالني من حسن ظني به فأختم بصواب اذ بدأت بخطأ، ولكن من لم تحكمه التجارب اسرع بالمدح الى من يستوجب الذم، وبالذم الى من يستوجب المدح. وقال اعرابي لرجل: هل انت الا انت لم تتغير ولو كنت من حديد ووضعت في اتون محمي لم تذب. أبو صخر

Email