آخر الكلام ـ يكتبها: مرعي الحليان

ت + ت - الحجم الطبيعي

الجمعة 27 رجب 1423 هـ الموافق 4 أكتوبر 2002 نعلم ان اقمار التجسس والتنصت الاميركية قادرة على التقاط انفاسنا، وان معامل تحليل الرأي العام العربي عندها تعمل ليل نهار لتحول ملايين من المعلومات الى ملاحظات واشارات ترسل عبر اجهزة الحاسوب عالية التقنية الى من يهمه الامر في اميركا.. ونعلم ان الخبراء الذين خصصوا للعمل على تحليلنا وتفكيك شيفراتنا العربية والاسلامية اصبحوا من دقة ما جمعوه عنا ومن كثرة تفاصيله، قادرين على تحديد حتى سلوكياتنا وتصرفاتنا المستقبلية، فردات فعلنا التي ستكون في العام 2020 هم يرونها اليوم عبر اجهزة حواسيبهم بالصور ثلاثية الابعاد.. ونعلم انه لا يوجد «ثقب ابرة» عربية الا وفتش وعرف ما بداخله، هذا عدا اننا في جانبنا الرسمي نتصرف على اساس ان تقديم معلومة رسمية الى اميركا هو قمة التمدن والحضارة والتفاهم بين الاصدقاء، وان اميركا الوحيدة من دول العالم التي بامكانك ان تتعرى امامها دون خجل.. نعلم ان اميركا تحيطنا بهذا الحرص وهذه الدقة في المراقبة، لكن هل تقيس اميركا اليوم ما يعتمل في صدور كل المتضررين من سياساتها الخارجية، ومن انفلاتها ومن جنونها العسكري وغبائها السياسي، هل تعلم اميركا الى اين تقودها هذه العجرفة وهذه الشطحات الكارثية؟ وهل تعلم أي حس بدأ يسري في عروق ومشاعر العرب والمسلمين حيالها؟ وهل تعلم ان ثلثي سكان الكرة الارضية بدأوا في ترتيب رقعة الشطرنج في دواخلهم تجاه تصرفاتها الشيطانية؟ هل ترصد كل اجهزة التجسس والتنصت ومراكز بحث المعلومة وتحليلها واختبارها هذا التغير؟ وهل تلاحظ ان اجابة السؤال: لماذا يكرهون اميركا؟ اخذة في الصعوبة المعقدة وان الاميركي سيجد نفسه بعد حين انه في ورطة هذه الاجابة الخاسرة! الى اين تقود اميركا الاميركان؟ هل تقودهم الى شعب من الجبابرة النازيين؟ هل تقودهم الى جحيم الكره؟ ام تقودهم الى ادغال الشعور بعقدة الذنب حينما تكون صواريخهم وبارودها يطحن جماجم الابرياء في الشمال والجنوب والشرق والغرب؟.. الى أي مدى ستعذب اميركا الاميركان بنظرات الكراهية التي بدأت تنتشر كالنار التي تشتعل يوميا في علمها ورمزها الذي تسحقه ارجل المحتجين على تصرفاتها في شوارع ومدن العالم.. هل ترصد اقمار التجسس والتنصت ومختبرات التحليل اتجاهات الرأي العام العالمي هذه الحمى التي بدأت تنتشر بين شعوب العالم؟ بودنا لو تحولت كل تلك الاجهزة الاميركية عن رصدنا واتجهت لرصد ما تفعله سياسات حكومتها حيال الاخرين والى أين تقود فواجعها.. فالمعلوم والظاهر ان اميركا بدأت عهدا جديدا بعد عقدتها في سبتمبر والمعلوم والظاهر ان هذا العهد عهد نشر المزيد من الكراهية بنشر مزيد من الشر الاميركي.. ولا احد في الشعب الاميركي بحاجة لدليل واثبات، فشوارع العالم اليوم تضج بالمعلومات التي تقول ان على سطح الكرة الارضية هناك الملايين الذين يكرهون اميركا.. فهل تسعد هذه النتائج وهذه الحصيلة الاميركان انفسهم.. وكشعب من شعوب العالم؟!

Email