خواطر ـ لعمرك.. ـ بقلم: عبدالوهاب قتاية

ت + ت - الحجم الطبيعي

الجمعة 27 رجب 1423 هـ الموافق 4 أكتوبر 2002 في تراثنا اللغوي والأدبي تعابير عربية مأثورة يستعمل فيها اللفظ «عَمْر» (بفتح العين وتسكين الميم)، مثل: «لعمري» و«لعمرك» و«عَمرك الله» و«عَمر الله». وكلمة «عَمر» (بفتح العين وتسكين الميم) مصدر للفعل «عمر يعمر»، الذي يأتي بمعان كثيرة: يقال: عمر الرجلُ عمرا، أي عاش زمناً طويلاً. ويقال: عمر المالُ (بضم اللام) عمرا، أي صار كثيراً وافرا. ويقال: عمر المنزلُ بأهله، ان كان مسكونا بهم، فهو عامر. ويقال: عمر اللهُ فلانا، أي أبقاه وأطال حياته. ويقال: عمر فلان الدارَ، أي بناها، فهي معمورة. ويقال: عمر القومُ المكانَ، أي سكنوه، فهو معمور. ومن الأدعية الحسنة يقال: عمر الله بك منزلك، أي جعله عامراً بك. ويقال: عمر الرجلُ المالَ عمورا وعمرانا، أي أحسن القيام به. ويقال: عمر الرجلُ ربه، أي عبده وخدمه وصلى وصام له. ومن ذلك كله نستخلص معاني كلمة «العمر» (بفتح العين وتسكين الميم)، ويهمنا منها هنا «العمر» بمعنى: مدة الحياة، ومثله: العُمْر والعُمُر (بضم العين وتسكين الميم أو ضمها)، والعمر بمعنى: الدين ويزاد الفعل «عَمَر» بالتضعيف، فيقال: عمر (بفتح وتشديد الميم)، ويستعمل في معان كثيرة: يقال: عَمر الله فلانا (بتشديد الميم)، أي أطال عمره، كما في قوله تعالى: «ومن نعمره ننكسه في الخلق أفلا يعقلون». وفي صيغة المبني للمجهول يقال: «عُمر» (بضم العين وكسر وتشديد الميم) فلان فهو «مُعمر» (بضم الميم الأولى وفتح وتشديد الميم الثانية)، أي عاش طويلاً، ومن ذلك قوله تعالى: «وما يُعمر من مُعمر». ويقال: عمر الرجلُ المنزلَ (بتشديد وفتح الميم) أي جعله آهلاً، ومن ذلك الدعاء: «عمر الله بك منزلك». ويقال: عمر الرجلُ الأرضَ، أي بنى عليها وأهلها. ويقال: عمرر فلان فلانا داراً، أي أعمره إياها، أي جعلها له طوال عمره. وأشهر التعابير التي يستعمل فيها لفظ «العمر» هو قولنا: لعمري ولعمرُك ، بمعنى: أقسم بعمري، وأقسم بعمرك، أي أن تقدير الملة هو «لعمري قسمي، ولعمرُك قسمي» وذلك برفع كلمة «عمرُ» باعتبارها مبتدأ خبره محذوف. ومن أشهر شواهد ذلك قول «طرفة» في معلقته: لعمرك ما الأيام إلا معارة فما اسطعت من معروفها فتزود ومثل ذلك قول «ابن الفارض» في عشقه الإلهي: أخفيت حبكم فأخفاني الأسى حتى لعمري كدت عنه أختفى وفي شرح أو تفسير آخر يعتمد معنى «الدين» لكلمة «عمر»، يقال: «لعمري» يعني: «لدينى»، أي أقسم بديني. وفي هذا السياق يقال: «لعمرُ الله» برفع كلمة «عمرُ» على الابتداء، و«عمر الله» بنصبها على المصدرية، كما في قولنا: «لعمرُ اللهِ ما فعلت كذا»، و«عمرَ اللهِ ما فعلت كذا». وفي معنى القسم أيضاً يقال: «أُعمرك اللهَ أن تفعل كذا»، ومعناه: أحلفك بالله أن تفعل كذا. ومثل ذلك: «عمرَك اللهَ» (بنصب كلمة عمر ولفظ الجلالة)، كأن نقول: «عمرَك اللهَ ما فعلت كذا»، أي أحلف ببقاء الله ودوامه، أو بإقرارك لله بالبقاء، ما فعلت كذا. ويقال: عمرَك اللهَ افعل كذا، أو إلا فعلت كذا، أو إلا ما فعلت كذا. وقد يستعمل هذا التعبير لغير القسم، كما في قول الشاعر عمر بن أبي ربيعة: أيها المنكح الثريا سهيلا عمرَك اللهَ، كيف يلتقيان؟ فهو هنا لا يريد القسم، وإنما يقصد: سألت الله أن يطيل عمرك

Email