إلى اللقاء ـ مدينة السلام تبكي ـ بقلم: عادل دندراوي

ت + ت - الحجم الطبيعي

الخميس 26 رجب 1423 هـ الموافق 3 أكتوبر 2002 من حقك يا مدينة السلام يا زهرة المدائن ان تذرفي الدمع على ما آل اليه مصيرك الآن فبدلا من ان يجعلوك مدينة الوئام بين الاديان والتقاء الحضارات يدفعونك دفعا الى ان تكوني مهدا للحروب واحتراق الحضارات. والقرار الذي اتخذه الكونغرس الأميركي باعتبار القدس عاصمة لاسرائيل هو لا شك كارثة بكل المقاييس وانحياز اميركي سافر لدولة الاحتلال يؤكد استمراء الولايات المتحدة الاميركية لسياسة الارهاب ضاربة عرض الحائط بالغضب العربي والاسلامي بل والاستهانة بأية حسابات تتعلق بالأمن والسلم في المنطقة. واذا كان القرار هو استمرار لهستيريا ينتهجها الرئيس الأميركي جورج بوش لترسيخ العداء ضد العرب فانه ايضا يعكس الحالة المرضية المستفحلة التي وصلت اليها الادارة الاميركية والسياسة المتعلقة بمنطقة الشرق الاوسط وحساسيتها على خلفية الاعتماد على القوة، وعلى الضعفاء ان يقبلوا بفتات السلام، والقرار يعكس تماما وبوضوح لا لبس فيه خروج الولايات المتحدة عن احكام القانون الدولي والشرعية الدولية خاصة قرارات مجلس الأمن والتي صوتت عليها الولايات المتحدة نفسها بالموافقة واعتبرت ان مدينة القدس جزء من الاراضي التي احتلتها اسرائيل عام 1967. وطبعا تلك السياسة أمام الوجود السوفييتي وقتها كان العالم قطبين لا قطباً واحداً ووقتها كان للعرب تأثير وتوازنات تحكم السياسات بالشرق الاوسط اما الآن فقد سقطت الاقنعة وكسرت الارادة وتعرت السياسات وتكالب المتآمرون على القضية الفلسطينية، ولكن الأمر وصل الى حد الاستهانة بالمقدسات. ومن هذا التصور الخطير فسيكون الامر طبيعيا ان يدنس اليهود المسجد الاقصى مرات ومرات اذا استمر الهوان العربي الى هذا الحد المزري. والتواطؤ الواضح بين ادارة الرئيس الأميركي جورج بوش والكونغرس مقابل ضرب العراق هو بداية الخطوات نحو تشكيل خريطة جديدة للمنطقة. ولا شك ان الامر جد خطير وكارثة بكل المقاييس والمعايير، فالقدس مسألة تمس المجتمع الدولي كله وعلى العرب ان يفيقوا من سباتهم العميق ويعرفوا ان للصمت حدودا، واحتراق الحضارات أمر بات قاب قوسين أو أدنى!! وقد يعود صلاح الدين على أبوابك مرة اخرى.

Email