رأي البيان ـ جريمة الكونغرس

ت + ت - الحجم الطبيعي

الخميس 26 رجب 1423 هـ الموافق 3 أكتوبر 2002 يبدو أننا سنطبق كعرب ومسلمين المقولة الشهيرة «السكوت علامة الرضا».. أو أننا بـ «صمتنا الرهيب» على ما يحدث للقدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك.. نكون قد أنجزنا وغيرنا بقلوبنا «المُنكر» الأميركي الصهيوني! فهذا هو أضعف الإيمان، ما دمنا لا نجرؤ على اجبار الأميركيين على التراجع عن قرار الكونغرس «الصهيوني» الذي ألزم حاكم البيت الأبيض بالتوقيع على قرار رسمي بأن القدس عاصمة للدولة العبرية النازية. لا نجرؤ على إجبارهم لا بأيدينا ولا بألسنتنا، واكتفينا بالصمت «المخجل» الذي يتستر وراء تصريحات وبيانات استنكار لا تشفي غليل أكثر من 1300 مليون نسمة يشكلون العالمين العربي والإسلامي. للأسف الشديد.. لا نملك سوى الثرثرة والضجيج والتشنج. نصرخ في أنفسنا وحتى كتابة هذه السطور لم نسمع أن هناك موقفاً رسمياً تم الإعلان عنه وأبلغناه للأميركيين بالوسائل الدبلوماسية، ندين ونؤكد من خلاله رفضنا المطلق لجريمة الكونغرس الكبرى التي لن يغفلها التاريخ والتي بسكوتنا عليها لن ترحمنا أجيال الغد التي ستصب علينا اللعنات، لأننا ارتضينا بالذل والهوان، وفقدنا الثقة في أنفسنا، ولم نفعل شيئاً لأهم ثالث مقدساتنا الإسلامية. إن جريمة الكونغرس، هي وعد بلفور آخر يضاف إلى نكباتنا. بل إنه أبشع وأخطر لأنه وعد تم تنفيذه بلا تأخير أو مماطلة أو جس نبض! وتزامنت هذه الجريمة مع مخطط إسرائيلي صهيوني، قد يجري تنفيذه ـ بطريقة شيطانية ـ دون تردد، وهو إجبار المسلمين على التراجع عن الصلاة في المسجد الأقصى المبارك مع بداية شهر رمضان المعظم، بحجة أن الزحام على الصلاة خلال شهر الصوم يهدد بانهيار حائط البراق، أي أن اسرائيل «الملعونة» حريصة على سلامة المصلين المسلمين!! إن الموقف الفلسطيني الذي يمثل كل فصائل شعب فلسطين والرافض تماماً لقرار الكونغرس حول القدس.. لن يجد أي صدى. فالأمر يحتاج إلى وقفة عربية إسلامية واحدة. وقفة رجل واحد لمواجهة أبشع عملية اغتصاب لمدينة ـ هي من المدن المقدسة ـ في العالم. نعم.. لو هناك وقفة رسمية شجاعة من خلال موقف موحد لتراجع الكونغرس فهو ليس مركزاً للافتاء على شئون الدنيا التي لا رجعة فيها!

Email