يوم الحزن العام ! ـ بقلم : محمود السعدني

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاربعاء 25 رجب 1423 هـ الموافق 2 أكتوبر 2002 يوم 28 سبتمبر هو يوم الحزن العام، اليوم الذي مات فيه جمال عبد الناصر عن 55 عاما سبحان الله جمال عبد الناصر هو الذي أخرج الإنجليز من مصر، وهو الذي أخرج الملك، وهو الذي قضى على الاقطاع، ووزع الأرض على الفلاحين، وأفضال جمال عبد الناصر لا تعد ولا تحصى ويكفي أنه مفجر 23 يوليو وقائدها الشاب. والرئيس حسني مبارك هو الزعيم الوحيد الذي سمح بالإحتفال بذكرى الزعماء الذين سبقوه. عبد الناصر وضع ستارة سوداء على محمد نجيب، والسادات تجاهل عبد الناصر تماما، والمرة الوحيدة التي ذكر اسمه زعم أنه كان رئيس أول تنظيم عسكري في جيش مصر وأن عبد الناصر تسلم منه الرئاسة، حسني مبارك هو الوحيد الذي احتفل بذكرى محمد نجيب وجمال عبد الناصر وأنور السادات. ولكن الشيء الذي لا يليق هو أن تخلو القاهرة من تمثال لعبد الناصر، بينما تنشق الأرض فيها عن تمثال للمرحوم الدكتور أحمد ماهر زعيم الحزب السعدي. ولم يذكر له حادث بارز في حياته إلا إستشهاده في البهو الفرعوني بمجلس النواب. متى تنشق الأرض في القاهرة عن تمثال عبد الناصر، الذي أخرج الإنجليز، وأخرج الملك، وأمم قناة السويس، وهي كلها أحلام ما كان أحد يصدق أنها ستتحقق، ولكنها بفضل عبد الناصر تحققت وبفضله استمرت، أقول قولي هذا بالرغم من أن أسوأ حادث في حياتي عانيت منه في عصره 18 شهرا مريرة كئيبة عشتها في سجن المحاريق بالواحات الخارجة معتقلا في قضية لا صلة لي بها. قال لي أكرم الحوراني رئيس مجلس النواب السابق في سوريا، انه بعد سجني سأل زكريا محيي الدين، لماذا سجنتم محمود السعدني وهو لا علاقة له بالشيوعية بعد ثلاثة أيام رد عليه زكريا قائلا. لا يوجد في السجن أحد بإسم محمود السعدني، وكان صادقا فلم أكن في السجن. كنت في المعتقل. رحم الله جمال عبد الناصر ورحم أكرم الحوراني، ورحم كل الرجال البواسل قادة ثورة 23 يوليو. رأفت الهجان يقولون.. اليهودي لما يفلس يبحث في دفاتره القديمة. وآخر تقليعه لإسرائيل، هي صدور كتاب جديد عن رأفت الهجان، زعمت فيه ان رأفت كان جاسوساً إسرائيلياً. ويعترف الكتاب بأن رأفت الهجان ذهب إلى إسرائيل ضمن وفد يهودي كبير جاء إلى إسرائيل من مصر، ثم اكتشفته المخابرات اليهودية، وهددوه بأنه إذا لم يصبح جاسوسا مزدوجا فسيلقى جزاء الجاسوس ويعدم، وإذا وافق فسيعيش في رغد سواء في إسرائيل أو أوروبا، وأنه وافق وأبدى استعداده للعمل واكتشفت اسرائيل نقطة ضعف شديدة في الهجان، هو حبه الشديد للجنس الآخر. واستعداده للقيام بأي خطوة في سبيل التقرب من إمرأة أو التعرف عليها فنصحته المخابرات اليهودية بالزواج، وبالفعل تزوج من سيدة ألمانية وتزوج بالطريقة المسيحية، ورفض أن يجري عملية ختان لابنه، ويعود الكتاب فيعترف بأنه رافق ابنه إلى الاحتفال الديني التقليدي «بارنفسنا» وأجرى الطقوس الدينية أمام حائط المبكى في القدس. والحقيقة أن إسرائيل منذ قيام محمود عبد العزيز ببطولة المسلسل المشهور «رأفت الهجان» كلفت عددا من الصحفيين اليهود بتشويه سمعة الهجان على أساس أنه كان جاسوسا إسرائيليا. ولكن هذا الكتاب الذي ألفه صحفيان إسرائيليان هما «إيتان هابر» الذي عمل لفترة طويلة إلى جانب رئيس الحكومة السابق «اسحق رابين» وكان في فترة من الفترات مديرا لمكتبه والصحفي الآخر يدعي «بوسي ملحن» الذي يقرر أن خدمات الهجان فاقت كل تصور وبلغ به أنه طلب عدة ملايين من الدولارات لتغطية مشاريعه التجارية. ويقول الكتاب في النهاية عندما مرض رأفت الهجان رفض أن يتلقى العلاج في إسرائيل وفضل أن يتلقاه في اميركا وهو موقف يثبت عدم ثقته في إسرائيل.

Email