بعد التحية ـ يكتبها: د. عبدالله العوضي

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاربعاء 25 رجب 1423 هـ الموافق 2 أكتوبر 2002 ما ذنب عشرات الألوف من الخريجين الذين تعرضوا لعملية «قص ولصق» أثناء تواجدهم على مقاعد التربية والتعليم كما صرح بذلك الوزير في معرض تعليقه على المناهج القديمة دون ان يحدد الزمن الذي سوف ينتهي فيه هذا القديم لنرى مرحلة جديدة تطل علينا. فإذا كانت خطة الاقتباس من المناهج الغربية التي سوف تحل او تأخذ مكان «القص واللصق» السابقين ولكن دون اعادة ذات العملية تجاه خبرات الغرب فإن الامل يبقى في عداد الموجود وليس المفقود. لو قلنا بأن الذي فات مات، وعفا الله عما سلف من جريرة «القص واللصق» الا ان الصورة الحديثة والشمسية يجب ان تكون واضحة لدرجة قبولها شعبيا ورسميا، عندما تستبدل التربية تقاليدها القديمة إلى ما يشرفها في المستقبل الواعد وان كنا نرى بأن الامر لم يكن بحاجة إلى هذه السنوات الطوال حتى يتم الكشف حالياً عن حقيقة المناهج القديمة وتعرضها لتلك العملية الجراحية البعيدة عن اصول التربية الحديثة، فهل معنى ذلك اننا صرفنا المليارات على عملية واحدة فقط خلال سني التربية العتيقة، بحيث نحتاج اليوم إلى مليارات اخرى لتصحيح الوضع التربوي فيما يخص اهم ركن بعد ركن المعلم المهزوز والمتأرجح وضعه ودرجة اهميته. اذن، كل الخبرات والخبراء الذين مروا على التربية، ليس مرور الكرام طبعا، اكلوا الاخضر واليابس من اجل اجادة تلك العملية التي نعاني اليوم من آثارها السلبية على فلذات اكبادنا، فهل من حقهم الآن ان يطالبوا بالتعويض عما قاسوه ولم يكن لديهم يد فاعلة في ذلك لانهم لم يروا المقص امامهم الا وقد ساهم في اضافة سقيمة على مناهج التربية التي ربت الكثير ولكن لم ترب العقول وفق الاصول. لا اعرف ان كان هذا الاعتراف من رأس التربية عن هذه المعاناة يعني وجود درجة عالية من العزم والاصرار على تخطي تلك المصيبة التربوية الكامنة في اعماق الاجيال التي ضحي بها بواسطة هذا الخيط الرقيق وبمقص ذهبي لامع وحاذق وبارع في اداء دوره على اتم صورة، الا انها لم تكن شمسية واضحة كما ينبغي فخرجت قاتمة لم يعترف بها الوزير المختص بشئون التربية والتعليم قبل الآخرين ممن صفقوا وطبلوا لكل ما مضى من مآس ليس من السهل نسيانها من الذاكرة التربوية العامة، فضلا عن التجارب التربوية الخاصة.

Email