رأي البيان ـ القدس ودعوة زايد

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاربعاء 25 رجب 1423 هـ الموافق 2 أكتوبر 2002 الدعوة الى تضامن وتآزر العرب والمسلمين التي اطلقها صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة ـ حفظه الله ـ هي السبيل الوحيد لكي تعلو مكانتنا بين الشعوب ونسترد مكانتنا وقيمتنا بين دول العالم كما قال سموه مراراً من منطلق حرصه على وحدة امتنا وتمسكه بقيمها وتقاليدها التي ارساها ديننا الحنيف. ان امتنا العربية والاسلامية تمر بأصعب مرحلة من مراحل تاريخها المعاصر، وكثيرا ما دعا صاحب السمو رئيس الدولة الى نبذ الخلافات وتجاوز الانقسامات والعمل على وحدة الصف العربي والاسلامي لمواجهة التحديات التي نواجهها في عصر لا يعرف سوى لغة المصالح. آخر هذه التحديات التي تحتاج الى وقفة رجل واحد من منطلق دعوة صاحب السمو رئيس الدولة ـ هي التآمر الاميركي ـ الاسرائيلي لابتلاع القدس الشريف. فالاميركيون لم يبالوا بمشاعر الغضب المعتادة لدى العرب والمسلمين فأصدروا قرارهم الذي يعتدي على حقوق العرب والمسلمين ويكرسها لصالح الدولة الصهيونية النازية. افتوا بأن تكون القدس عاصمة لاسرائيل، وذلك من خلال القرار العدواني الصادر من الكونغرس الاميركي الذي تحول ـ بالفعل ـ الى فرع رئيسي للكنيست الاسرائيلي! لقد وقع الرئيس الاميركي جورج بوش الابن على قانون يلزم ادارته بتعريف القدس على انها عاصمة للدولة العبرية، وهو قانون ليس له مثيل في التاريخ اذ انه يصدر من برلمان دولة لصالح دولة اخرى، وهذا يعد انتهاكاً للمواثيق والقوانين والاعراف الدولية. صحيح ان الرئيس بوش الابن ابدى تحفظه على القانون وقال ان سياسة اميركا تجاه وضع المدينة المقدسة لم يتغير، إلا انه وقع على القانون في اوراق رسمية لا تراجع عنها، وهو امر لم يجرؤ رئيس اميركي من قبل على ان يفعل ما فعله بوش الابن، كان رؤساء اميركا السابقون منذ اكثر من عقد يزايدون في حملاتهم الانتخابية ويتعهدون بالاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل ولكن ما ان يجلسون على كرسي الحكم في البيت الابيض حتى يتجاهلوا ذلك حرصاً من منطلق الحفاظ على علاقاتهم مع العالم العربي والاسلامي. ويمكن القول بكل صدق.. ان ما فعله البيت الابيض الآن ما هو إلا لادراكه بأن العرب والمسلمين في حالة يرثى لها.. لا يملكون من امرهم شيئاً.. ولو انهم على قلب رجل واحد كما دعا مرارا صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ما كان يجرؤ حكام اميركا على ان يبيعوا القدس لاسرائيل. ولا امل في الحفاظ على حقوقنا ومقدساتنا إلا بالتضامن والتآزر، ونبذ الخلافات والسير على الطريق الصحيح لتعلو مكانة أمة لا إله إلا الله كما قال صاحب السمو رئيس الدولة.

Email