إلى اللقاء ـ حوار سري بين بوش ومسئول عربي ـ بقلم: عماد الدين حسين

ت + ت - الحجم الطبيعي

الثلاثاء 24 رجب 1423 هـ الموافق 1 أكتوبر 2002 منذ أيام ونظراً لكثرة واتساع مصادر معلوماتي الصحفية، فقد حصلت على نص حوار دار بين الرئيس الأميركي جورج بوش واحد المسئولين العرب في البيت الابيض، ودار الحوار الذي لم يستغرق سوى 11 دقيقة على النحو التالي: ـ المسئول العربي: سلام سيدي الرئيس. ـ بوش: شالوم. ـ المسئول العربي: معذرة؟ ـ بوش: نعم فأنا معجب باسرائيل وتفوقها الكاسح وتأديبها لكم ليل نهار دون أن تحركوا ساكناً. ـ المسئول العربي: ولكن يا سيادة الرئيس نحن أيضا أصدقاؤكم ونقدم لكم كل ما تطلبونه سراً وعلناً وفتحنا لكم بلادنا لتأخذوا منها ما تشاؤون. ـ بوش: هذا صحيح لكن اسرائيل هي حليفتنا الرئيسية وحكومتها ديمقراطية منتخبة في حين أنكم لا تعرفون معنى الديمقراطية. ـ المسئول العربي: سيادة الرئيس لو أجرينا انتخابات ديمقراطية فسوف تأتي بحكومات تكرهكم وتعاديكم، لذلك نحن الاصلح لكم. ـ بوش: انس حكاية الديمقراطية، نحن نرددها فقط لكي نحقق مطالبنا، ولندخل في الموضوع الرئيسي الذي استدعيتك من أجله. ـ المسئول العربي: أمر يا سيادة الرئيس، نحن جاهزون لتلبية مطالبكم. ـ بوش: نريد منكم اعلان تأييدكم الرسمي لكي ندمر العراق ونحتل أراضيه لأنه ببساطة يملك نفطاً كثيراً كما أنه يهدد اسرائيل. ـ المسئول العربي: ولكن يا سيادة الرئيس، تعرف اننا نؤيدكم بشدة في ذلك لكن الشارع.. ـ بوش: نعم؟! ماذا تقول؟ الشارع والرأي العام؟ هل تمزح معي؟ منذ متى وأنتم تحسبون لرأي الشارع؟ هذا الكلام تقوله في صحافة بلادكم وليس لي.. قدم لي عذراً مختلفا. ـ المسئول العربي: انت تعلم جيدا عبر أجهزة مخابراتكم ان الرأي العام في بلادي يكره سياستكم خاصة المؤيدة لاسرائيل على طول الخط، ولذلك يصعب اقناعهم بتأييد ضرب العراق بينما شارون يقتل الفلسطينيين كل لحظة ويحشر عرفات في غرفة امتلأت بالقمامة والزبالة ومخلفات الطعام. ـ بوش: لا تقلق من مسألة عرفات، فقد هاتفت شارون وطلبت منه ان يترك عرفات يتنفس قليلا في رام الله، وان يعطيه المزيد من الطعام الأميركي والمعلبات والكوكاكولا. ـ المسئول العربي: شكرا سيادة الرئيس هذا كرم زائد منك، انت المعروف وعائلتك بالكرم. ـ بوش: على كل حال سيجلس معك المختصون في المخابرات والجيش لكي يعطوك قائمة بالمطالب التي نريد تنفيذها من بلادكم، وبالمناسبة فغالبية الدول العربية تسلمت نفس القائمة ووافقت عليها، وهم يتنافسون على تنفيذها. ـ المسئول العربي: تأمر يا سيادة الرئيس، ولكن.. ـ بوش: انتهى الحديث وبالمناسبة دعني اشيد بربطة العنق التي تتناسب مع «البدلة» التي ترتديها، ثم ما هو نوع العطر الجميل الذي تستخدمه؟ ـ المسئول العربي: ولكن الرأي العام في بلادنا.. ـ بوش: تاني الرأي العام.. هل نسيت ان اجهزة مخابراتنا هي التي تحميكم.. شكراً انتهى اللقاء لأنني على موعد مع صديقي بلير. ـ المسئول العربي: شكرا سيادة الرئيس. خرج المسئول العربي من البيت الابيض ليجد مندوباً من تلفزيون دولته في واشنطن يسأله عن نتيجة اللقاء، فتجاهله وجرى وراء مراسل الـ «سي.ان.ان» ليقول انه عارض خلال اللقاء بقوة ضرب العراق والرئيس تفهم ذلك، كما زف بشرى للأمة العربية بأن بوش وعده بانهاء حصار عرفات. بالطبع فكل ما جاء في نص الحوار هو حلم يقظة.. ولا يوجد نص رسمي حصلت عليه او يحزنون، لكن ما اوحى الي بهذه الفكرة ما قاله دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأميركي منذ أيام بأن ما يقوله المسئولون العرب لنا في الغرف المغلقة يختلف تماماً عما يقولونه لأجهزة الاعلام في بلادهم. لا أعرف أيهما نصدق: المسئولون العرب في تصريحاتهم الرسمية أم كلمات رامسفيلد؟ المسئولون الأميركيون يكذبون كثيراً كما يفعلون الآن بشأن العراق، لكن للأسف أجد نفسي أقرب لتصديق كلمات رامسفيلد الأخيرة لأن السوابق والشواهد الحالية تؤكدها. والتغير الوحيد ان واشنطن لا تريد الآن بعد 11 سبتمبر ممارسة السياسة الطبيعية أو التسويات وصفقات الحلول الوسط، هي تريد فقط عملاء ينفذون سياستها!

Email