الى اللقاء، سيارة.. وقطّاع طرق، بقلم: ابراهيم الهاشمي

ت + ت - الحجم الطبيعي

لست من عشاق متابعة برامج التلفزيون أو المهتمين بما يعرضه الا فيما ندر كمتابعة بعض نشرات الأخبار لمتابعة حدث بعينه او لمشاهدة لقاء مع شخصية محددة قرأت عن موعد لقائه في احدى الصحف.. وهذا من نوادر البرامج التي تقدمها تلفزيوناتنا العربية عموماً، فجل البرامج ومنذ فترة طويلة لا تخرج عن كونها برامج لعرض «الفيديو كليبات» أو لقاء الفنانين أو الفنانات أو طلبات المشاهدين من الأغاني الى آخره من شاكلة هذه البرامج التي توحي بأننا شعوب بلا هموم أو قضايا سواء من الجانب الايجابي او السلبي.. وبعيداً عن هذا وذاك وخلال انتظاري لنشرة الأخبار في أحد الأيام عرضت تلك القناة فقرة دعائية لاحدى السيارات الأمريكية ذات الدفع الرباعي، وكان الاعلان الدعائي مسيئاً لأبعد الحدود للعرب وأنقله للقارئ ليعرف مدى الحقد الذي يكنونه لنا ومدى الاستخفاف بنا ونظرتهم لنا.. يبدأ الفيلم الدعائي بقطار يسير ببطء وفي احدى عرباته التي يجرها وهي مكشوفة بالطبع سيارة مغطاة بالكامل.. وهناك نفر من «قطاع الطرق» الملثمين الذين يعتمرون العقال العربي وبزيهم العربي المميز وبخيولهم المطهمة يكمنون لذلك القطار وما أن يروه قادماً حتى ينطلقوا في أثره في محاولة لخطف تلك السيارة الامريكية الصنع كاشفين عن نوعيتها التي تهفو إليها النفوس العربية ولو بطريقة قطاع الطرق، كلنا نعرف مدى استخفافهم بنا ونظرتهم لنا.. ولكن المصيبة في كل محطاتنا العربية التي تعرض مثل ذلك الاعلان المغرض الذي يطعننا في الصميم ويشوه صورتنا بدون أن ترف لهم عين وكأن عرض ذلك الإعلان واجب مقدس في سبيل المادة، هل شاهد السادة المسئولون في تلك المحطات هذا الاعلان قبل عرضه؟ وكيف سولت لهم نفوسهم عرضه؟ ضاربين عرض الحائط بعروبتهم وقيمهم؟ ولكن كما قيل اذا لم تستح فافعل ما شئت، فما تعرضه أغلب المحطات يندى له الجبين من اسفاف واستخفاف بالقيم والعقول، فهل سيهم تلك المحطات صورة العربي اذا كانت هي تشوهه أصلاً؟! نعرف مدى حقدهم علينا واستغلالهم لكل الظروف والمناسبات لتشويه صورتنا كعرب وفي جميع المناسبات والمحافل، ولكن أن نساهم نحن أيضاً في ذلك فهذا هو قمة الجهل والوقاحة.. فهل من ضمير حي يوقف مثل هذا الاستخفاف ويحاسب المسيء سواء شركة السيارات الأمريكية تلك أو شركة الاعلان التي ابتدعت أسلوب التشويه ذاك أو التلفزيونات التي عرضت الاعلان بدون تدقيق؟ أتمنى.. فهل من مستجيب؟!

Email