كل صباح، نماذج ترفع الضغط!!، بقلم: فضيلة المعيني

ت + ت - الحجم الطبيعي

زميلة عربية حملت والدتها المريضة إلى مستشفى حكومي بالشارقة لقياس ضغط الدم لها، فوجئت بالممرضة الوحيدة التي تواجدت في قسم الاستقبال صبيحة الخميس الماضي، ترفض قياس ضغط دمها واخذت تصرخ في وجه المريضة انها ليست «فاضية لهذا الكلام» و«من قال إن ضغطها مرتفع» فطالبتها الابنة بقياسه اولا لتعرف ان كان مرتفعاً أم لا، ليتم بعد ذلك تحويلها الى الطبيب المختص. لكن الممرضة «الله يهديها» استمرت في الرفض والصراخ، واقسمت إنها لن تقيس ضغط دم والدتها مهما حصل ومهما فعلت، وإذا لا يعجبها كلامها فإليها اسمها ولتقدمه الى من شاءت وتشتكي لدى من تشاء.. باختصار وأعلى ما في خيلها فلتركبه!!! وحيث ان الاخت العربية لا تملك خيلاً فتركب أعلى ما فيه، اكتفت بحمل امها المسنة المريضة الى عيادة خاصة وهناك تم قياس ضغط دمها، الذي تبين انه مرتفع جداً، واعطيت العلاج اللازم بعد ان اهانت قرشها بدلاً من الاهانة التي تعرضت لها على يد الممرضة. هكذا ببساطة تصرفت الممرضة مع مريضة تحمل بطاقة صحية ورفضت تقديم العون لها في موقف كانت أحوج ما تكون فيه ليد حانية تخلصها من آلامها أو على الاقل تكون سبباً في الاسراع باراحتها. ولكن ما العمل ومستشفياتنا تعج بنماذج يندى لها الجبين وقلوب خلت من الرحمة، راح اصحابها يتصرفون فيها وكأنها دوائر هم مالكوها، وبالتالي فإن الحديث فيها والتعامل مع الاخرين من المراجعين لا يتم الا من فوقية وبتعال يغيظ ولا يتناسب البتة مع طبيعة المكان الذي نفترض فيه البلسم الشافي الذي يكون حسن الاستقبال وطيب المعاملة أول سماته وبداية العلاج ذاته. حالة ليست الاولى وموقف ليس هو الاوحد فمثله يتكرر، وكثيراً ما يصادفه المرضى والمراجعون في مستشفياتنا الحكومية ـ مع الأسف ـ لتضيف بذلك آلاماً فوق آلام المرضى، ومعاناة تفوق قسوة اعراض الاصابة. موقف يعزز الدعوة الى الحاح الطلب بضرورة توطين هذه المهنة التي لاتزال تشكو غربة حقيقية ـ رغم يقيننا ـ بانه ليس للانسانية جنسية أو وطن، فالانسان انسان مهما كانت جنسيته، لكن نعتقد ان حرص ابن البلد على تقديم صورة طيبة عن مؤسسات بلده سيكون اكبر ومهنة التمريض ـ تحديداً ـ متى اصبحت بين يدي بنات الوطن سنطمئن اكثر انها بأفضل حال.. فهل سيطول الانتظار ليوم يصل فيه توطين التمريض الى 100%؟!

Email