آخر الكلام، بقلم: مرعي الحليان

ت + ت - الحجم الطبيعي

فيما يطالب الرئيس الفلسطيني الرئيس الامريكي بوش بالضغط على شارون لوقف ممارساته الهمجية واطلاق مبادرات جديدة تجلس الثور الاخير على طاولة المفاوضات،، يعقد بوش وشارون مؤتمرا صحفيا يطرحان تصورهما للحل نفسه ولكن بشرط ان يتلقف عرفات كرة النار بين يديه ويبدأ في تدوير لعبتها، وهو الشرط الذي صرح به الاثنان في مؤتمرهما الاخير امس. ويبدو ان السير نحو تلك الطاولة المزعومة بالنسبة لرئيس السلطة الفلسطينية لن يكون على البساط الاحمر الملكي، بل على بساط مصبوغ بالدم الفلسطيني، فبوش وشارون يريدان من المناضل الذي شاخ كما يصفانه دائما ان يحمل البلطة والسكين والسوط وان يربط حول خصره محزم الطلقات التي ستردع ابناء طائفته. والمطلوب الآن للسير نحو طاولة اللعنة ان يفكك عرفات كل الاحزاب وتكتلات المقاومة والنضال، ويسلم رقاب كل من هم موصوفون بالارهاب ومن يزعجون شارون ويقلقون راحته، ويؤزمون الشارع الاسرائيلي وجنوده وهم الذين بدأت فيما بينهم نسب الهاربين من اداء الخدمة العسكرية في ازدياد مؤشراتها. والمطلوب ان يبدو عرفات شرطيا لاسرائيل ولامريكا في أزقة المخيمات الفلسطينية وحول المستوطنات، وان يبدو جاسوسا مخلصا يرسل التقارير عن تنفس صدور الصغار والكبار، وان يكون عرابا شديد البأس تتحول رائحة الدم حول انفه الى رائحة الاناناس على طاولات الكافيار.. المطلوب من عرفات ان يروض كلابا ناهشة تخدم طاولة السلام، وان يعلم الاطفال الصغار حكاية اخرى غير فلسطين السليبة، والمطلوب منه ايضا ان يبدو كقرضاي انيقا حتى ولو تلوثت خلايا جسده بلطخ دم المنظمات التي عليه ان يفككها سريعا وهو في الطريق الى سلام الطاولة. في المؤتمر الصحفي امس بين بوش وشارون كان واضحا مزج الخطابين، الخطاب الموجه الى رئيس السلطة الفلسطينية وخطاب حرب الارهاب الثانية الموجهة الى عموم العرب.. كان المزج واضحا واذا كان مفهوم الارهاب المقصود في النظرة الامريكية نعرفه سلفا، فان الحسبة لا تحتاج الى «كلكوليتر».. ما كان مطلوبا في افغانستان، ومطلوباً اليوم في العراق وايران والصومال وباق اخرى على القائمة، طالما انها حرب طويلة كما يقول بوش، فهو مطلوب ايضا من عرفات. والمطلوب من الفلسطينيين كي يكونوا اكثر من مقنعين في بحثهم عن الدولة، ان يكونوا اكثر اناقة واكثر وداعة واكثر شراسة مع ابناء جلدتهم. والشرط.. امسك يا عرفات السوط وسوط ظهور الابناء والبنات وتفضل لنعبر سويا تلك السجادة المحمرة من دمائهم. هذه هي فحوى لقاء بوش شارون الرابع.

Email