آخر الكلام _ يكتبها: مرعي الحليان

ت + ت - الحجم الطبيعي

في الوقت الذي لا يتوقف فيه الرصاص الاسرائيلي عن نهش الجسد الفلسطيني, وفي الوقت الذي يبدو ان هناك مشهداً للفرجة الصامتة قد ادهش العرب على ما يبدو واندمجوا في متابعة احداثه وأخباره من بعيد. المشهد من بطولة الانيق والمهندم دائماً باراك رئيس الحكومة الاسرائيلية السابق ووزير دفاعها السابق ولاعبها على مرجوحة السلام السابق وكل ما له علاقة به سابقاً.. والمشهد من اخراج صاحب الايادي الحمراء شارون والكومبارس الذي يبدو انه سينطق بعد طول صمت بيريز ولا ندري بأي آلة سينطق وهو يتأهل لحمل حقيبة الدفاع هدية المخرج طبعاً. اما المشهد وعلى ما تبديه سيناريوهات التصريحات والمواقف الاسرائيلية وتحركات الممثلين الصهاينة على مسرح الجريمة فإنه يبدو وكأنه حفل لمناورات سياسية استفزازية تارة وكوميدية تارة ثانية وشيء من العبث تارة ثالثة يتجلى واضحاً من خلاله شيء واحد فقط هو باراك الذي يريد ان يقول للفلسطينيين والعرب اجمعين انهم خسروا وداعته ولاءاته الهادئة وانهم سيفتقدون ابتسامته الآيلة للسلام كما وعد حينما لم يستمعوا اليه ولم يستفيدوا من وجوده على رأس الحكومة الاسرائيلية وانهم خسروه وخسروا معه الحوار الذي يفترض ان يكون.. كيف لا وهو يناور في ملعب شارون تارة وفي ملعب حزبه تارة اخرى وها هو يعلن تخليه عن حقيبة بارود وزارة الدفاع لكي يؤنب العرب والفلسطينيون ضميرهم لغيابه. اما لعبة شارون المكشوفة والمعلنة فيبدو انها ستحتل المشهد الثاني والطويل في مسرحيته الهزلية فهو وان بدا كالباندا بثقله ها هو يغير من أساليب القمع والارهاب ليوهم من حوله انه اكثر صلابة من خلفه باستخدامه غاز الاعصاب الذي قد يقتل الفلسطينيين وشبان الانتفاضة على المدى البعيد وبدون ان تنطلق رصاصة تخترق صدر صبي فيتجنب بذلك حرب الرأي العام العالمي.. وها هو ايضاً يزرع العجوز بيريز في اغراء أخير على جبهة الصراع لان الاخير في رأي الجزار الكبير لديه صورة طيبة على الاقل لدى العرب بمبادراته السابقة. هزل وطعن من الخلف ومناورات لا يمكن ان تقنعنا ان اهل السرقة قد اختلفوا وانهم بخلافهم هذا ستنكشف لنا السرائر انهم جميعهم في الخندق نفسه لا عمل ولا ليكود.. والمشهد الاخير من هذه اللعبة لن يكون مفاجئاً وانما هو مشهد مكرور من سيناريوهات اسرائيلية طالما مارسوها علينا.. وتبقى كل المشاهد تلك فرجة وكل المثير فيها هو صمت الحملان.

Email