آخر الكلام _ يكتبها: مرعي الحليان

ت + ت - الحجم الطبيعي

مثلما نحتاج إلى الرقابة الصارمة على الموظف من أجل ان يدفعه ذلك الى الشعور بأهمية وظيفته وموقعها ويدفعنا الى الشعور بأن هناك عيناً ساهرة على مقدرات البلد, نحتاج ايضاً الى قوة دافعة واجراءات مرغبة لاعطاء الوظيفة حقها وزائداً عليها جهد مضاعف وذلك بتفعيل مبدأ التكريم والمكافآت والحث من خلالهما على رفع الكفاءة ومستوى العطاء. فالموظف الذي يقابله مسئوله بكلمة (شكراً) عند نهاية الدوام قد تدفع هذا الموظف الى مزيد من الانتماء لوظيفته ومكانها وتزيح الصورة المغبرة لدى العديد من الموظفين الصغار عن مسئوليهم ومرؤسيهم والتي عادة ما تفهم ان رئيس العمل قمة لا يمكن الاقتراب منها الا بالمجاملات وتنكيس الرؤوس حينما يعبر هنا او يمر هناك. القليل من الاخبار نقرأها عن دوائر ومؤسسات وهيئات ووزارات قامت بتكريم موظف او مجموعة موظفين لقيامهم مثلاً بانجاز ما.. واذا حدث وان قرأنا عن شيء من ذلك فهو قليل ويأتي بشكل موسمي متباعد ايضاً. بالأمس كان هناك خبر وصورة عن تكريم موظفين متميزين بطيران الامارات وصورة وخبر آخران عن تكريم موظفين بهيئة الكهرباء والماء, الصورتان والخبران والتكريم نفسه بالتأكيد سترفع هذه الثلاثة من همة وغبطة هؤلاء الموظفين, وبالتأكيد ستدفعهم الى مزيد من الاخلاص والعمل. وعدا عن اخبار الشرطة والمرور فإننا لا نقرأ تكريمات اخرى, فالحالة الوحيدة التي يمكن رصدها باستمرار في اخبار الصحف هي تكريم ادارة الشرطة او المرور لاحد افرادها او مجموعة منهم قاموا بمهمات استحقوا عليها التكريم, او تكريم سائق تاكسي سلم محفظة نقود نسيها احد زبائنه, او احد من الذين ساهموا في انقاذ مصابين على الطرق العامة.. وما عدا ذلك فإننا نادراً ما نسمع عن قسم او ادارة في وزارة او مؤسسة كرمت موظفاً.. ونقول للذين يقولون ان ذلك قد يحدث دون اعلان.. انه بالفعل يحدث, لكن ما حجمه وما نسبته؟ ومثلما يوجد موظفون خاملون متقاعسون ويعيشون عالة على وظائفهم ويستعمرونها, يوجد ايضاً ذلك الموظف وذلك المسئول المتفاني في مهنته الى اقصى اللامعقول, وبيننا, ولو دققنا حولنا لشاهدنا نماذج من هؤلاء, ومن اولئك الذين اخذهم عشق المهنة عما حولهم وانهمكوا في الولاء لها دون النظر الى مقابل ما عدا (تحليل المعاش) كما يقال. تعاملوا بمبدأ المكافأة للمخلص ايضاً حتى ولو بكلمة (شكراً) عند نهاية الدوام وارصدوا ما يترتب عليها من مكاسب. نقول ذلك لبعض الوزراء والمدراء ورؤساء الاقسام ممن يعتقدون ان كلمة شكراً لموظف بسيط قد تكسر وتخدش هيبتهم و(برستيج) المنصب.

Email