آخر الكلام،بقلم: مرعي الحليان

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد ضبطيات شعبة مكافحة الفساد الاداري التي لم نخرج من صدمتها لسببين رئيسيين الاول ان المبالغ المختلسة من المال العام والتي يفترض ان تذهب الى خزينة الحكومة مبالغ طائلة جدا, والثاني لان الذين قاموا بهذا الجرم هم ابناء البلد الذين يفترض انهم اول الحراس على المال العام, فان الواحد منا اصبح مصابا بالقلق حينما يتوجه لاحد شبابيك الدفع والتحصيل, يحاصره الشك ويتردد الف مرة قبل ان يدفع, ويحاصرك سؤال هل ستذهب هذه الاموال الى مكانها الصحيح ام انك ستكتشف في الضبطية المقبلة اسم وصورة الموظف الذي امتدت يدك اليه بالاموال؟. لا نخون في الجميع معاذ الله, لكننا الى الان لم نفق من الصدمة, والشك الذي يساورنا ولو من باب الحيطة البعيدة سببه اننا قد نتوقع مثل هذه الاختلاسات التي تحدث في أي مجتمع وفي أي مكان من العالم من مسئول واحد او موظف, او على اكثر تقدير من موظفين اثنين وللمبالغة ثلاثة, لكن ان تفعلها مجموعات فهذه هي الكارثة وهذه الطامة. ولان بيان شعبة مكافحة الفساد الاداري قد وعدنا بالامس ان هناك مجموعة اخرى قد تنكشف قريبا فهذا يعني انه مسلسل طويل بحلقاته المتلاحقة والمفاجئة, وان هناك المزيد من المال العام الذي ذهب خلسة الى جيوب بعض من كان يفترض فيهم الامانة. والاسئلة التي قد تشطر جمجمة الواحد فينا الى نصفين هي: ما الذي ادى ويؤدي الى هذه الكارثة؟ وهل هذه الاختلاسات ظهرت لقصور في التدقيق والملاحظة حتى استفحلت بهذا الشكل؟ ام انها الثقة الزائدة عن الحد؟ ام اطمئنان المختلسين الى ان عين الرقيب غافلة فلمع الدرهم في اعينهم وتطاولت عليه ايديهم مدفوعين بالطمع والرغبة في الثراء على حساب المال العام والمصلحة العامة؟ ضبطيات شعبة مكافحة الفساد الاداري التي نورت المجتمع والرأي العام لما يحدث خلف الكواليس بشجاعة يؤمل ان تواكبها اجراءات احترازية وتدابير وقائية ايضا ترافقان المراقبة الدقيقة, فاذا كانت الشعبة ستسترد المال المنهوب, لانها وضعت يدها على الاشخاص المتورطين وقدمتهم الى القضاء, فان الخطوات الاحترازية والاجرائية كالتدقيق في امانة واخلاقيات من توكل اليهم مهمات القيام والتصرف بالمال العام قبل تمكينهم منه, واعتماد مسارات آمنة للمال العام بحيث لا يتمكن احد من التصرف فيه, وتحديث الاساليب القديمة فيما يخص خروج ودخول المال من والى خزينة الحكومة, وتطوير طرائق جمع الايرادات وتحصيلها قد يسد الباب نهائيا امام من تسول له نفسه مد يده على مال البلد. واخر الكلام.. الله يكون في عون رجال الشعبة وهم في طريقهم لاجتثاث هذه الظاهرة التي مازال مسلسل حلقاتها يتوالى بالمفاجآت وسط الذهول العام.

Email