آخر الكلام

ت + ت - الحجم الطبيعي

من البيت الى مقر الصحيفة وبالعكس وعلى مدى يومين استطيع القول اني رصدت خمسة حوادث منها ثلاثة بالامس على الطريق نفسه, واذا كان هذا هو المعدل على طريق واحد, فانه لاشك، ان دوريات المرور قد سجلت حوادث اخرى على طريق اخرى, والسبب الذي يجعلني اعمم تلك النسبة هي حالة السير على طرقات المدن وما بينها, فبامكانك تماما ان ترصد حالات السائقين المزاجية وهم يتدافعون بسياراتهم امام اشارات المرور والدوارات والانفاق والجسور, وتتساءل امام ذلك الاندفاع, ما الذي يدفع بالسائقين الى هذه الحالة من النرفزة وعدم التحكم في الاعصاب؟ المدخنون يرجعون سبب نرفزتهم وعصبيتهم وعدم تركيزهم الى حاجتهم الى النيكوتين الذي ينقص في دمائهم فيؤدي الى هذا الارتباك, واذا أحصيت عدد المدخنين, فانك قد تصل الى سبب كثرة الحوادث, هذه واحدة, اما الثانية فانك اذا فكرت في انماط السائقين, فانك تجد ان هناك سائقا يجاورك بسيارته في الطريق صاحب خبرة وآخر لم يمض على استلامه لرخصة السواقة سوى بضعة ايام, وسائق اخر يجد ان شخصيته في الطريق لا تتحقق الا حينما يشعر السيارات التي امامه وخلفه وبجانبه انه (عمدة) الطريق, وهناك امرأة تسوق لا تنظر لا الى اليمين ولا الى اليسار ولا تعرف ما يحدث خلفها فهي منطلقة بسيارتها في الشارع تظن ان الاسفلت بحواريه مباح لعربتها هي فقط, واخر لم يأخذ كفايته من النوم, يسوق ويتثاءب, عدا ان الاخرين الذين يشعرون انهم في عجلة من امرهم. حوادث الطرق عندنا مسلسلها يومي, وفي كل ساحة يقع حادث ما, ولا تعرف ما السبب, رغم اننا جميعا نسوق سيارات صالحة للسير بأمان في الطرقات, وان اقسام فحص السيارات في مراكز المرور تشدد عليها كثيرا, واننا نتمتع بشبكة طرق حديثة, مرتبة ومنسقة وتعطي السائق حقه في المرور والعبور, وان هذه الشبكات الحديثة من الطرق تم صرف الملايين من الدراهم على مواصفاتها العالمية, لكن رغم ذلك يصرح مسئولو المرور بين الحين والاخر ويحذرون من تزايد معدلات الحوادث عاما بعد عام. المرور عندنا ايضا لم يقصر في زرع رادارات رصد السرعات العالية للعربات, ولم يقصر ايضا في كل المهام الموكلة اليه. اذن لماذا هذه النسب المرتفعة من حوادث السير التي نخسر فيها الارواح قبل الاموال؟ من يراقب مزاجية السائقين يدرك تماما السبب الرئيسي في تلك النسب العالية من الحوادث, ومن يستطيع في النهاية ضبط هذه المزاجية على الطرقات؟ مرعي الحليان halyan@albayan.co.ae

Email