استراحة البيان ، دعوة مجانية للكسل ، يكتبها اليوم: ظـاعن شاهين

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ مئات السنين والإنسان يحلم ويحلم, وتتحول تلك الأحلام إلى واقع بفضل اللمحة الساحرة, والتجربة المستمرة والإرادة الصلبة والمحاولات المتواصلة, والحظ والصدفة أحيانا, فالإنسان بطبيعته ولد حالما ومجربا ومولدا لملايين الأسئلة المتناثرة والمتنافرة والمثيرة, حتى وجد لكثير من أحلامه وأمانيه طريقا وفجرا جديدا, لهذا يكاد لا ينفك من حل لمعضلة ما حتى يدخل أخرى طائعا وصاغرا. ومن بوابة الحلم والاستشراف يضع العلماء آلافا, بل ملايين الأسئلة للقرن المقبل, كيف سيعيش إنسان المستقبل؟ ما هي ظروفه الاجتماعية؟ ماذا ستحمل رياح الاقتصاد؟ هل ستنقرض الأدوات التقليدية التي يستخدمها اليوم؟ إلى أي مدى سيتجاوب مع التغيير؟ وغيرها من الأسئلة التي ستسقط اجاباتها ملايين الكلمات من قاموسنا اليومي. وبين الحلم الذي يراودنا بحياة أفضل, وبين الواقع الذي نعيشه تحمل أنباء العلم والاختراع الكثير من المعطيات للمستقبل القريب الذي نتواصل معه وللمستقبل البعيد الذي نستشرفه, فمادام الحلم مشروعا يصبح بامكان المرء أن يتواصل مع حلمه. ومن هذا الباب بدأ نجوم الفن والسينما والأزياء يرسمون أحلامهم ويدفعون ملايين الدولارات لكي يكون اسمهم محفورا على أبواب التقدم التكنولوجي, ومؤخرا التحقت عارضة الأزياء الألمانية الشهيرة كلوديا شيفر بقافلة الأسماء المحفورة حيث أطلقت وبالتعاون مع شركة بالم مجموعة من أجهزة الكمبيوتر النقالة التي تحمل اسمها, حيث اختارت اللون الأزرق لكي يكون علامته المميزة.. وقد استوحت العارضة المليونيرة فكرة الجهاز من حاجتها إلى أن يكون بحوزتها جهاز يدوي يحتوي على كل المعلومات التي تحتاجها, ويكون باستطاعتها نقله إلى أي مكان. وتعتقد ان هذه الفكرة تتلاءم أيضا مع حاجات النساء المسافرات العاملات في قطاع الأعمال, كما ان الجهاز مزود بمعلومات حول النظام الغذائي الذي تنصح العارضة باتباعه وحول تمارين رياضية للحفاظ على اللياقة البدنية مع صور ومعلومات عن الأزياء. من جهتها قدمت شركة هوندا اليابانية روبوتها الجديد الذي طورته على شكل إنسان, وسار الروبوت الجديد الذي أطلق عليه اسم (أسيمو) والذي يشبه رواد الفضاء في حفل أقيم بمقر الشركة في طوكيو نحو هيرويوكي يوشينو رئيس الشركة مصافحه. وقال هيرويوكي: نريد بهذا التطوير تقديم شريك للبشر من خلال ايجاد نوع جديد من الروبوت يؤدي وظائفه بايجابية في المجتمع ومادمنا في عالم الاختراع وما يحمله العلم لنا من آفاق نتواصل مع تفاصيل الأحلام الصغيرة, فقد عرض مؤخرا اختراع مثير للرجال عبارة عن آلة حلاقة, فإذا كانت ذقنك كما يقول المعنيون بالأمر حليقة ونبتت فيها شعيرات على الجوانب والأطراف والوسط وكنت على موعد مهم وليس أمامك وقت, عندئذ لا يصبح أمامك إلا خيار واحد وهو الحلاقة. لكن أين هو الحلاق الذي يخلصك من تلك الشعيرات في ثوان؟ يبدو ان الأمر الذي يقلق رجال الأعمال خاصة سيزول مع آلة حلاقة جديدة توضع في محفظة النقود مع بطاقات الائتمان العادية, فتلك الآلة التي صممت على شكل بطاقات القروض البنكية يمكن أن توكل إليها المهمة, فببساطة ما عليك إلا أن تكبس على أحد أزرارها وتدعها تلهو بنعومة على ذقنك فتصبح حليقة في لحظات ولا من شاف ولا من دري. ومادمنا نتحدث عن آفاق المستقبل, والمستقبل أصبح مكرسا لعالم الانترنت نرى ان الشركات المنتجة لآلات التصوير الرقمية الداعمة للانترنت تتسابق على توفير الشكل الأنيق المقترن بالميزات التقنية العالية وبأسعار منخفضة, فظهرت آلات تصوير ذات شكل بصلي مزودة بعدسات لاقطة مثيرة موضوعة على قاعدة مطاطية من ثلاثة قوائم, كما طرحت آلة تصوير على شكل فأرة وأخرى على شكل عين ذبابة تتحرك في جميع الاتجاهات. هذا بالنسبة للرجال وآفاق الانترنت, فماذا عن النساء؟ النساء بكل بساطة سيمارسن حصص الكسل اليومي حيث ستتيح آفاق المستقبل اعداد الطعام بكل سهولة ولين وسيتحول المثل الذي يقول (أقرب طريق إلى قلب الرجل معدته) إلى بقايا تراث, فوجبات الغداء والعشاء والفطور التي كثيرا ما يركز الإنسان عليها ستتحول إلى مجرد حبوب, فعند الصباح سيتناول المرء حبة عسل وحبة قهوة وحبة خبز محمص, وعند الغداء سيتناول كذلك حبة لحم وحبة سمك مشوي وهكذا... ألم أقل لكم انها دعوة مجانية للكسل!

Email