أبجديات ، بقلم : عائشة ابراهيم سلطان

ت + ت - الحجم الطبيعي

الرحلة من مطار أبوظبي الأميري الى مطار القاهرة استغرقت ثلاث ساعات ونصف الساعة, هذا هو تحديداً الزمن الذي أمضيته في حوار لم ينقطع مع جارتي على مقعد الطائرة, وباعتبارها اعلامية (مخضرمة)، فقد تشعب الحديث وامتد وطال الكثير من تفاصيل الخريطة الاعلامية في الامارات منذ بدايات التكوين وباعتباره حديث نساء فقد تداخل فيه الخاص بالعام واشتبكت على هوامشه علاقات انسانية غاية في الغرابة والحساسية والتنافس, امتدت من غرف المنازل الى غرف المكاتب وجدران المؤسسات. وحكايات أهل الاعلام ورجال الصحافة ونساؤها ليست عادية بأي حال من الأحوال, إنها تبدو احياناً وكأنها أساطير من نسج خيال الذي يحكيها, لكنك سواء صدقت كل ما تسمع او بعضه فإن الدخول في دهاليز الاعلام وأهله تجربة تستحق الابحار في تياراتها, طالما انك اخترت قدرك بأن تكون من اصحاب هذا المجال. على أي حال فإن رحلات الطائرات تحتاج عادة الى آلية جيدة وشيقة لاجتياز اوقاتها المملة, واعتقد أن المرور عبر اختناق الوقت في صحبة كتاب جيد ودسم نصيحة يمكن تقبلها من قبل اولئك الذين لا يستطيعون النوم باطمئنان في الطائرات المحلقة في الاجواء الشرق اوسطية! الرحلة التي اتحدث عنها تحمل وفد الدولة الرسمي الى مؤتمر القمة للمرأة العربية الذي سيعقد في القاهرة ابتداء من يوم غد السبت وحتى الاثنين تحت شعار (المرأة تحديات الحاضر والمستقبل), موزعاً على عدة محاور تتناول الاعلام والاقتصاد والثقافة والحريات السياسية, مركزاً بصفة اساسية على دعم جهاد وموقف المرأة الفلسطينية جراء ما تواجهه من تحديات قاسية. وبالتأكيد سيكون السؤال المطروح: هل تعقد قمة المرأة غداً في ظل ظروف مشابهة لتلك التي عقدت في ظلها القمة العاجلة لرؤساء الدول العربية الشهر الماضي؟ بمعنى هل ينتظر العالم موقفا من هذه القمة كما كان الحال مع القمة السابقة؟ وتحديداً هل تنتظر المرأة العربية من هذه القمة تحركاً ما على صعيد قضاياها المزمنة وتحدياتها؟ وهل سيخرج المؤتمر ببيان ختامي وتوصيات ستكون لها آليات تنفيذ فاعلة؟ سننتظر ما ستسفر عنه القمة قريباً.

Email