حامل الحقيبة.. والحقيقة ، بقلم: عادل حمودة

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يكن عمله السياسي مجرد وظيفة رسمية يسلقها في نصف ساعة ليتفرغ لمظاهر الراحة والوجاهة والدعاية التي تمنحها السلطة والقوة لأصحابها.. لكن.. عمله السياسي كان عملا من أعمال الإيمان والزهد والتقشف. لذلك يندر أن تجد صورة له في أرشيف الصحف أو في مكتبة أفلام التلفزيون.. ورغم أنه كان أخطر شخصية مصرية حركت مياه الغضب والثورة في عروق العالم العربي من المحيط الى الخليج إلا أننا لم نسمع عنه.. عن فتحي الديب إلا بعد أن رحل رفيق عمره ورفيق مشواره.. جمال عبدالناصر.. وراح ينفذ بعد رحيله وصيته بتسجيل ونشر دوره الثوري على المستوى القومي. وفتحي الديب كان رسول ثورة يوليو الخفي الى العالم العربي.. كان حامل أفكار وأختام جمال عبدالناصر الى التغيير أو بلغة نجوم السينماكان (الفتى الأول) الذي يثير العواصف السياسية.. ويغير النظم التي كانت توصف في تلك الأيام بالرجعية.. لكنه (الفتى الأول) الذي لا يعرفه أحد.. ولا يصفق له أحد.. فهو مرة أستاذ جامعي يقابل المعارضة المغربية في القاهرة.. وهو مرة حامل الحقيبة الدبلوماسية لاستكشاف الأوضاع السياسية في سوريا ولبنان والعراق.. وهو مرة دبلوماسي في سويسرا المحايدة لترتيب نقل زعماء الجزائر الخمسة وعلى رأسهم أحمد بن بيلا من سجون فرنسا الى شوارع القاهرة. وقد سجل فتحي الديب بالوثائق تجربته الثورية في الجزائر وليبيا واليمن وإيران.. وتحت الطبع في مؤسسة الأهرام كتابه الجديد الذي سيقيم القيامة ويفتح أبواب الجحيم عن (عبدالناصر وتحرير المشرق العربي).. وهو كتاب لا يعتمد إلا على الوثائق.. وهو ما يمنحه قيمة تاريخية وسياسية عالية القيمة.. بالاضافة الى أسرار وحقائق مذهلة تحول بعض السياسيين من عظماء الى عملاء.. وتعيد بعض الأحداث الى حجمها الطبيعي.. تصبح هذه الأحداث في حجم الحبة بعد أن نفخ التزييف فيها حتى أصبحت قبة. في وقت مبكر جدا بدأ اهتمام جمال عبدالناصر بالعالم العربي.. بل أن اهتمامه بالعالم العربي سبق اهتمامه باستقرار حكمه في مصر.. إن ذلك حدث في وقت كانت في الصراعات الداخلية على السلطة في ذروتها.. لقد بدأ اهتمام جمال عبدالناصر بالعالم العربي في أكتوبر 1952 بينما لم يستقر حكمه في مصر قبل نهاية أحداث مارس عام 1954 ولم يكن اهتمام جمال عبدالناصر بالعالم العربي اهتماما عشوائيا كما أشيع فيما بعد, بل كان اهتماما مدروسا, ملموسا, قائما على خريطة الواقع وتضاريسه. في ديسمبر 1953 بدأ فتحي الديب رحلته الاستكشافية الأولى الى العالم العربي.. كان من الطبيعي أن تكون الى سوريا.. مفتاح المشرق العربي وكلمة السر التي تفتح بواباته العتيقة.. وقد سافر اليها متنكرا في وظيفة حامل الحقيبة الدبلوماسية.. ثم سائحا يحمل كاميرا على كتفه ويجوب الأسواق والكازينوهات.. وكان عليه أن يتصل بعناصر محددة من المدرسين المصريين المعارين الى هناك.. وسافر الى دمشق ومنها الى حمص ثم حلب فاللاذقية.. لتنتهي هذه الرحلة بالطريق البري في بيروت. وفي التقرير الذي رفعه الى جمال عبدالناصر قال فتحي الديب عن الواقع السوري في تلك الأيام: إن الشعب السوري بقاعدته العريضة يمثل مركز ثقل عربيا رغم طبيعة التكوين الطائفي (السنة والدروز والعلويين والأكراد).. وهو يعاني من توالي الانقلابات العسكرية التي انتهت بحكم فردي ديكتاتوري يستعين في النهاية بالأحزاب السياسية الرجعية التي تتخذ من الجيش أداة لإرهاب الشعب.. وربما لهذا السبب تشككت العناصر الوطنية السورية في ثورة يوليو ولم تتفهم مبادئها وأهدافها وتصورت أنها في النهاية سوف تتردى في نفس أخطاء الانقلابات السورية المتتالية. وفي التقرير نفسه: إن الشعب السوري فقد الثقة في كافة الأحزاب السياسية ورجالها.. ولم يعد رهان التغيير مغريا إلا على الجيش.. رغم أن الجيش منقسم على نفسه حزبيا.. ورغم أن قياداته يعملون في التجارة ويحولون مكاسبهم الفاحشة الى عملات أجنبية في أسواق بيروت المفتوحة.. وهو ما ضاعف من الأزمات الحادة التي يعاني منها الاقتصاد السوري ويهدد البلاد بكارثة محققة.. وفي الوقت نفسه يفتح باب التغيير بالقوة على مصراعيه.. وهو ما حدث بالفعل بعد عدة أسابيع عندما قام مصطفى حمدون بالانقلاب العسكري الرابع في 25 فبراير 1954 في حلب.. وتخلص من حكم أديب الشيشكلي الذي هرب الى بيروت ثم استقر في السعودية. ولم يكن الوضع في لبنان بأفضل كثيرا عن الوضع في سوريا.. وفي التقرير الذي رفعه فتحي الديب الى جمال عبدالناصر: إن المجتمع اللبناني بتكوينه الطائفي له طبيعة خاصة.. فكل طائفة لها تقاليدها وأعيادها ومدارسها وعياداتها وأحياؤها السكنية الخاصة بها.. وهو وضع يكرسه الدستور اللبناني الذي ينص على أن يكون رئيس الجمهورية مارونيا ورئيس الوزراء مسلما سنيا ورئيس البرلمان مسلما شيعيا.. وهو أفضل وضع يستغله الاستعمار وأعوانه من الحكام العرب.. ثم ان هذا الوضع عكس نفسه بشراسة على الصحافة اللبنانية فخربت النفوس وضاعت الضمائر وأصبحت كل كلمة تنشر لها أكثر من غرض وأكثر من ثمن.. وبسبب الدعاية السياسية والصحفية المضادة فإن قوى التغيير في لبنان لا يثقون في ثورة يوليو ويعتبرونها انقلابا عسكريا.. ويصفونها بحكم (البكباشية).. واقترح البعض ضرورة اصدار صحيفة تعبر عن ثورة يوليو في بيروت لمواجهة الصحف الأخرى.. وهو ما حدث فعلا فيما بعد. وفي التقرير نفسه: إن الجيش اللبناني لا يمثل أي قوة ضاربة.. أما الاقتصاد اللبناني فيقوم على حرية التعامل التجاري والمالي وهو ما شجع الحكام العرب على استثمار أموالهم هناك ومن ثم السيطرة على مقدرات البلاد السياسية والحزبية.. ويقوم الاقتصاد اللبناني أيضا على تسويق محصول التفاح ومن ثم تتأثر السياسة اللبنانية بمن يشتريه.. وفيما بعد قررت مصر شراءه لأسباب سياسية.. وقررت كذلك تعويض ملاك الأراضي التي تزرع (الحشيش) حتى لا يزرعونه ويصدرونه سما مخدرا للمصريين وغيرهم.. فقد كان جمال عبدالناصر يؤمن أن الحشيش هو واحد من أخطر خصومه السياسيين. ولم تتح الظروف الداخلية التي جرت في مصر أن يواصل فتحي الديب جولاته الاستطلاعية.. فقد وقعت أزمة مارس 1954 والتي كانت صراعا شرسا بين الثورة والديمقراطية.. وانفسم الضباط الأحرار على أنفسهم فيما عرف بانقلابي المدفعية والفرسان ودخل بعضهم السجن لأول مرة وبقي البعض الآخر في الحكم.. وحسم الصراع بين جمال عبدالناصر ومحمد نجيب.. وغادر محمد نجيب قصر عابدين تحت حراسة مشددة الى منفاه الداخلي.. في البيت الريفي لزوجة مصطفى النحاس.. زينب الوكيل.. في المرج.. على بعد حوالي 20 كيلو مترا من قلب القاهرة. في ذلك الوقت طلب فتحي الديب دعما بشريا للانضمام اليه في قسم الشئون العربية بالمخابرات العامة.. وطلب منه رئيسه المباشر زكريا محيي الدين أن يختار بنفسه من يريد.. ووقع اختياره على محمد فائق وكان عليه متابعة السودان.. وقد أصبح محمد فائق فيما بعد مسئولا عن افريقيا وخبيرا بها ومستشارا لجمال عبدالناصر في كل ما يتعلق بها.. وقبل أن يتهمه أنور السادات بالتآمر عليه في مايو 1971 كان محمد فائق وزيرا للاعلام.. ووقع اختيار فتحي الديب على ابراهيم بغدادي.. ليتولى شئون اسرائيل.. وقد أصبح فيما بعد محافظا للقاهرة.. ونسبت اليه شائعة غير صحيحة هي أنه هو الذي قتل الملك فاروق في مطعم (جورج) في روما.. ولكن الغريب أنه لم ينف الشائعة.. بل حاول في محاولة مستميتة للحصول على الشهرة أن يوحي بأنها حقيقة. وسافر فتحي الديب في جولته الميدانية الثالثة.. وكانت الى العراق.. وشاء حظه أن يلقى في طريقه بمناضل عراقي شهير هو عدنان الراوي رسم له خريطة القوى السياسية في العراق.. حيث كان يحكم نوري السعيد.. مؤسس مدرسة القسوة والتعذيب في السلطة العربية.. كان ذلك في مايو 1954 حين حطت الطائرة التي كانت تقل فتحي الديب في مطار بغداد.. وتحت الغطاء نفسه وهو حامل الحقيبة الدبلوماسية بدأ مهمته في العراق. ولم يكن من الصعب عليه أن يكتشف عناصر المخابرات العراقية الملقاة في طريقه والتي كانت تبالغ في الهجوم على النظام, مرتدية ثوب المعارضة الشرسة, ولكن ما لفت نظره هو أن معظم فصائل وجماعات المناضلين كانت تلتقي كل ليلة في بيت من البيوت وتظل تحتسي (الويسكي) حتى مطلع النهار.. إنهم في صالونات (الويسكي) كانوا يتناسون خلافاتهم الايديولوجية والحزبية.. ويتوهمون أنهم خلصوا بلادهم من حملها الثقيل.. وهم في الحقيقة يقدمون أفضل خدمة للنظام القائم.. فليس هناك أفضل لأي نظام سياسي من معارضين ومثقفين يغرقون في الخمر ويصفون خلافاتهم النفسية والشخصية والسياسية في (البارات). كان مفتاح ما يجري في العراق في يد شخص لم يكن قريبا من فتحي الديب.. جاء هذا الشخص بنفسه الى غرفته في الفندق.. طرق الباب.. وقدم له نفسه.. إنه أستاذ جامعي مصري.. يؤمن بالقومية العربية.. ويثق في شخص جمال عبدالناصر.. وخرجا من الفندق سويا.. وراحا من باب تضليل المخبرين الى السوق واشتريا بعض الهدايا.. وفي النهاية استقرا في بيت يتسم بالبساطة والذوق هو بيت الأستاذ الجامعي المصري.. وفي هذا البيت تعرف فتحي الديب على كل العناصر الوطنية العراقية المستقلة غير المرتبطة بالأحزاب وغير المؤمنة بها.. وعلى رأس هذه العناصر مجموعة من ضباط الجيش كانت تكون تنظيما للضباط الأحرار.. وانتهت الرحلة بتقرير رفعه فتحي الديب الى جمال عبدالناصر قال فيه: إن الشعب العراقي يواجه حكما ديكتاتوريا دمويا يتحكم فيه الأمير عبدالإله وهو الملك الحقيقي غير المتوج ويسانده فيه شريك عمالته للمخابرات البريطانية نوري السعيد.. وفي المقابل لم تفلح الأحزاب السياسية في تجاوز أزماتها التقليدية وهي الصراعات والمكاسب والرغبة في البقاء مهما كان الثمن.. وفي الوقت نفسه تحتل الطائفية مركز الصدارة في تهديد وحدة وكيان الشعب العراقي .. ويحتل الاستعمار البريطاني كل شرايين الاقتصاد العراقي مستغلا الوضع الطائفي.. فقد ركز تجارة الجملة في يد كبار رجال الطائفة الشيعية.. وترك الزراعة في يد طائفة السنة والأكراد. ولم يجد فتحي الديب في تقريره أملا للتغيير إلا في الجيش العراقي.. وإن وجد حساسية تصل الى حد الكراهية من رجال الأحزاب السياسية من ثورة يوليو.. ووجد سهولة من المخابرات البريطانية في السيطرة على القيادات والزعامات بواسطة النساء والابتزاز والتهديد والفضح.. وكان بعض الضحايا من أعضاء السفارة المصرية. وجاء الدور على الأردن.. إن الشخصية المفتاح بالنسبة للأردن كان عبدالله التل وهو لاجئ كان يعيش في القاهرة بعد اتهامه بالاشتراك في عملية اغتيال الملك عبدالله.. وكان المسئول عنه هو عزت سليمان زميل فتحي الديب في الادارة.. ومن ثم كان الأردن من نصيب عزت سليمان الذي عاد منه بعد أسبوع ليقدم تقريره الى جمال عبدالناصر وقد قال فيه: إن الشعب الأردني يواجه هو الآخر حكما إرهابيا اتخذ طابع الشراسة في كبت الحريات وأصبح جهاز المخابرات هناك يشكل مصدر رعب وفزع لجميع البشر.. ونتيجة للوضع الاقتصادي المتردي والذي يعتمد بالدرجة الأولى على المعونة المالية التي تقدمها بريطانيا اتسعت مجالات الرشوة والتهريب.. وخاصة تهريب المخدرات.. أما الوضع السياسي فكان ينفرد بطابع خاص.. حيث لا يسمح للأحزاب بأي نشاط سياسي أو مجرد الممارسة اليومية لأي نشاط.. الأمر الذي أدى الى نزول الأحزاب تحت الأرض وممارسة العمل السياسي السري.. أما في العلن فليس أمامها سوى التدخين ولعب الشطرنج.. ولكن سواء مارست الأحزاب نشاطا علنيا أو سريا فإن الأجيال الجديدة لا تثق فيها ولا في قدرتها على التعبير.. وبعد نجاح الثورة في مصر أصبح الأمل معلقا على الجيش. ويستطرد التقرير: إن السلطة الرسمية تمكنت عن طريق جهاز استخباراتها من ربط كافة عناصر الإخوان المسلمين بالأردن بها.. وقد تضامنت هذه العناصر مع الإخوان المسلمين في مصر والذين كانوا في صراع دموي مع نظام يوليو.. وفي الوقت نفسه قويت شوكة الحركة البهائية بدعم من الحكومة والسفارة الأمريكية لاستخدامها كحركة دينية في مواجهة القوى التقدمية التي تعارض المصالح الغربية في المشرق العربي.. وإن كانت هذه القوى في الأردن خاصة الحزب الشيوعي ضعيفة وهزيلة ولا ينتمي لها في الغالب إلا مجموعات فلسطينية شابة.. أما التجمعات القومية فهي الأكثر فاعلية.. وتضم تجمعا لشباب حزب البعث في عمان.. وتضم تيارات متفرقة غير حزبية بعضها في الجيش وهي تجمعات يمكن لثورة يوليو الرهان عليها.. خاصة العناصر الفلسطينية الأصل التي تحلم بتحرير فلسطين من الاستعمار الاستيطاني الاسرائيلي. وكالعادة لم ير رجال الشئون العربية في المخابرات المصرية سوى الجيش كقوة حية للتغيير.. ولا نعرف هل كانت الأحزاب السياسية قد شاخت وفقدت صلاحيتها بالفعل كما يقول فتحي الديب أم ان نجاح التجربة الثورية في مصر من خلال ضباط الجيش كان مغريا لهم مطاردا لأحلامهم؟ واستكمل فتحي الديب رؤيته للواقع العربي بزيارة الى ليبيا.. في يوليو 1954 وبعد أربعة أيام في طرابلس.. كتب الى جمال عبدالناصر يقول: إن الوضع في هذا البلد القريب الذي لا يزيد عدد سكانه على المليون هو وضع غريب.. فرغم الاستقلال الظاهري لها منذ عام 1949 فإن صراع القواعد العسكرية فيها على أشده بين بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية.. ورغم أن ليبيا هي جملة اتحاد بين ثلاث ولايات هي طرابلس وبرقة وفزان فإن هذه الولايات تتنافس وتتصارع فيما بينها قد يصل الى مستوى الحرب الأهلية.. ويبدو أن صراعات الأقاليم قد استهلكت طاقة الليبيين فلم تعد هناك معارضة سياسية ذات فعالية أو تأثير.. وتكاد المعارضة في ليبيا تنحصر في جمعية عمر المختار المحدودة العدد.. بل انه لا توجد أحزاب سياسية معلنة منذ أن ألغاها الملك إدريس السنوسي بعد توليه السلطة.. وهو ما ضاعف من استفادته من المذهب السنوسي الذي ربط معظم القبائل به مع إغداق المنح المالية التي تمده بها بريطانيا.. دون اهتمام بأي تنمية اجتماعية ولو شكلية.. فالمدارس نادرة الوجود.. ومتخلفة المستوى.. ولا يقدر على تكاليفها سوى الأثرياء. وهكذا.. أصبح جمال عبدالناصر يملك في وقت مبكر خريطة دقيقة عن كافة القوى السياسية والحزبية.. المعلنة والخفية.. المدنية والعسكرية.. إن حركة هذا الزعيم الذي آمن بدوره وقدره القومي لم تكن حركة عشوائية غير مدروسة في الظلام.. ولم تكن مجرد انعكاس لرغبة نرجسية تحقق نزعة مجنونة نحو الزعامة.. كان ما يريده جمال عبدالناصر هو تحقيق حلم كل من يعيش على أرض هذا الوطن الكبير في الوحدة والرخاء والرفاهية والقوة.. وهو ما دفع, هو نفسه, ثمنا غاليا له.. حياته.. وشاركناه في الثمن الذي لا يزال يطاردنا حتى الآن.. إن ما جرى بين خريطة فتحي الديب الواقعية وما نحن فيه الآن مشوار طويل مثير في مذكرات فتحي الديب يستحق منا الصبر والانتظار.

Email