آخر الكلام

ت + ت - الحجم الطبيعي

كم كانت ستحسب لقطر لو أنها حسمت اغلاق المكتب الاسرائيلي باكراً ولكانت اضافت دعما استراتيجيا كان مطلوبا في وقته, ولا نقصد ان ما قامت به جاء في الوقت الضائع, بل هو على حاله الآن يعزز، من الموقف العربي الذي نريده ان يقول لاسرائيل انها تسير في الطريق الخطأ, ولكانت قطر ايضا ستكسب اضعافا مضاعفة من العلامات في الاستراتيجية العربية التي يريدها على الاقل مواطن الشارع العربي كسلاح نافذ في عملية السلام واستعادة الحقوق المغتصبة.. ثم اننا ما كنا نريد لقطر ان يأتي موقفها تحت ضغوط, وكنا كما قلنا تمنيناه موقفا حرا يطفو على سطح الاحداث مدفوعا بقيمته الذهبية. لكن ذلك تم وأرادت قطر ان تكون مع الجماعة في النهاية, حتى ولو تأخرت وهذا ما يثلج صدور الواقفين تحت الراجمات وبارود القهر والاذلال.. وبعد هذه الخطوة يبقى علينا ان ننتظر اياما لنقرأ بيان القمة الاسلامية والذي بلاشك يبدو من ملامح عمليات التحضير له كثير من الاشارات التي ستعزز بعض اخفاقات القمة الأولى, لكن هذا تخمين, والتخمينات لا تدفع الا لمزيد من خلخلة التنبؤ, على أن القمة الاسلامية وضعت ملف القضية والمقدسات الاسلامية في فلسطين على قائمة جدول الاعمال, ومن خلال العودة الى خطاب المملكة العربية السعودية في بيان القمة العربية, البيان المشرف الذي طالب بالمقاطعة وأقر دعم الشعب الفلسطيني وحماية تراث القدس وأتبعته السعودية بعدها بإدانات صريحة لمواقف امريكا المنحازة الى اسرائيل ومع التمثيل الايراني المتمثل في حضور الرئيس خاتمي ومواقف ايران من امبريالية امريكا ايضا الى جانب بقية الدول الاسلامية المعروفة مواقفها, فإن كل ذلك يشير إلى أن القمة سوف تخرج بموقف صلب سيستفيد منه الشارع العربي والاسلامي الذي مازالت الغصة تنهش صدره امام الصمت الكبير الذي يخيم على العالم تجاه الاجرام الاسرائيلي في الاراضي المحتلة, حيث بدأت اسرائيل تهز ذيلها كعادتها وبدأ لسانها ينطق بجمل تخفيفية كالقبول بلجنة تحقيق بإشراف امريكي وانها تقبل التحقيق في مذابح أراضي 48 أو انها تترجى عرفات ان يمنحها اسبوعاً من الهدوء في ساحة المواجهة. ونقول ان اسرائيل متى ما بدأت في هز ذيلها فإننا يجب ان ندرك تماما ما تفعله في الجيوب السرية, واذا كانت اسرائيل مازالت تقصف بيوت الفلسطينيين وتشترط الاجراءات الامنية حسب مزاجها, فإن تسليحها لقطعان المستوطنين يعني انها قررت التصفية بهدوء تام وبوجه يبتسم لعرفات كلما اقترب من البيت الابيض ويصب جام غضبه تحت ستار الليل كلما ابعدته اصوات الشارع الفلسطيني عن القبول بالخطوط الحمراء. نحن بانتظار القمة الاسلامية في قطر ولعل قطر ذاتها تشعل فينا جذوة الامل حالما نستمع الى صوت بيان القمة المنتظرة. مرعي الحليان halyan@albayan.co.ae

Email