استراحة البيان _ سقط القمر _ يكتبها اليوم: سالم الزمر

ت + ت - الحجم الطبيعي

من قرأ التاريخ علم ان حقدا كامنا قديما لا يزال جمرة تتقد تحت دماء أكباد بني إسرائيل منذ ما يزيد على خمسة عشر قرنا من الزمان. فمن تتبع سيرة نبي الإسلام عليه الصلاة والسلام علم حقد اليهود وانهم لا غرابة حريصون كل الحرص لا على فلسطين والقدس وعلى تهويدها بل هم إلى أبعد من ذلك طامحون. إنهم يطمحون إلى جزيرة العرب إلى ما أخرجوا منها من مدائن إلى يثرب أولا وإلى خيبر آخر معاقلهم في الجزيرة العربية فهم لن ينسوا أبدا طردهم على يد رسول الإسلام العربي شر طردة من خيبر. ففي كتب تاريخ الإسلام ان النبي عليه الصلاة والسلام فتح خيبر في السنة السادسة للهجرة. وقد قدم الرسول الكريم خيبر وصلى بها الصبح فخرج أهل خيبر بمساحيهم ومكاتلهم وهي آلات الحرث والزرع وهم لا يشعرون بغزو النبي لهم فلما رأوا الجيش قالوا (محمد والخميس) فرجعوا هاربين إلى داخل مدينة خيبر فقال النبي عليه الصلاة والسلام (الله أكبر خربت خيبر) ثم بعث إليهم عليا يدعوهم إلى الإسلام ويخبرهم بما يجب عليهم وقال له لان يهدي الله بك رجلا واحدا خير من أن يكون لك حمر النعم أي الإبل الحمراء الغالية. فخرج فارس من فرسانهم مُرحبا يقول: أنا الذي سمتني أمي مرحب شاك السلاح بطل مجرب إذا الحروب أقبلت تلهب ثم خرج إليه علي بن أبي طالب وهو يقول: أنا الذي سمتني أمي حيدره كليث غابات كريه المنظره أوفيهم بالصاع كيل السندره ثم ضرب علي مرحبا اليهودي ففلق هامته فكان الفتح. ولما دنى علي من حصون اليهود في خيبر اطلع يهودي من رأس الحصن فقال من أنت؟ فقال: أنا علي بن أبي طالب. فقال اليهودي: علوتم وما أنزل على موسى. * * * وفي هذه الغزوة تزوج نبي الرحمة من صفية بنت حيي بن أخطب بعد أن سبيت مع قومها ودخل بها وهو راجع من تلك الغزوة ولقد كان رأى في وجهها خضرة أي علامة خضراء من أثر لطمة على وجهها فسألها عن ذلك فقالت ان زوجها اليهودي قبل فتح خيبر بأيام ضربها بيده على وجهها لما حكت له حلما رأته في المنام وهو انها رأت قبل قدوم النبي للفتح ان القمر زال من مكانه فسقط في حجرها فقال لها زوجها اليهودي بعد أن لطمها على وجهها: (تمنين هذا الملك الذي بالمدينة) يعني رسول الله عليه الصلاة والسلام. وفي هذه الغزوة أهدت إحدى اليهوديات وهي زينب بنت الحرث شاة مشوية قد سمتها وسألت أي اللحم أحب إليه فقالوا الذراع فأكثرت من السم في الذراع فلما أكل منه أخبره الذراع بأنه مسموم فلفظ ما أكله ثم قال اجمعوا لي من ههنا من اليهود فجمعوا له فقال لهم إني سائلكم عن شيء فهل أنتم صادقي فيه قالوا نعم يا أبا القاسم فقال لهم الرسول الكريم بعد أن سألهم أسئلة عديدة أجعلتم في هذه الشاة سما قالوا نعم قال فما حملكم على ذلك قالوا أردنا قتلك. * * * ومن قرأ كل ذلك وغيره علم ان عداء اليهود للمسلمين عامة والعرب المسلمين خاصة عداء قديم وثأر يتأجج لا ينطفئ جمره وانهم غير مكتفين أبدا بفلسطين والقدس ولا حتى القاهرة ولا دمشق فإنهم لن تنطفئ نار قلوبهم إلا بالعودة إلى خيبر وانهم غير عائدين مهما فعلوا. ولكننا نحن أيضا غير عائدين إلى القدس أبدا ونحن عاكفون على ما يلقيه إلينا اليهود وأعوانهم من الملاهي والشهوات وتحت أسماء الفن والتطور والتقدم والمعاصرة والموضة وحتى الأدب والشعر والثقافة المعولمة. حسبنا اننا نتبع سننهم وما يبتدعون حسبنا اننا تركنا مساجدنا للدراويش والعجائز وانصرف أغلب شبابنا إلى الفنادق والمراقص والملاهي واننا تركنا لغتنا إلى عجمة اللغات الغربية لا لنأمن شرهم بل لنغرق في شرورهم ونصبح إمعاتٍ نفرح اننا نلوك السنتنا بألفاظ لغتهم وتركنا لغة قرآننا حتى إذا قرأ القارئ الكبير منا كلمة في محفل وجدته يتلعثم ويتردد تردد طالب الابتدائية في حضرة مدرسته: وإن كبير القوم لا علم عنده صغير إذا التفت عليه المحافلُ وحسبنا ان أزياءهم وملابسهم التي تحمل ثقافاتهم ومعتقداتهم غزت حتى مساجدنا فإنك لا تعدم ان ترى شبابا مسلما يقف أمامك في صفوف صلاة الجمعة التي يحضرها مرة في الاسبوع متكاسلا وهو يرتدي جينزا أمريكيا قبيح اللون واصفا لعورته وعلى رأسه قبعة تحمل رمزا أجنبيا في أغلب الأحيان لا يعرف معناه وقد قص شعره قصة غربية عجيبة واسمه محمد. وقديما قال رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام عنا: انتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل. وقال فيما معناه: لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا حجر ضب لدخلتموه. فقال الصحابة اليهود والنصارى يا رسول الله؟ فقال فمن, يعني من سواهم.

Email