قمة عربية لأجل القدس ، بقلم: محمد زين

ت + ت - الحجم الطبيعي

ما الذي يمنع من عقد قمة عربية الآن؟ وما الأسباب التي تجعل بعض الدول العربية متخوفة من عقد قمة كهذه؟! ان الذين يعترضون على عقد قمة عربية كانت لديهم بعض الاسباب التي تذهب الى ضرورة الاعداد لهذه القمة من خلال جدول اعمال يساعد على انجاحها. وهناك من الدول العربية من يوافق على عقد قمة عربية ولكن بشروط.. ومنها ان بعض تلك الدول لديها خلافات ومشكلات مع جيرانها تصر على ادراج تلك المشكلات على جدول الاعمال! والآن تبرز مشكلة كبيرة تهم العرب والمسلمين على السواء.. وهي مشكلة القدس.. التي بانت النوايا الخبيثة حولها في قمة كامب ديفيد, حيث اظهر الاسرائيليون تشددهم وتمسكهم بالسيطرة على المدينة المقدسة واعتبارها العاصمة الابدية لدولة اسرائيل. والموقف الاسرائيلي في كامب ديفيد اوضح ان اسرائيل لن تتخلى عن القدس مهما كان الثمن, ومن تلك النوايا الخبيثة الموقف الامريكي الذي حاول بكل ما يستطيع ان ينتزع اتفاقا فلسطينيا للتفريط في القدس. ونحن لا نعرف كل ما دار من مناقشات ومباحثات واقتراحات في (معتقل) كامب ديفيد بين الفلسطينيين والاسرائيليين والامريكان.. كل الذي عرفناه ان القمة باءت بالفشل وان السلطة الفلسطينية رفضت التنازل عن شبر واحد من القدس الشرقية! واليوم نقرأ عن تهديدات وضغوطات امريكية واسرائيلية بقطع ووقف المعونات اذا اقدمت السلطة الفلسطينية على اعلان قيام دولة فلسطينية من جانب واحد! ومسألة القدس هي مسألة اسلامية في الدرجة الاولى.. اي انها تعني كل مسلم على ارض المعمورة, ولا يحق لاسرائيل ان تهيمن عليها وتفرض سيطرتها! والغريب في الامر.. الذي يجب علينا ان نعيه هو تحرك الادارة الامريكية اثناء اجتماعات قمة كامب ديفيد, حيث اجرى الرئيس الامريكي كلينتون اتصالات عدة.. مع الرئيس المصري وملك المغرب وملك الاردن, فقد طلب من الرئيس المصري ان يرسل مبعوثا ليكون بالقرب من اجتماعات كامب ديفيد للضغط على الجانب الفلسطيني, ولكن الرئيس المصري تجاهل ذلك الطلب ولم يرسل أي مبعوث الى هناك, واتصل كلينتون بملك المغرب طالبا منه الطلب نفسه, ولم يفعل هو الآخر, وكذلك ملك الاردن الذي قيل انه اجرى اتصالا بالرئيس الفلسطيني.. ونشرت بعض الصحف الامريكية ان الرئيس كلينتون استاء من هذه المواقف وعلى وجه الخصوص من موقف مصر والسعودية.. اذ اعتبر ان اجتماعات الرئيس مبارك مع القيادة السعودية اثناء اجتماعات قمة كامب ديفيد كانت واحدة من اسباب فشل القمة!! ومن جهة اخرى ألقى اعضاء الكونجرس المؤيدون لـ (اسرائيل) اللوم على عرفات في فشل المحادثات واتهموه برفض تقديم التنازلات اللازمة لتحقيق سلام دائم! امام كل ما يحدث من ضغوطات لصالح الموقف الاسرائيلي, علينا ان نوفر غطاء عربيا يدعم المفاوض الفلسطيني في المرحلة المقبلة.. خصوصا وان السلطة الفلسطينية في طريقها لاعلان الدولة. ولا يمكن ان يتوفر هذا الغطاء العربي الا من خلال قمة عربية تعقد باسم القدس في هذا الظرف الصعب! وكذلك علينا ان نتخلى عن كل الاسباب والشروط التي كانت تعيق عقد هذه القمة ونؤجل خلافاتنا العربية ـ العربية.. أليس هذا الامر ممكنا.. ام ان مسألة عقد قمة عربية لا تدخل في اطار القرار العربي؟! صحفي عربي مقيم في الكويت

Email