ابجديات، تكتبها عائشة ابراهيم سلطان

ت + ت - الحجم الطبيعي

في منتصف شهر مارس الجاري قامت الدنيا في امريكا, ولم تقعد, وتناقلت الصحف ووكالات الانباء خبر اختفاء (55) تمثالا من تماثيل الاوسكار المعدة للتوزيع في حفل يترقبه الملايين تقيمه الاكاديمية الامريكية للعلوم والفنون السينمائية ويقام سنويا في مدينة لوس انجلوس. وفجأة وبلا مقدمات تقدم للاعلام وللجهات الرسمية رجل في الثانية والستين من عمره حاملا (52) تمثالا من التماثيل المفقودة, وعندها هدأت القلوب وقعدت امريكا وارتاح منظمو الحفل, فقد عثر عامل القمامة (ويلي فولجير) على التماثيل في واحد من صناديق (الزبالة) التي اعتاد التنقيب فيها عن علب الكرتون لاغراض اعادة التصنيع, تماما كما يفعل الكثير من الهنود والباكستانيين عندنا في تجارة محتكرة لها دهاليزها وسوقها الرائجة التي لا نعلم عنها شيئا. واذا كنت عزيزي القارىء ممن يؤمنون بالحظ, فان للحظوظ مسارات وحكايات أعجب من الخيال أحيانا, ولندع جانبا (ضربات الحظ) القياسية لاولئك الذين يربحون جوائز اليانصيب بملايين الدولارات, ولنقترب من حكاية هذا العامل الغريب العجوز التي قد تتحول في القريب إلى فيلم سينمائي ربما ينافس على الاوسكار في العام المقبل. في الحفل الفخم الذي اقيم في لوس انجلوس مساء الاحد الماضي ظهر وبشكل مفاجىء (رجل القمامة) وبيده شيك موقع من المسئولين في الولاية بقيمة 50 الف دولار امريكي, فكان ضيفا لحفل لم يحلم في حياته ربما ان يتابعه على شاشة التلفاز, فاذا به ضيف الشرف, ومحط انظار مليار مشاهد حول العالم, والذي صفقت له هوليوود بنجومها ونجماتها طويلا, هل هذا حظ ام اقدار؟ وهل سيواصل الرجل العمل في القمامة بعد ذلك؟ اذا صدّق الرجل المثل العربي (اعطني حظا وارمني في البحر) فلن يعود لما كان يعمل سابقا. اعرف الكثير الكثير من الشباب المواطنين الذين يفكرون في شراء بطاقات سحب سيارات (الرولزرويس) لكنهم في آخر لحظة يغيرون رأيهم مرددين: لن نفوز, ليس لنا حظ, الحظ اعمى يذهب للهنود والباكستانيين والاجانب! فهل الحظ اعمى؟ وكيف يتأكد الانسان بأنه ليس من اصحاب الحظوظ الجيدة؟ في واحدة من مفارقات الحظ خلال مهرجان دبي للتسوق سمعت حكاية الكويتي الذي تردد مرارا على منظمي السحوبات لشراء سيارة (رولزرويس) من احد الفائزين وقد جاء من الكويت لهذا الغرض مع صديقه وعندما يئس عاد لوطنه, قاذفا في صندوق السحوبات بأربع بطاقات, وكانت المفاجأة عند وصوله للكويت مباشرة اخباره بنبأ فوز واحدة من بطاقاته بالسيارة ومجانا, هل هو حظ ام قدر ام قسمة ونصيب؟ وبالتأكيد فالامر لا علاقة له بالجد والفطنة والذكاء والعمل, من هنا يأتي قول الامام علي بن ابي طالب: فلو كانت الدنيا تنال بفطنة وفضل وعقل نلت أعلى المراتب ولكنما الارزاق حظ وقسمة بفضل مليك لا بحيلة طالب ودائما الحظ يأتي من لا يأتيه .. سبحان الله.

Email