أبجديات، بقلم عائشة ابراهيم سلطان

ت + ت - الحجم الطبيعي

يظهر ويختفي, لكنه لا يتوارى في النسيان أبداً, انه الغائب الحاضر ابدا, وهو في حالتي الغياب والحضور لا يفقد أهميته وحساسيته ابدا, انه الحاجة الاكثر الحاحاً على بال كل مواطن ومواطنة, نقصد المسكن الذي لايزال المعضلة والاشكالية الحياتية لآلاف من الشباب وغير الشباب رجالاً ونساء على قدم المساواة . لقد وضعت الحكومة ضمن أولوياتها ومنذ قيام الدولة, توفير المسكن المناسب للمواطنين, وقد سعت في هذا الاتجاه بطرح اكثر من تصور واكثر من ممارسة واكثر من بديل, وما بين المسكن الشعبي والاراضي الممنوحة مع مبالغ تصرف على البناء, الى اراض وقروض ميسرة وبدون فوائد, الى مشاريع الاسكان التي يعتبر مشروع الشيخ زايد آخرها, تفاوتت النتائج المرجوة, وبقي المسكن الخاص أملا بعيد المنال للكثير من المواطنين. توجهات الحكومة صادقة, وسياساتها في مجال الاسكان لا تنكر, واصرار صاحب السمو الوالد الشيخ زايد بن سلطان على حق المواطن في التعليم والوظيفة والمسكن يمكن اعتباره اعلانا رسميا لحقوق هذا المواطن في بلده تماما كذلك الاعلان الذي تحدثنا عنه البارحة فيما يتعلق بقوانين (جون ميجور) في بريطانيا, والقضية ليست في نية الحكومة أو في توجهات القيادة, القضية في آليات التنفيذ او لنكن اكثر دقة ونقول في الأجهزة والاشخاص الموكول لهم أمر تنفيذ سياسات الاسكان في الدولة. فنحن نعتقد ان هناك ممارسات خاطئة فيما يتعلق بقضية الاسكان, والا فما معنى وجود الآلاف من الشباب على قوائم انتظار القروض لسنين عديدة, بينما يأتي من يسجل اليوم ويعلن اسمه في قوائم مستحقي القروض بعد مرور فترة لا تتجاوز الاشهر؟!! من هنا نقترح ايجاد جهاز رقابة مستقل تابع لمجلس الوزراء مباشرة في تنفيذ سياسات الاسكان للمواطنين, وحبذا لو يعاد النظر في أمر حصول النساء على أراض سكنية خاصة بهن بعيدا عن شرط الترمل أو .. مع ضرورة مساعدتهن بآلية مستقلة او جهاز مستقل انطلاقا من توجيهات ديننا ونبينا الذي اوصى بالنساء خيرا. ما زلنا نكرر للمرة الألف, ونطرق على وتر الاسكان لأهميته, فعندما تجد نفسك بشكل مفاجئ بلا مسكن لأي ظرف, ساعتها تشعر بأن رحابة هذا الوطن لا تكاد تتسع لك, انت المواطن الذي نبت من رحم هذا الوطن, وقبلك ازهرت أجيال من آبائك وأجدادك, وعمر طويل من كفاحهم. انه حينما تمنح الحكومة قطعة أرض لأرملة غير قادرة, ولا دخل لها سوى (1000) درهم من معونة (الشونة) اقصد الشئون الاجتماعية, وحينما يتزوج كل ابنائها وتكون بحاجة لمسكن ولا تستطيع توفيره, ساعتها أي آلام ستشعر بها وأية بوابات سوف تطرقها؟ الواقع يقول ان اكثر من (1900) اسرة مواطنة تعيش في الشقق والبيوت المؤجرة, واكثر من 14% من الشباب المواطن يستخدمون مباني الاعمار, والنسب في ازدياد, أفليس من حقهم امتلاك مساكن خاصة؟

Email