راي البيان، محطة الانطلاق والتوحد

ت + ت - الحجم الطبيعي

التحرك العربي رغم حدوده الدنيا بات يثير الفزع في تل أبيب وفي بعض العواصم العالمية التي تمارس ضغوطها من خلف الكواليس على العرب خدمة لمصالح اسرائيل وحفاظا على ديمومتها, ويأتي في هذا السياق ايضا المناورات (البالونية) التي اطلقتها الدولة العبرية مؤخر ا لمواجهة ما قد يسفر عنه الاجتماع المقبل لوزراء الخارجية العرب في بيروت من نتائج ايجابية, حيث دعت الى عودة اجتماعات لجنة تفاهم ابريل واعترفت بوديعة رابين المتعلقة بالانسحاب من الجولان. التصريحات الاسرائيلية كانت محض ألاعيب سياسية ومناورات مكشوفة هدفها الالتفاف على الاجتماع الوزاري العربي المقبل مقدما عبر تقديم مبادرات تثير اللعاب وتغري بعض الاطراف بالسير في ركابها وعدم الالتفات لأي لقاءات عربية قد تؤدي الى موقف عربي موحد, كما تستهدف ايضا فرملة التضامن العربي مع لبنان الذي شكل ازعاجا لاسرائيل وخلق ارباكا لخططها السياسية والاستراتيجية. وقد جاءت التأكيدات السورية بعدم العودة الى المفاوضات إلا بعد ان تكون البنود والنقاط الواردة في الاتفاقات علنية وواضحة وضوح الشمس لتتواكب مع حملة التضامن العربية مع لبنان التي عبرت عن نفسها بزيارات لعدد من القادة والمسئولين العرب والتي اكدت في مجملها على دعم صمود الشعب اللبناني في مواجهة الهجمة الصهيونية الشرسة, واكدت ايضا شرعية المقاومة في الجنوب اللبناني. واذا كانت الحكومة الاسرائيلية تتوهم قتل روح المقاومة في الجنوب وتهدد باجتياح لبنان فإن حجم التضامن العربي ومؤازرة الاشقاء في لبنان كفيلان باحباط كل الخطط الاسرائيلية الهادفة الى اخضاع المنطقة لهيمنتها, لذلك فإن الآمال تتوجه صوب بيروت لتكون محطة الانطلاق والتوحد وتجاوز محنة الانقسام العربي الراهن.

Email