راي البيان، الذئب الجريح

ت + ت - الحجم الطبيعي

في جنوب لبنان وصل التصادم الى ذروته بين عدوانية اسرائيل المنفلتة والتي لم تعد تتورع عن السلوك النازي المكشوف قولا وعملا وبين اصرار المقاومة الباسلة على المواجهة مدعومة بارادة سياسية عربية تحاول انقاذ الامة من الوقوع في شرك الهيمنة الاسرائيلية . وقد كان واضحا في الاسابيع الاخيرة ان اسرائىل فشلت بتحقيق اختراقات سياسية على المسار السوري ـ اللبناني كما كانت قد فعلت على مسارات اخرى, كما انها لم تستطع حماية غطرستها واصرارها على ان تكون القوة الاقليمية الكبرى القادرة على الضرب حيث تريد والتوسع متى شاءت, فالمقاومة الباسلة في جنوب لبنان كشفت عورات اسرائىل وعورات جيشها وكان لتساقط جنود العدو امام المقاتلين اللبنانيين اثر كبير في اضعاف معنويات جيش العدو, وفي كسر هيبة دولة العدوان, وفي تدعيم موقف المفاوضين العرب. ومن هنا كانت تلك المقامرة الوحشية الى خاضتها اسرائيل قولا وعملا, فمن جهة هربت قوات العدو من الميدان العسكري الى ضرب المدنيين العزل وتحطيم البنى التحتية اللبنانية, ومن جهة اخرى انطلق وزير خارجية العدو معبرا عن كل حكومته وعن رئيس وزرائه باراك بالذات يهدد ويتوعد بأساليب نازية رخيصة مرددا عبارات القتل والدمار والحرق والابادة. وكان هدف العدو في الحالتين محاولة اعادة هيبة دولته وفرض الخوف والهلع على المفاوضين العرب على المسار السوري ـ اللبناني من اجل الابتزاز السياسي وفرض الحل الاسرائيلي. لكن خطة العدو لم تنجح, فالمفاوضون ازدادوا صلابة واصرارا, والمقاومون اظهروا شجاعة وذكاء لافتين, حيث تركز ضرب المقاومين على الاهداف العسكرية الاسرائىلية مما ساعد على مزيد من الانكشاف الاسرائىلي, وساعد هذا المسار الفعال على تحريك الدعم العربي الرسمي والشعبي للمقاومة وللموقف السياسي السوري ـ اللبناني, وخلق اجواء تجعل من المستحيل التنازل على المسار الفلسطيني مما وضع اسرائىل في ورطة تزداد تفاقما مع استمرار العمليات البطولية في الجنوب وآخرها الضربة التي ادت لمقتل 5 عملاء وجرح 8 في الجنوب المحتل امس بالاضافة الى عدم استجابة المفاوضين للمناورات الاسرائيلية خلال اليومين الماضيين. وإذا كان ذلك كله رصيد في صالح العرب نأمل دعمه مع مؤتمر وزراء الخارجية المقبل في بيروت, فعلى العرب ألا يستبعدوا جنونا اسرائيليا يدفع المنطقة الى الانفجار, خاصة بعد تهديدات اسرائيل بضرب المصالح السورية في لبنان ردا على عمليات المقاومة في تصعيد يماثل سلوك الذئب الجريح المصر على التهام ما يتصوره فريسته!

Email