في مبدأ التاريخ البشري ومنذ آلاف السنين أيام سيدنا لوط ظهرت قبيلة شاذة من البشر انحرفت بشهواتها الى حب الذكور دون الإناث وآثر كل جنس الجنس الذى يماثله .. الذكر يطلب الذكر والأنثى تطلب الأنثى وكان هذا أول تمرد على الطبيعة وعلى خالق الطبيعة فقد جعلوا من الشهوة هدفا يطلبونه لذاته وليس للإخصاب أو الإنجاب .. وانما لمجرد إفراغ الشهوة وقضاء الوطر ومتعة اللحظة . وكان معنى هذا تعطيل سنة الإنجاب والتكاثر التى أرادها الله ليخرج من نسل آدم وحواء ملايين ومليارات الخلق ليعمروا الأرض وهم بهذا العصيان ردوا الصنعة على الصانع واختاروا هوى نفوسهم, وكان الرد الإلهي هو إبادتهم .. لم يمهلهم الله ليوم الحساب شأن العصاة العاديين .. لأن هذا التمرد لو أنه ساد وانتشر سوف يمنع المقدور من أمر الله فكان لابد من استئصالهم .. وكان ما حدث من رجمهم وإبادتهم بما يشبه القنبلة الذريه هو ختام القصة .. واختفت هذه القبيلة من على وجه الأرض ودار التاريخ دورتة لتستمر سنة الله فى التزاوج والإنجاب وليصل عدد البشر الى ستة آلاف مليون منذ أيام .. وفي الأواخر من هذا القرن عادت سنة الشذوذ الى الظهور وهذه المرة تركهم الله لحالهم لأن سنة الله قد تمت واقتربت دورة البشرية من ختامها وأشرف الكون على شيخوخته وليس في مراد الخالق الإتيان بملايين جدد ورأينا المجتمعات العلمانية تفتح أبوابها لهؤلاء الشواذ .. فأمريكا سمحت لهم بدخول الجيش وفرنسا وضعت قوانين جديدة تسمح بزواج الرجل بالرجل وزواج المرأة بالمرأة .. وظهرت كنائس في أوروبا توفق بين هذه الرؤوس فى الحلال وتنظم الميراث والتعامل والزواج والطلاق وسيكون انتشار هذه القبيلة معناه توقف الإنجاب وإصابة الأمم بالعقم ثم الفناء والانقراض .. وسوف يكون معناه أن يرث المستضعفون من المهاجرين السود والشعوب الصفراء أرض أمريكا وأوروبا التي يعملون فيها كشغالة وأجراء. إنهم لا يدرون في أمريكا وأوروبا أن العقاب هذه المرة سيكون إبادة من نوع آخر .. إبادة اختيارية بانتحار الجنس الأمريكى والجنس الأوروبى كله وذلك بالعزوف عن وضع الشهوة فى موضعها وإهدارها فى عمليات جنسية غير مثمرة, وسيكون انتشار هذا الداء هو علامة النهاية .. لهم .. ثم للدنيا كلها وللكون الذى أشرف على شيخوخته .. هل يدرك هؤلاء الشواذ أنهم ينتحرون .. وينحرون ذرياتهم معهم لا أظن .. فقد قال الله لنبيه الخاتم محمد عليه الصلاة والسلام بصددهم (لعمرك .. إن هم لفي سكرتهم يعمهون) .. هكذا جاء فى القرآن الكريم. ومازالت تنطبق عليهم الآية .. فهم في سكرتهم يعمهون, ويظنون في سكرتهم أنهم هم الذين يعيشون الحياة بطولها وعرضها وأننا نحن المحرومون المغفلون. وهكذا يظن اللص الذي يهرب بغنيمته والقاتل الذى يهرب بجريمته وشاهد الزور الذي يفلت بفعلته وسارق اللذة الذي يفوز بلذته والخائن الذي يكسب بخيانته .. يظن كل هؤلاء أنهم الأذكياء الفائزون الرابحون الذين اغتنموا الفرصة وفازوا بطيبات هذه الدنيا وتركوا لنا الآخرة بجناتها ونعيمها .. وما يرون فى هذا النعيم الا أساطير وأحلام يقظة وخيال وأماني لا وجود لها .. فما بعد الموت الا التراب وكل وعود الأديان أساطير وأوهام. ولم يمت أحد منهم ليرجع ويقول لنا القول القاطع .. والموت ختم مطلسم والطريق اليه أحادي الاتجاه والذاهب فيه لا يعود .. وسيظل السؤال مفتوحا وعلامة الاستفهام قائمة .. والموقف كفر أو إيمان؟!! ولا احتمال ثالث.. لكن إلا يثير التأمل والتدبر فى مصير هؤلاء الشواذ؟!! أن الله حكم عليهم بالإبادة في القديم .. وحكموا هم على أنفسهم بالإبادة فى أجيالهم اللاحقة .. فنسلهم منقطع وعقبهم مقطوع والذي يفكر فى الاستنساخ منهم فإنه بحاجة إلى بويضة ليحقق الاستنساخ ولا بويضة الا بأنثى, فالحكم بالإبادة صدر وليس من الله بد .. فهم بائدون بالعقم لا محالة وفى ذلك برهان إلهي ودليل رباني على فساد قضيتهم, لكن لا أحد منهم يفكر .. وانما الواحد منهم يشتهى فقط. إنه شهوه مقطوعة الرأس وعقل سقط منه المنطق ما سر كل هذه الحفاوة بالشواذ فى الغرب؟؟!! .. هذه حكاية أخرى .. فلهم في الغرب جمعيات ونوادي ونقابات وتنظيمات .. وإعلام .. وصحف .. وأفلام .. وحكاية كبيرة, ومن وراء الفساد .. إفساد منظم .. وفنون مكرسة لهذا الإفساد, وللشيطان دولة وراء الدولة ولقد قامت دولة الشيطان منذ آدم .. حينما قال لربه فى تبجح .. أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين .. حينما تكبّر ابن النار على ابن الطين وأراد أن تكون له اليد العليا قامت دولة النار من ساعتها .. ورايتها .. (الكبر) .. وشعارها .. (الأنا) وقد دخلت إسرائيل تحت هذا اللواء حينما اعتقد شعبها أنه المختار من الله المفضل على العالمين وتحت لواء (الكبر) التقى كل الأشقياء من البشر وأهل الشقاء ملة واحدة هي ملة الاعتراض .. والاختلاف وما كان الكل إلا أمة واحدة فاختلفوا ولايزالون مختلفين الا من رحم ربك وقد تركنا الله نختلف .. فقد خلقنا مختارين وأرادنا مختارين .. نأتيه باختيارنا أو نعرض عنه باختيارنا .. وعلى هذا يقوم مبدأ الحساب .. فلا حساب الا لمختار. وخلق الله الملائكة التي تلهم بالخير كما خلق الشياطين التي تلهم بالشر. فنحن لا نتلقى الإيحاء من جهة واحدة وإنما من جهتين في وقت واحد. وتستجيب نفوسنا حسب هواها للخاطر الملائكي الآتى من اليمين أو للوسواس الشيطاني الآتي من الشمال بما يلائم اختيارنا الباطن وبما يشاكل حقيقتنا ثم يأتي الفعل كالبصمة ليؤكد هذه الحقيقة ويسجلها فى كتاب الأعمال ويقول القرآن أن هناك (نسخ) من هذا الكتاب إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون (29-الجاثيه) فقد أراد الله ان يسجل علينا كل شيء .. وكلها أمور تدل على أن هناك وقفة حساب وأن هناك حكومة إِلهية سوف تفصل فى مصائرنا وأن الحياة لم تخلق سدى. وصوت الضمير الفطري في داخلنا يحذرنا طول الوقت من هذا المصير وهو شاهد لا يكذب .. إنها ليست تمثيلية ولكنها مشاعر حية معاشة يشعر بها كل منا فى باطنه والكواكب التى تجري فى أفلاكها منذ الأزل والنجوم التى تسبح فى مداراتها من مليارات السنين والشموس التى تشرق وتغرب بحساب دقيق وعالم النبات وعالم الحيوان وعالم البحار تشهد كلها بإدارة مذهلة وخالق عليم حكيم لا تفوته فائتة فكيف يهرب مجرم من حسابه .. وأين يهرب والكون كله ملك لله بلا شريك .. وعين الله ساهرة لا تنام ويد الله تطول كل مخلوق .. وهو الخالق بكلمة والمميت بكلمة والرازق بكلمة وهو الذى يسير الزلازل ويفجر البراكين ويرسل الصواعق وهو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء محيط .. فأين منه المهرب .. وأين منه الفرار .. وأين يكون ذلك الفرار والعالم كله عالمه والملك كله ملكه وعينه ساهرة لا تنام. إن الإيمان موروث فطري بسيط والكفر يحتاج الى افتعال وعناد بحجم الجبال وتعام عن حقائق كالنور وضوحا وكان الإنسان أكثر شيء جدلا. وقد غرق أصحابنا فى الجدل وتعاموا عن أمور كالصبح فى إشراقها وخلقوا لأنفسهم فلسفات وافتعلوا المبررات والكافر معاند ومكذب ومتمرد وخارج عن الصف بطبيعته, والشذوذ كله ملة واحدة وصراع قابيل وهابيل مستمر من الأزل وهو الآن حروب مشتعلة وترسانات نووية وأسلحة كيمائية وميكروبية . . وأرهاب ورعب دائم .. نطالعه كل يوم أول ما نفتح عيوننا على الصحيفة اليومية وأول ما نفتح آذاننا على الأخبار, ومراد الله بهذا أن يكون كل يوم من أيامنا امتحان وكل لحظة ابتلاء. وقد أجمع العالم شرقه وغربه على اتهام الإسلام بأنه السبب فى كل هذه القلاقل والموجات الإرهابية واتخذوا لأنفسهم دمية من القطن يضربونها ويسددون لها السهام .. هي (المسلم الغلبان) فى كل مكان. وقال نكسون .. انتهت الشوعية ولم يعد لنا عدو سوى الإسلام, وفى اللحظة التى أكتب فيها هذه السطور تكتسح الدبابات الروسية أراضي الشيشان وتمطر جروزني بالصواريخ .. ويستنجد الشيشان بالدول الإسلامية ولا مجيب .. فالمسلم الغلبان كثير الصياح كثير الكلام كثير الاعتراض قليل الأفعال والعرب لا يجتمعون على رأي, ولا أجد سوى دعاء موسى لربه حينما حاصره الفراعين والزبانية قساة القلوب , (ربنا إنك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالا في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم) (88-يونس) وبين ألف مليون مسلم سوف يوجد ولا شك مسلم واحد مقبول الدعاء والأمل في الله كبير, ويزداد الإقبال على الإسلام في الغرب ويتضاعف أعداد الداخلين في الإسلام كل يوم رغم انكسار شوكة المسلمين وتفرقهم وهوانهم .. وهو أمر غير مفهوم .. ولله في ذلك حكمة فهو يقيم حجته عل الكفار فله سبحانه الحجة البالغة. وانتشار الإسلام والإقبال عليه في هذه الظروف هو اللامعقول بعينه وهو الحجة البالغة بعينها وهو اللمسة الالهية الحانية التي يمر بها على قلوب الضعفاء لتطمئن .. وكأنما يقول للمسلمين المخذولين .. أنا معكم فلا تهنوا ولا تضعفوا وأنتم الأعلون تعاليت ياربنا لا إله الا أنت