رأي البيان: وحدة السودان

ت + ت - الحجم الطبيعي

سلوك وتصريحات (مادلين اولبرايت) وزيرة الخارجية الأمريكية أثناء زيارتها الى كينيا يكشفان عن خطر داهم يهدد وحدة السودان, مما يفرض ضرورة المراجعة السريعة لسياسات وحركة الحكومة والمعارضة فيه, وتنبه الدول العربية المعنية بالشأن السوداني . ففي ختام لقائها مع الرئيس الكيني دانيال اراب موي اكدت اولبرايت رفضها للمبادرة العربية المصرية الليبية, ثم قالت: (عبرنا عن دعمنا لجهود (ايجاد) ولاسيما جهود كينيا) . ومعروف ان كينيا واوغندا الان من أشد العاملين على تحطيم وحدة السودان, وهما يشكلان قاعدة التمويل والحماية والانطلاق لقوات جون قرنق التي تقاتل القوات السودانية في الجنوب, كما ان جون قرنق لا يخفي هدفه الاستراتيجي بالانفصال. فاذا ما اضيف الى ذلك لقاء مادلين اولبرايت مع قرنق شخصيا ودعم مواقفه, واعلانها موقفا عدائيا صريحا من السودان حين أكدت املها باجتياز مراحل كبيرة تسمح بتخفيف (فظائع الحرب والمجازر والعبودية التي يشهدها السودان) !!.. فان على كل المعنيين بالشأن السوداني ان يتنبهوا لتسارع حركة زحف الاخطار على وحدة وطنهم. وان على كل من الحكومة والمعارضة السودانيتين الان ادراك ان اللحظة الحرجة الراهنة لا تحتمل المماحكات والمناورات واللعب على حبال (الداخل والخارج), وأن مصير الوطن يتطلب حلاً منصفاً وع-ادلاً وقادراً على استعادة الوحدة الوطنية ولجم الاعتداءات الخارجية ومبرراتها المحتملة. كذلك فقد اعلنت القاهرة قبل أيام ان (تقسيم السودان خط احمر) , وما يجري حول السودان الآن يعد لتجاوز هذا الخط وإلغاء السيادة الوطنية السودانية وتهميش اي فعل عربي يسعى لانقاذ السودان, مما يتطلب تفعيلا جاداً وسريعا لدور عربي يساهم بإسكات طبول الحرب وقطع الطريق على من يسعون لتسعير النار وتدمير اكبر بلد عربي من حيث المساحة.

Email