القيادة السياسية الواعية أتاحت للاعلام دوراً فاعلاً ، مسيرة الصحافة في دولة الامارات العربية المتحدة (2 ـ 2) بقلم: علي عبيد

ت + ت - الحجم الطبيعي

يتضح من السرد التاريخي السريع للصحف العربية التي صدرت في دولة الامارات قبل قيام الاتحاد وبعده ان هذه الصحف قد لعبت دورا اساسيا مهما واكب ارهاصات الوحدة وشارك في المداولات لإعلان قيام الاتحاد. كما شهدت الصحف في الامارات تطورات فنية سريعة شملت كافة القطاعات من المباني والمطابع كما عرفت الألوان طريقها الى الصحف اليومية من خلال الصور والإعلانات والعناوين منذ النصف الثاني من عقد الثمانينات ومطلع التسعينات. ويعتمد توزيع الصحف اساسا على مبيعات الشارع والطرقات والمكتبات تليها الاشتراكات. وتحقق صحافة الامارات بعض الانتشار النسبي في دول الخليج العربي المجاورة مقارنة بالصحف الاخرى في المنطقة. وكان اختلاف الملكية في صحف الامارات وراء تحديد خصائص وتوجهات وأولويات كل منها في سياستها التحريرية في السابق الا ان الفترة الاخيرة شهدت كسرا لهذه القاعدة وتغيرا في هذه النظرية فلم تعد الصحف الرسمية أو شبه الرسمية وهي التابعة اما للحكومة الاتحادية كصحيفة (الاتحاد) أو الحكومة المحلية كصحيفة (البيان) لم تعد تلتزم بالخط الرسمي الملتزم بالدفاع عن المؤسسات والدوائر والوزارات وعدم الاقتراب من سلبيات الاداء التي قد تتسم بعض قطاعاتها, اذ أخذت هذه الصحف تقترب من هموم المواطن ومشاكله ولا تجد غضاضة في مهاجمة اداء وزارة من الوزارات أو دائرة من الدوائر اذا ما وجدت خللا في هذا الاداء أو تقصيرا في حق المواطن. وقد تعرضت بعض وزارات الخدمات كالتربية والصحة والعمل والشؤون الاجتماعية في الآونة الاخيرة لحملات قادتها هاتان الصحيفتان (الاتحاد والبيان) في غير تحامل عندما توفرت الادلة لديها على قصور خدمات هذه الوزارات وظهرت بعض الجوانب السلبية. واتسمت هذه الحملات بالموضوعية اذ اتاحت لجميع اطراف القضايا المطروحة كالخدمات التعليمية والصحية الفرصة لابداء وجهات نظرها نقدا أو تفنيدا لهذا النقد ودفاعا عن الجهة المتعرضة للنقد, وهي ظاهرة صحية ونقلة نوعية في اداء هذه الصحف وسياستها التحريرية تصب في صالح القارىء أولا وفي صالح المسيرة الصحفية في دولة الامارات العربية المتحدة ثانيا. ومن مظاهر تطور صحف الامارات اتساع شبكة المراسلين والمكاتب الخارجية في دول الخليج والأقطار العربية بالاضافة الى الدول الأوروبية والولايات المتحدة الامريكية. كما تميزت صحف (الاتحاد والخليج والبيان) بإصدار العديد من الملاحق الاسبوعية الداخلية والمنفصلة, وبأحجام عادية ونصفية ملونة كملاحق الرياضة والملاحق الثقافية والشبابية والمدارس والجامعات وبيان الكتب وملاحق خاصة بالسيارات وغيرها. وهكذا شهدت صحف الامارات تطورات متلاحقة في جميع النواحي حتى غدت اليوم تفرض وجودها وتحتل مكانة مرموقة بين الصحف العربية, وهي تسعى بشكل حثيث لمواكبة العصر وتطوراته في جميع المجالات بعد ان توفرت لها الامكانات المطلوبة والخبرة والكفاءة المهنية على مدى السنوات الماضية مما يؤهلها لتأدية الدور المطلوب منها على المستوى الوطني والقومي والانساني بشكل عام في عصر اصبح للصحافة فيه صوت مسموع ودور لا يستهان به وضمير تجد الشعوب فيه ملاذا عندما يستبد بها الخوف أو يعتصرها الألم. المجلات في الامارات تقدم القول ان تاريخ الصحافة المقروءة في الامارات قد بدأ بصدور مجلة (أخبار دبي) عام 1965 التي ظلت تصدر دون انقطاع حتى عام 1980, حيث تم ايقافها من قبل حكومة دبي لتصدر بدلا عنها صحيفة (البيان) اليومية. وقد صدر في دولة الامارات العربية المتحدة الكثير من المجلات والدوريات غير ان اغلبها كان اما نشرات علاقات عامة صادرة عن شركة أو ادارة علاقات عامة بإحدى الوزارات أو الهيئات أو دوريات صادرة عن اندية رياضية أو جمعيات نسائية أو ذات نفع عام. ومن هذه المجلات نورد المجموعة التالية على سبيل المثال لا الحصر: - (رأس الخيمة) الصادرة عن دائرة الاعلام والسياحة برأس الخيمة سنة 1969. - (أخبار البترول) الصادرة عن وزارة البترول والثروة المعدنية بأبوظبي عام 1970. - (الشرطة والأمن العام) الصادرة عن وزارة الداخلية عام 1970. - (أبوظبي) الصادرة عن غرفة تجارة وصناعة أبوظبي عام 1971. - (الأهلي) الصادرة عن النادي الأهلي بدبي عام 1972. - (العهد الجديد) الصادرة عن الجمعية النسائية بأم القيوين عام 1973. - (الشباب) الصادرة عن نادي الشباب بدبي عام 1974. - (الفريدة) الصادرة عن نادي ابوظبي السياحي عام 1976. - (الاعمار) الصادرة عن وزارة الاشغال عام 1980. ورغم تبعية هذه المجلات لبعض الوزارات والهيئات والجمعيات النسائية والأهلية والاندية الرياضية الا ان بعضها لم يكن مختصا بنشاط الهيئة او الجهة التي يصدر عنها بل يأخذ طابع المجلة العادية ذات الاتجاه المحدد فمجلة (الاهلي) على سبيل المثال رغم انها كانت تصدر عن ناد رياضي هو النادي الاهلي بدبي الا انها اخذت طابعا اجتماعيا ثقافيا في بداية صدورها ثم اخذت بعد ذلك طابعا سياسيا وطنيا بتركيزها على قضايا الوطن وهمومه وبرزت من خلالها اقلام وطنية واصلت عطاءها بعد توقف المجلة عن الصدور وما زالت تعطي من خلال الصحف المحلية ومنابر الاعلام المختلفة. وبالاضافة الى هذه المجلات والدوريات التي صدرت على النحو الذي تقدم فقد صدرت مجلات اخرى مستقلة او تابعة لمؤسسات صحفية نذكر منها على سبيل المثال: مجلة (الشروق) وقد ظهرت في مرحلة الصدور الاولى في يونيو 1970 واستمرت حتى مايو 1971 ثم توقفت وعادت مرة اخرى للصدور في 9 ابريل 1992 مجلة سياسية اسبوعية تصدر صباح كل خميس. وظلت كذلك حتى العدد الصادر يوم 8 سبتمبر 1994, عندما تحول الصدور الاسبوعي من يوم الخميس الى يوم الاثنين اعتبارا من 19 سبتمبر 1994 ضمن سلسلة من الاجراءات الهدف منها تنشيط التوزيع شملت تغيير موعد الصدور لابقائها أطول فترة من ايام الاسبوع في الاسواق الى جانب تعيين مدير تحرير جديد لها واحداث تحول في سياستها التحريرية من خلال نشر موضوعات جماهيرية غير جامدة في مادتها التي كان يغلب عليها الطابع السياسي اضافة الى زيادة جرعة المنوعات والموضوعات الخفيفة, وتصدر مجلة (الشروق) عن (دار الخليج) للصحافة بالشارقة. مجلة (زهرة الخليج) وتصدر عن (مؤسسة الامارات للاعلام) , وقد كان صدورها في البداية عن مؤسسة (الاتحاد) للصحافة والنشر, حيث كان عددها التجريبي في مارس 1979 ثم بدأت في الاصدار الاسبوعي الثابت كل سبت منذ 31 مارس ,1979 وكانت الترويسة تعرفها بأنها مجلة نسائية اسبوعية للخليج والوطن العربي. ويقوم خطها التحريري على تغطية واقع المرأة الخليجية والعربية لا المرأة في دولة الامارات فقط. وقد مزجت المجلة قضايا المرأة الخليجية المحلية بعرض نماذج من واقع المرأة في العالم الخارجي بحيث اصبحت نافذة على الحياة النسائىة في الدول المتحضرة وبذلك اسهمت بقدر كبير في مساعدة الجيل الجديد من نساء الخليج في تحقيق رغباتهن وتلبية احتياجاتهن من الشؤون النسائية ولوازم الحياة الحديثة التي تتطلع اليها بنت الخليج بعد استقرار الحياة الاقتصادية في البلاد, كما اصبحت مرآة صافية ترى فيها كل امرأة وفتاة خليجية صورتها الحالية وصورتها كما يجب ان تكون. وقد ادت هذه السياسة مع التطوير المتلاحق في المجلة الى زيادة توزيعها بشكل سريع ومتنام. مجلة (الرياضة والشباب) وتصدر عن مؤسسة (البيان) للصحافة والطباعة والنشر, وقد جاء ظهورها عقب اصدار (البيان) بثمانية اشهر على شكل ملحق رياضي ملون بقطع (التابلويد) توزع مع صحيفة (البيان) صباح كل سبت وذلك اعتبارا من ديسمبر ,1980 ثم تطور الملحق ليتحول الى نشرة في قطع المجلة لتلبي حاجة اوجه النشاط الرياضي اسبوعيا, وصدر عددها الاول في 25 مارس 1981. وفي مايو 1986 بدأ الاعداد لانتقال المجلة الى مرحلة اخرى جديدة تخاطب شرائح مختلفة من القراء بدلا من اقتصارها على جمهور الرياضة وكرة القدم تحديدا, وذلك بهدف توسيع قاعدة التوزيع وتلبية اهتمامات الشباب بمفهومها الشامل وصدر بالفعل العدد (268) في 10 يونيو 1986 حاملا بدايات التغيير حيث تنوعت موضوعاته بين الفن والعلم والرياضة والشباب. ومنذ عام 1990 حدث تغير آخر عندما دخلت المجلة مرحلة جديدة حيث زادت جرعة التنوع وانحسرت الصفحات المخصصة للرياضة لتحل محلها ابواب للصحة والجمال والديكور والاسرة وعموم الفن والطب والادب واهتمت بشكل ملحوظ بالموضوعات الاجتماعية والعلاقات الاسرية والزوجية وزادت من أبواب الثقافة والمعرفة والترفيه والتسلية. مجلة (ماجد) لما كان الطفل هو عماد الثروة البشرية كانت صحافة الطفل هي الوعاء الذي يتربى فيه الطفل وتكتمل شخصيته طبقا لاحتياجات البلاد من قادة المستقبل وعدة الايام, ومن هنا شهدت صحافة الامارات صحافة طفلية ناضجة تضاهي صحافة الاطفال في الدول المكتملة اعلاميا بالرغم من تأخر ظهور تلك الصحافة عن غيرها في اجزاء الوطن العربي الاخرى. وقد صدر العدد الاول من (ماجد) عن مؤسسة (الاتحاد) للصحافة والنشر التي اصبحت بعد ذلك مؤسسة (الامارات) للاعلام بتاريخ 28 فبراير ,1979 وعرفتها الدار عند اصدارها بأنها (مجلة كل الاولاد والبنات) وصورت (ماجد) في رسم طفل دائم يعبر عن المجلة في ملابس وطنية لابناء الامارات ويرمز دائما للمجلة. وقد وزعت (ماجد) في جميع انحاء الوطن العربي واصبحت صديقا للكثير من الاطفال العرب من الخليج العربي الى المحيط الاطلسي, ويعود انتشار المجلة الى حسن اختيار مادة التحرير بها حيث تعبر عن البيئة العربية وتنبع من الثقافة السائدة في الاجزاء المختلفة من وطننا العربي, والمرتكزة على التراث الاسلامي مع الحرص على البعد عن التقاليد الغريبة عن تقاليد العرب ونشر كل ما هو نابع عن هذه التقاليد والقيم العربية الاصيلة, الامر الذي يجعل اولياء الامور مطمئنين على عقول ابنائهم وهم يتلقون المعرفة والثقافة من خلال هذه المجلة. ومع وجود العديد من المجلات التي يغلب عليها طابع التنوع في دولة الامارات والتي ذكرنا عددا منها ونضيف اليها (كل الاسرة) و(درة الامارات) فان الساحة مازالت تشهد كل فترة اصدارات جديدة, وكان أحدثها مجلة (الصدى) التي صدرت في دبي يوم الاحد 4 ابريل 1999 وحملت ترويستها تعريف (مجلة العائلة العربية الاسبوعية) وهي مجلة منوعة تعنى بالمجتمع والفن والادب وتركز بشكل خاص على الادب الشعبي كما تهتم بالعلوم وتصدر في حوالي 196 صفحة. وعلى الابواب الآن صدور مجلة جديدة هي (المرأة اليوم) وواضح من اسمها انها ستأخذ خط (زهرة الخليج) و(درة الامارات) خاصة وانها ستصدر عن الاتحاد النسائي بالدولة. خاتمة تلك لمحة سريعة عن صحافة الامارات منذ البدايات البدائية الاولى في الثلاثينات وحتى اليوم حيث يلفظ القرن العشرون انفاسه الاخيرة, وهي فترة شهدت فيها الساحة الصحفية في الامارات مراحل مختلفة لعبت فيها الصحافة الاماراتية دورا كبيرا ساند فكرة قيام الاتحاد وظهور هذا الكيان الوحدوي العربي الذي سجل نجاحا لم يسبقه اليه اي تجمع وحدوي عربي في الماضي والحاضر, ومثلما ساندت الصحافة فكرة الاتحاد وتحمست لها فقد وقفت الدولة دائما مساندة للصحافة بالدعم المادي والمعنوي وبافساح مساحة كبيرة من الحرية المسؤولة تمارس من خلالها الصحف والمجلات دورها في الدفع بعملية التنمية مركزة على النواحي الايجابية دون التواني عن تسليط الضوء على النواحي السلبية كي يتم تصحيح مسار الانطلاقة الحضارية التي شهدتها هذه البقعة من العالم العربي خلال فترة زمنية قياسية. ولعل وجود قيادة سياسية واعية وحكيمة كقيادة صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان واخيه المرحوم صاحب السمو الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم ثم صاحب السمو الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم, واخوانهم اعضاء المجلس الاعلى حكام الامارات , لعل وجود قيادة كهذه القيادة توجه المسيرة في الدولة بما عرف عنها من اخلاص والتحام مع الشعب وحرص على مصالحه كان الدافع الاكبر والعامل الاول الذي اتاح للصحافة ان تلعب دورا واعيا واكب المسيرة واستطاع ان يتفاعل مع كل مرحلة من مراحلها. وحرصت الصحف والمجلات في ظل المنافسة التي فرضت نفسها عليها ان تواكب احدث تقنيات الطباعة ومدارس الاخراج وان تطور سياساتها التحريرية كي تكون لسان القارئ وعينه واذنه لتغدو في فترة زمنية وجيزة واحدة من ابرز الاصدارات في العالم العربي, وان تتفوق على الكثير منها رغم فارق الخبرة وتاريخ الاصدار, الامر الذي يرسم صورة مشرقة لمستقبل الصحافة في الامارات ونحن نستقبل الالفية الثالثة من عمر البشرية. استدراك لابد منه هناك بعض الملاحظات والنقاط التي أرى من الضروري الاشارة اليها حتى تكتمل الصورة لمن يطلع على هذا البحث أردت تسجيلها من باب الامانة العلمية وهي كالتالي: * الكتب والمراجع التي تؤرخ للصحافة في الامارات قليلة, وقد اعتمدت في جمع هذه المعلومات على كتب ثلاثة هي: ـ وسائل الاعلام في دولة الامارات العربية المتحدة, تأليف: عبدالله النويس, الطبعة الاولى اكتوبر 1984. ـ صحافة الامارات, النشأة والتطور الفني والتاريخي, تأليف: احمد نفادي, الطبعة الاولى 1996. ـ الامارات في ذاكرة ابنائها, تأليف: عبدالله عبدالرحمن, الطبعة الاولى 1998. وهي كتب اجتهد مؤلفوها في جمع مادتها مما توفر لهم من ارشيف الصحف والمجلات, ومن خلال البحث الميداني, ثم من افواه بعض الذين عاصروا بدايات الصحافة في الامارات أو اسهموا في هذه البدايات. ويلاحظ عليها وان كان لا ينقص منها ان اللاحق منها اعتمد على السابق حتى بدت احيانا كأنها نسخة واحدة, كما ان هناك عدم اتساق في بعض المعلومات الواردة فيها وربما في معلومات الكتاب الواحد, الامر الذي يجعلني اتمنى ان يتوفر لصحافة الامارات من يقوم بالتوفيق بين مختلف الروايات وتمحيصها واستيفاء ما غاب من جوانب عن الباحثين الثلاثة وان كان هذا لا يقلل من جهدهم ولا ينزع عنهم رداء الريادة في البحث والتوثيق والتأليف عن صحافة الامارات. * ينقص هذه الدراسة جزء مهم عن الصحافة الناطقة بغير اللغة العربية في الامارات, حيث تصدر الآن ثلاث صحف يومية باللغة الانجليزية هي: (خليج تايمز) , و(جلف نيوز) , و(جلف توداي) , وقد توقفت جريدة رابعة هي (امارات نيوز) , واعزو هذا النقص إلى عدم وجود دراسة أو بحث موثق عن هذا الجانب المهم في صحافة الامارات, خاصة وانها تتوجه بالخطاب الاعلامي إلى قطاع كبير من القراء من الجنسيات غير العربية المقيمة في الامارات في ضوء ما نعرفه جميعا عن التركيبة السكانية لمجتمع الامارات. * عرفت الامارات الصحف على يد دول عربية واجنبية, فقد كانت الصحف المصرية اول صحف اتت إلى البلاد مع السفن المارة بها بعد افتتاح قناة السويس عام 1869م, كما اتت صحف اخرى من بلاد الشام بعد انشاء الخط الصحراوي بين دمشق وبغداد عام 1924م, وتردد اهل الفكر من ابناء العراق وسوريا ومصر على امارات الساحل مثل الشيخ رشيد رضا وعبدالعزيز الثعالبي, وارتباط اهل الثراء والكفاح بمدينة بومباي الهندية حيث كانت محط انظار مفكري ابناء الخليج وقادة الرأي فيهم ومسكنا لبعض كبار التجار العرب. * من الكتابات الاولى لكتاب من الامارات ما نشرته مجلة (المنار) عام ,1928 للاديب مبارك بن سيف الناخي عن دجال هندي وصل إلى الامارات لينشر البدع والضلالات, وكذلك الرسالة التي ارسلها (أحمد حسن) من دبي إلى الشيخ رضا صاحب (المنار) حول اختلاف الناس بين مؤيد لقراءة الجرائد والمجلات الاسبوعية ومعارض لها يرى الانصراف إلى مطالعة كتب السنة والتفسير والفقه, ورد الشيخ رشيد رضا على رسالته. كذلك ما كتبه سالم بن علي العويس في مجلة (الشورى) واحمد بن سلطان بن سليم في مجلة (الشباب) المصرية التي كان يصدرها محمد علي طاهر, وكتابات الدكتور احمد امين المدني في مجلة (الآداب) البيروتية في الخمسينات و(فتي العراق) و(القبس) و(الزمان) و(الاهالي) العراقية, و(الرسالة) و(الاديب) ومجلة (الشعر) المصرية, ومجلة (الفكر) التونسية, ومجلة (الضاد) السورية, كما كتب احمد بن علي العويس في مجلتي (الرسالة) المصرية و(صوت البحرين) . * بداية ظهور الصحافة في الامارات وان كان بشكل بدائي لا يتعدى شكل صحف الحائط أو المنشورات هي اواخر العشرينات واوائل الثلاثينات من هذا القرن على اختلاف بسيط بين مؤلفي الكتب الثلاثة لم يحسمه اي منهم بشكل قاطع, لكون مصادر المعلومات لديهم شفهية غير موثقة, فهي صادرة عن روايات اشخاص ربما لم تسعفهم الذاكرة في تحديد تواريخها بشكل قاطع, ولذلك فربما دفعتني طرافة الموضوع أو الحبكة الصحفية أو براعة الاستهلال التي يدعو لها ارباب اللغة والادب إلى اختيار تلك البداية لنشأة الصحافة في الامارات فلعلها تكون متفردة بين قريناتها في منطقة الخليج والمنطقة العربية.

Email