لعبت دورا كبيرا في دعم الاتحاد والتنمية والقضايا العربية، مسيرة الصحافة في دولة الامارات العربية المتحدة(1من2)، بقلم علي عبيد

ت + ت - الحجم الطبيعي

نستطيع القول ان مصبح بن عبيد الظاهري كان اول من مارس مهنة الصحافة في الامارات وذلك في مطلع الثلاثينات من هذا القرن, وذلك من خلال دكان صغير كان يمتلكه في مدينة العين التابعة لامارة أبوظبي, ومن هذا المحل الذي كان يقدم المشروبات ويبيع(النخي)وهو الحمص المسلوق الذي يؤكل للتسلية انطلقت اول صحيفة في الامارات وحملت اسم (النخي) وكان يكتب اخبارها بنفسه على ورق الاكياس, ويتطوع لقراءة تلك الصحيفة لمن لا يجيد القراءة والكتابة. وقد اعتبر ذلك نوعا من الصحافة الشعبية البدائية حيث كان الناس يجتمعون في الصباح الباكر حول مقهى شعبي في وسط مدينة العين, ومن خلال حواراتهم وتبادل النقاش تتولد الاخبار فيأخذها نقلا عنهم ثم يعود إلى بيته في المغرب ليكتب هذه الاخبار على ورق الكرتون, وفي صباح اليوم التالي يعلق هذه الصفحات امام دكانه, ومن يشتري (النخي) يقرأ الاخبار في محاولة منه لترويج تجارته التي اصابها الكساد في ذلك الوقت بعد منتصف عشرينات هذا القرن. ومن اكياس الورق التي يضع التسالي فيها قفزت إلى ذهنه فكرة ان يكتب تحياته على هذه الاوراق لكل من يشتري بضاعته, ثم تطورت إلى السؤال عن الاهل والاولاد, ثم ضمنها اخبار الحوادث وجرائم قطاع الطرق واخبار الاعراس والمواليد والوفيات, وكان ينظم الاخبار في موقعها حسب اهميتها, فاخبار الحاكم اولا ثم اخبار القبائل بالاضافة إلى احصائية يومية بعدد القادمين والمغادرين من مدينة العين واليها. ويذكر ان اهم خبر نشرته (النخي) كان عن ماكينة للري اشتراها الحاكم الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان, وهو الجد الاكبر لآل نهيان حكام أبوظبي في بداية الثلاثينات وكانت صيغة الخبر كالتالي: (أفادت الانباء ان ذهن الانسان لم يتوقف عند شيء فهو في جديد دائما, وقد علمنا ان سمو الشيخ خليفة بن زايد اشترى ماكينة للري ترج الارض رجا, وتعج الماء عجا, لها ازيز الريح, وخرير المطر, تنتفض كأنها زلزال لا يطاق فتفجر الارض عيونا وينابيع), وقد اثار هذا الخبر فضول المواطنين الذين تجمعوا حول القصر اياما يشاهدون الماكينة وهي تعمل. وكانت هذه الصحيفة تبدأ باسم الله الرحمن الرحيم ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم, وبعدها الاخبار, وفي زوايا صغيرة مرسومة بطريقة جميلة كانت تنشر ابيات الشعر والمقامات الادبية, وكان معظم الشعر المنشور في الغزل والفخر, وقد كتب مصبح بن عبيد الظاهري في ذلك الوقت ينتقد الاوضاع السياسية في منطقة الخليج, ولكنه تحسبا من الدخول في مشاكل بسبب تطرقه إلى القضايا السياسية بعد ان نقلت احدى صحف البحرين ما كتبه قرر اغلاق صحيفته والتفرغ لتجارته, ولعل ذلك يؤكد ان الصحافة الاهلية عرفت في الامارات قبل الصحافة الرسمية الحكومية. محاولات مبكرة كما شهد عام 1933م محاولة اخرى حينما اصدر بعض الشباب من دبي والشارقة نشرة يومية كان يكتبها باليد بعض شباب الامارات بمعاونة مجموعة من شباب البحرين وسموها (صوت العصافير) . وكانت هذه النشرة تنتقد الاوضاع المحلية بأسلوب لاذع, وكانت تصدر كمنشور سري في دبي والشارقة ايام وجود الضابط السياسي البريطاني, وتهاجم التدخل الاجنبي الذي كان يعمل على تثبيت اقدامه في الشارقة عام 1938 حيث القاعدة الجوية البريطانية, وكانت تركز الهجوم على الضابط السياسي البريطاني في الامارات ابان فترة الحماية التي دامت اكثر من قرن حيث شهدت تلك الفترة توزيع منشورات تكتب باليد وتلصق ليلا على الجدران في الشوارع والاسواق, وكان لهذه المنشورات دور كبير في ايقاظ وعي الجماهير لتعرف الامارات بعد ذلك بنحو ثلاثين عاما الصحافة الاخبارية. وكان من كتاب هذه النشرة ابراهيم المدفع وحسن المدفع وحنظل صالح وعلي محمد الشرفا, بالاضافة إلى عبدالله الصانع من الكويت وعبدالرحمن المعاودة من البحرين, ولم تكن هذه المحاولة الصحفية منتظمة بل كانت تصدر بصورة غير منتظمة, وكانت تقابلها محاولات من دار المعتمدية البريطانية للرد عليها حيث كان جاسم الكضماوي ممثل دار الاعتماد يصدر نشرة اخرى تكتب باليد أو بالآلة الكاتبة يرد فيها على مقالات (صوت العصافير) وكانت هذه النشرة تعلق في المكان نفسه. كما صدرت في الشارقة عام 1927 صحيفة باسم (عمان) تتكون من صفحتين اصدرها ابراهيم محمد المدفع في خمس نسخ يتم تداولها بين الاصدقاء في الفريج وتوزع ايضا على بعض الشخصيات ممن يعرفون القراءة, وكانت مادتها تجمع من الصحف التي تصلهم في ذلك الوقت من مصر والعراق والكويت والتي عادة ما كانت تصل متأخرة اكثر من شهر حيث يقوم بتدوين الاخبار المهمة ويكتب بعض الاشعار بالاضافة إلى اخبار البلد واسعار السلع والمناظر المؤذية وحكايات عن البدو ومواضيع اخرى. كما كتب محرر و(عمان) موضوعات سياسية عن الاوضاع الراهنة وكفاح عمر المختار والاحوال في فلسطين, وشارك في هذه الصحيفة ادباء وشعراء من المنطقة, وكانت تصدر مرتين شهريا, واستمرت لفترة تقارب السنة. ويذكر المؤرخ عمران العويس ان عام 1961 شهد صدور نشرة اخرى تسمى (الديار) وكانت تعنى بمعالجة القضايا المهمة, وتدعو للتعاون ونشر العلم, وقد اصدرها حميد بن ناصر العويس وعبدالله بن سالم العمران وعلي محمد الشرفا وكانت تطبع وتنسخ على الاستنسل. فضل دبي يعود فضل السبق في مضمار الصحافة المقروءة إلى دبي اذ صدرت بها اول دورية على شكل نشرة (تابلويد) من صفحتين يسجل عليهما التقرير الشهري عن بلدية دبي واخبار المناقصات, ثم توسعت بعد ذلك قليلا واصبحت تهتم اضافة إلى اخبار البلدية بأهم اخبار الامارة والحاكم الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم والمراسيم التي يصدرها, وقد عرفت هذه النشرة باسم (اخبار دبي) , وظلت تصدر اسبوعية منذ 16 يناير 1965 يوم الاثنين لتحول بعد ذلك إلى الخميس ابتداء من السنة الثامنة عام 1973. وقد ساعد انشاء دائرة للاعلام تابعة لبلدية دبي على تطوير وضع النشرة التي تحولت إلى مجلة اسبوعية منتظمة الصدور كل سبت, وكانت تطبع بدبي وتوزع 8500 نسخة في داخل الامارات وخارجها وكانت تهتم بالاخبار والاحداث العربية والعالمية المهمة في ذلك الوقت, كما اهتمت بالموضوعات الجماهيرية واثارت قضايا سياسية واجتماعية بجرأة واضحة, حتى انها كانت تنتقد انشطة البلدية احيانا وتناقش حالة الطرق والخدمات في الامارة, ويسجل لها انها اول من ادخل الالوان إلى مجال الصحافة في الامارات. وفي مارس 1980 اصدرت حكومة دبي مرسوما بتعطيل المجلة حتى يمكن اصدار (البيان) جريدة يومية بترخيص مجلة (اخبار دبي) الاسبوعية, وعادت مجلة (اخبار دبي) الاسبوعية منذ ذلك التاريخ من جديد لتتحول إلى نشرة داخلية تصدر في البلدية وتحمل تقارير الاقسام المختلفة مع تغطية محدودة لمشاريع البلدية, واستمرت لمدة ثلاثة اشهر فقط توقفت بعدها نهائيا. وفي دبي ايضا خرجت للوجود اول جريدة رسمية في الامارات عام 1966 وكانت تشبه إلى حد كبير (الوقائع المصرية) واختصت بنشر قرارات الحكومة واعلاناتها الرسمية عن القوانين والمعاملات البنكية واخبار الحركة الملاحية في البحر والجو لوجود ميناء دبي ومطارها الجوي. هذه لمحة عن البدايات الاولى للصحافة في دولة الامارات منذ اوائل الثلاثينات وحتى اواخر الستينات التي شهدت الصحافة بعدها تحولا نوعيا وكميا تمثل في اصدار الصحف اليومية, وقد تزامن ذلك مع قيام دولة الاتحاد والنهضة الشاملة التي شهدتها الامارات في مختلف المجالات. خصوصية اماراتية لقد أثرت التركيبة السكانية لمجتمع دولة الامارات وارتفاع نسبة الوافدين فيها بشكل أساسي في الرسالة الاعلامية وتنوع مضمونها ووسائلها لتناسب التعدد في خصائص مستقبل هذه الرسالة. وقد جمعت صحافة الامارات عدة سمات أعطتها خصوصية بين الصحافة الخليجية, وهي السمات التي رسمتها طبيعة المجتمع الاماراتي وظروفه. وتعود ملكية الصحف في الامارات الى القطاع الأهلي الخاص باستثناء صحيفتي (الاتحاد) و(البيان) , فـ (الاتحاد) صحيفة اتحادية كما جاء في مرسوم الترخيص باصدارها وهي تصدر حاليا عن مؤسسة الامارات للاعلام التي يرأس مجلس ادارتها سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الاعلام والثقافة. اما (البيان) فهي صحيفة تشرف عليها وتمولها حكومة دبي. أما صحف (الخليج, و(الوحدة) و(الفجر) والصحف التي تصدر باللغة الانجليزية وهي (الخليج تايمز) و(الجلف نيوز) و(الجلف توداي) فجميعها صحف خاصة تتبع القطاع الأهلي. وفيما يلي عرض لنشأة وتطور الصحف اليومية في الامارات. 1 ـ صحيفة (الاتحاد) تعد صحيفة الاتحاد أول دورية يومية تصدر في الامارات. وقد صدرت في أول الأمر اسبوعية رسمية وكان صدور العدد الاول منها يوم الاثنين 20 اكتوبر 1969, وتزامن صدورها مع الجهود التي كانت تبذل لاقامة نوع من الاتحاد بين امارات ساحل عمان السبع إضافة الى قطر والبحرين, وكان صدور العدد الأول قبل يوم واحد من وصول حكام الامارات إلى مدينة ابوظبي لعقد اجتماعهم الخامس من اجل بحث اسس قيام الاتحاد المنشود لتبدأ (الاتحاد) صحيفة اسبوعية في 12 صفحة بالقطع النصفي (التابلويد) وكانت تتبع دائرة الاعلام التي تحولت بعد ذلك إلى وزارة الاعلام وتولى رئاستها معالي الشيخ أحمد بن حامد وتشكل مجلس تحريرها من بعض العاملين بالدائرة. وقد تغير بعد ذلك موعد صدور (الاتحاد) إلى يوم الخميس من كل اسبوع اعتبارا من 30 اكتوبر 1969 وقد طبع من العدد الاول 500 نسخة ارتفعت الى 1000 نسخة, ثم 5500 نسخة, وكانت توزع مجانا مما كان يضفي عليها الصفة الرسمية. كانت المادة الصحفية ترسل بالبريد الى بيروت لتطبع هناك في المطبعة التجارية والصناعية وتعاد النسخ الى أبوظبي ثانية إلى أن تولت مطبعة أهلية في مدينة زايد القديمة بأبوظبي اسمها (نيتكو) مسؤولية طباعتها في اواخر عام 1970م. وفي نهاية عام 1971 خاضت (الاتحاد) تجربة مهمة يمكن النظر اليها على أنها البداية الحقيقية للصحافة اليومية الحديثة حيث صدرت الاتحاد ولعدة ايام متتالية مع اعلان قيام دولة الامارات العربية المتحدة بطريقة الجمع اليدوي للرصاص (لينوتيب) من مطبعة أهلية اخرى هي (مطبعة بن دسمال) بعد أن اشترى صاحبها بهذه المناسبة ماكينة لطبع هذه الصحيفة بالقطع العادي (ستاندر) وكان قد أحضرها خصيصا من الخارج لهذا الغرض, لتنتقل اليها طباعة صحيفة (الاتحاد) لصغر حجم ماكينة الطبع في (نيتكو) وكانت قد سبقت هذه الخطوة محاولة للاصدار اليومي حيث صدرت (الاتحاد) ولمدة اسبوعين بصورة يومية وذلك اثناء الاحتفالات بالذكرى الخامسة لتولي صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مقاليد الحكم في امارة ابوظبي في 6 اغسطس 1971. وفي 22 ابريل عام 1972 صدرت صحيفة (الاتحاد) بصفة يومية حيث ظلت لعدة سنوات هي الصحيفة اليومية الوحيدة في الامارات بعد ان توقفت جريدة (الخليج) التي تصدر في الشارقة عن الصدور من عام 1972 حتى عام 1980. وفي عام 1981 دخلت صحيفة (الاتحاد) تجربة جديدة في المنطقة العربية تمثلت في انشاء مطبعة ثانية في دبي تنقل اليها المادة الصحفية كل يوم بعد اعدادها وتوضيب صفحات الجريدة اخراجيا عن طريق استخدام شبكة الميكروويف لطباعة اعداد الصحيفة في الوقت نفسه الذي كانت تتم فيه عملية الطباعة في أبوظبي وذلك من اجل التغلب على مشكلة النقل والمواصلات والتأخير في وصول النسخ الى الامارات الشمالية التي تبعد عن مقر الصحيفة في ابوظبي مابين 180 و350 كيلو مترا. وكانت صحيفة الاتحاد بذلك اول صحيفة عربية تستخدم هذه التكنولوجيا العصرية لنقل وطباعة جريدة عربية داخل المنطقة بعد ان طبقت بعض الصحف والمجلات الامريكية والاوروبية الاسلوب نفسه لطباعة العديد من هذه الصحف في العواصم الاوروبية كما سبق ان استخدمته ايضا صحيفة (زازفستيا) السوفييتية و(أساهي) اليابانية. واستمرت المطبعة تقوم بهذه المهمة حتى توقفت عام 1989 بعد ان زادت صفحات الجريدة الى 24 صفحة واصبحت امكانات هذه المطبعة لاتستوعب هذه الزيادة اضافة الى ارتفاع نفقات الانتاج باستخدام تقنيات حديثة مكلفة ولتشغيل مطبعتين للصحيفة يوميا. وكما تقدم فان صحيفة (الاتحاد) قد صدرت في البداية عن دائرة الاعلام والسياحة في أبوظبي, وبعد قيام الدولة وانشاء وزارة الاعلام أصبحت الجريدة تتبع ادارة المطبوعات بالوزارة ثم صدر المرسوم الاتحادي رقم 25 لسنة 1977 بانشاء مؤسسة الاتحاد للصحافة والنشر, ثم تم انشاء مؤسسة الامارات للاعلام التي ضمت صحيفة الاتحاد واذاعة وتلفزيون الامارات من أبوظبي وصدر بها القانون الاتحادي رقم (5) لعام 1999 في شهر يناير. 2 ـ صحيفة (الخليج) صدرت صحيفة الخليج في امارة الشارقة بتاريخ 19 اكتوبر 1970م على يد الاخوين تريم وعبدالله عمران, وتعد (الخليج) أول صحيفة يومية في الامارات إذ أن (الاتحاد) كما تقدم صدرت في البداية اسبوعية ثم تحولت الى يومية عام 1972. وقد صدرت الصحيفة وسط أجواء سياسية تموج بالاحداث المهمة حيث كانت فكرة الاتحاد التساعي مطروحة وكان الفكر القومي الوحدوي يخوض معركة الدفاع عن النفس بعد نكبة عام 1967, ومن هنا نظر اليها الشباب الخليجي المثقف كسياج لآماله واحلامه الوطنية والقومية. وكانت الصحيفة تحرر في امارة الشارقة ثم ترسل المادة التحريرية الى دولة الكويت لتجمع وتطبع هناك في مؤسسة المرزوق للصحافة والنشر الامر الذي اتاح لها استغلال العناصر (التبوغرافية) المتوفرة في مطابع المؤسسة لابراز المادة التحريرية واخراجها على النحو الذي رسم لها شخصية مميزة عن الصحف الاخرى في الامارات مثل: موضع الترويسة ولافتة الرأس بالصفحة الاولى وموتيف اللافتة في الصفحات الداخلية التي اتخذت الرسم لحروف مفردة (ال خ ل ي ج) مع التظليل للايحاء بالبعد الثالث لمنظور الرسم وكأنه مجسم لكل حرف, كما كان لذلك اثر ايضا في مادة التحرير وتبويبها, اذ نجدها تهتم بشؤون المرأة والطفل والرياضة. وقد ساعد وجود رحلات طيران شبه يومية تقوم بها الخطوط الجوية الكويتية الى دبي على وصول الصحف في يوم صدورها الى الشارقة.. وقد أثارت الصحيفة آنذاك غضب شاه ايران كما اثارت غضب المعتمد البريطاني في الشارقة الذي صادرها ومنع توزيعها اكثر من مرة, ولذلك فقد صادفت الصحيفة صعوبات سياسية وتعرضت للايقاف والمصادرة اكثر من 24 مرة سواء في الكويت أو الامارات من قبل المعتمد البريطاني مما ادى الى عدم انتظامها في السوق, ولذلك فانها لم تستمر طويلا اذ تضافرت عوامل فنية ومحلية واقليمية الى جانب بعض الديون المستحقة عليها لصالح المؤسسة التي كانت تطبعها مع ضعف الامكانات مما ادى الى توقفها عن الصدور بعد العدد رقم (375) في يوم الثلاثاء 29/2/1972. وبعد ثماني سنوات من التوقف بدأ الاعداد عام 1979 لاستئناف الصدور وبالفعل عادت صحيفة (الخليج) مرة اخرى للصدور في 5 ابريل عام 1980 في مطابعها الخاصة بالشارقة, وتولى الادارة والاشراف عليها تريم وعبدالله عمران بينما تولى راشد عمران تريم رئاسة التحرير وزاد عدد صفحاتها من ثماني في اصدارها الاول الى 24 صفحة, ولم تتغير سياسة الصحيفة بل مضت في خطها الوطني القومي, وقد ادت معالجتها الساخنة لعدد من القضايا السياسية المحلية والعربية والاقليمية الى دخولها في متاعب وخلافات حادة مع السفارات والانظمة والمؤسسات السياسية. ويلاحظ المتتبع لصحيفة (الخليج) خلال مرحلتي الصدور الاول والثاني ثبات التبويب والمضمون والشكل الذي تقدم به المادة في الصحيفة مع بعض الاضافات, كزيادة عدد الصفحات وادخال عنصر الالوان واصدار بعض الصفحات والملاحق, وقد اوجدت الملكية الاهلية للصحيفة بعض الملامح الخاصة والمميزة للسياسة التحريرية مما جعلها تختلف عن الصحف المحلية الاخرى في كيفية معالجة المادة الصحفية المقدمة للقارىء واسلوب عرضها. وقد مرت (الخليج) بمرحلتين حددتا هذه الملامح, كانت الاولى خلال فترة الصدور الاولى وهي مرحلة الترتيب والتأصيل وتثبيت جهاز التحرير والبحث عن لغة مشتركة يتحدث بها كل المنتمين لهذا الجهاز على الرغم من اختلاف جنسياتهم وانتماءاتهم الفكرية, فكانت مرحلة تتسم بالخطابة والهواية وعدم التخصص او الاحتراف, وفي فترة الصدور الثانية كانت مرحلة التميز وتكوين الشخصية الخاصة واستطاعت صحيفة (الخليج) ان تخلق خطابها الخاص مع القارىء وان كانت احتياجات القارىء قد تغيرت في هذه المرحلة مقارنة بالفترة الاولى للصدور نظرا لتغير الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية. 3ـ صحيفة (الوحدة) صدر العدد الاول من جريدة (الوحدة) في 6 اغسطس 1973, وكانت دوريتها اسبوعية في اول الامر ثم بعد شهرين تحولت الى يومية ويملك (الوحدة) ويرأس تحريرها راشد بن عويضة, وخرجت اول الامر في حجم نصفي 48*35 سم ثم تحولت الى الحجم العادي في منتصف 1975 وزاد عدد صفحاتها من ثماني صفحات في نهاية عام 1981 الى 16 صفحة, وكان مقر اصدارها مدينة ابوظبي. ويلاحظ عدم استقرار سياستها التحريرية وفن الاخراج بها لعدم وجود خطة اعلامية ثابتة, وللتغيير الدائم للقائمين على تحرير الموضوعات بها رغم ان صاحبها قد عرفها بأنها يومية سياسية مستقلة مثلها مثل صحيفة (الخليج) تماما في التعريف بها ايضا. 4ـ صحيفة (صوت الامة) صدر العدد الاول منها يوم السبت 8 مارس 1975 اسبوعية, وتحولت بعد ثلاث سنوات لتصدر يوميا, وطبعت على ورق صحف بحجم نصفي وعدد صفحات غير ثابت ومادة تحريرية مضطربة, وبلا خط سياسي محدد واخراج مشوه لتضارب العناصر (التبوغرافية) ما بين حروف غير متناسقة الابناط ورسوم وصور في اماكن غريبة عن مواقعها المناسبة. وكان من الطبيعي ان تتعثر في الصدور ثم توقفت نهائيا بتاريخ 17 نوفمبر 1978 لمخالفتها نص المادة 34 والمادة 50 من قانون المطبوعات والنشر بقرار من مجلس الوزراء. 5ـ جريدة (الفجر) صدر العدد الاول منها يوم الاثنين 17/3/1975م (اسبوعية) بحجم كبير كالصحف العادية وصاحب امتيازها ورئيس تحريرها عبيد المزروعي, وكان عدد صفحاتها ثماني صفحات تزداد في المناسبات كانعقاد مؤتمرات البترول, ومن هنا تهتم الصحيفة خاصة بعد تحولها الى يومية منذ عام 1978 بأخبار المال والاقتصاد حتى انها تميزت عن الصحف الاخرى باشتراكها في دار (الفايننشال تايمز) الانجليزية لتحرير صفحة اقتصادية متكاملة باللغة الانجليزية عن الاقتصاد المالي تنشر يوميا. والمتتبع لاعداد (الفجر) يجد التزام النبرة الصحفية في معالجة موضوعاتها مع حسن الاخراج وسلامة حروف الطباعة وحرصها على استخدام الخط الفارسي والثلث في اكثر العناوين الرئيسية, وتعد صحيفة (الفجر) من الصحف صاحبة النبرة الهادئة والاسلوب المتزن والسياسة المعتدلة في تناولها للقضايا الداخلية او القضايا الخارجية عربية ودولية. 6ـ جريدة (البيان) تعد صحيفة البيان آخر الصحف صدورا في دولة الامارات من حيث التسلسل الزمني حيث صدر العدد الاول منها يوم السبت 10 مايو 1980 في امارة دبي بعد ايقاف مجلة (اخبار دبي) عن الصدور لتحل محلها جريدة يومية وكان قد صدر قبل هذا التاريخ قرار مجلس الوزراء عام 1979 بوقف الترخيص لاصدار صحف جديدة. وقد روعي ان تكون هذه الصحيفة الجديدة اضافة نوعية للصحافة المحلية والعربية وليست مجرد اضافة عددية ولذلك حرص في التخطيط ان تكون على صلة مباشرة بالطبيعة المحلية في الامارات والاحداث الجارية اقليميا وعالميا بسبب موقع دبي ودورها الاقتصادي والتجاري داخليا وخارجيا وقد تميزت عن الصحف الاخرى بطباعتها على ورق برتقالي اللون اسوة بصحيفة (الفايننشال تايمز) وصدر العدد الاول في عشرين صفحة. وتؤكد السياسة التحريرية لصحيفة (البيان) ابراز الدور الاقتصادي المتميز لامارة دبي وتبحث دوما عن مصدر رسمي للخبر وخاصة فيما يتعلق باخبار دول مجلس التعاون والدول العربية الاخرى, ولذلك فان نسبة النفي للاخبار المنشورة في الصحيفة قليلة. وقد مرت مؤسسة (البيان) للصحافة والطباعة والنشر بمراحل تطور رئيسية ثلاث الاولى امتدت من عام 1980 حتى عام 1984 وهي مرحلة النشأة والتأسيس واعداد وتثبيت الكوادر مما اثر في نوعية ومستوى الاداء والانتاج ثم جاءت المرحلة الثانية التي استمرت حتى عام 1989 وهي مرحلة الازدهار والانطلاق نحو التطور وظهرت خلالها الجوانب المهنية بشكل افضل, وكانت المرحلة الثالثة من عام 1989 ومازالت مستمرة وتمثل مرحلة الانتقال نحو التوطين والتغيير التدريجي في تركيبة العاملين في مختلف قطاعات المؤسسة بعد ادخال العنصر المواطن في اقسام الادارة والتحرير والمجالات الفنية, وكذلك اعادة بناء هيكلية المؤسسة وتغيير القيادات التنفيذية في مواقع العمل الاداري والتحريري والفني وتحديث مستلزمات الانتاج. وقد سارت مؤسسة (البيان) على خطوات متتابعة للتطوير منذ نشأتها الاولى فقد ادخلت مجموعة من الاضافات والتحسينات على مطابعها وزادت طاقتها الانتاجية مستخدمة في ذلك احدث آلات الطبع الالمانية الى جانب الاقسام الفنية الاخرى لمساعدة مطبوعات المؤسسة, كما يقوم القسم التجاري بتقديم خدمات طباعية متعددة في السوق المحلية. وتم ادخال الالوان في صحيفة (البيان) بعد فترة وجيزة من صدورها من خلال استخدام اللون في الاعلانات التجارية, وفي عام 1987 بدأ استخدام الالوان في صور المناسبات الوطنية, وفي عام 1988 انتظم ادخال الالوان في الموضوعات والاعلانات. وقد اهتمت مؤسسة (البيان) مؤخرا بالتدريب فانشأت مركزا للتدريب الاعلامي في 1/5/1999 هو الاول من نوعه في دولة الامارات ومنطقة الخليج من حيث شموله لجميع جوانب العمل الاعلامي من صحافة واذاعة وتلفزيون, ويتولى المركز تنظيم دورات وبرامج متخصصة للعاملين في قطاع الاعلام وصولا الى ايجاد كوادر اعلامية قادرة على استيعاب ومواكبة المستجدات المتلاحقة في فنون صناعة الاعلام وتطوير وتحسين وتحديث كفاءة ومهارات العاملين حاليا في المؤسسات الاعلامية المحلية والخليجية والعربية, والتخطيط طويل الاجل لاعداد اجيال من المتخصصين كل في مجاله الاعلامي. كما يعمل المركز على اعداد وتأهيل المرشحين المتقدمين للعمل في مجالات الاعلام المختلفة سواء في الاجهزة الاعلامية المتخصصة أو في المؤسسات والميادين التي تتطلب التعامل مع الجمهور مما يقتضي تزويد العاملين فيها بمهارات اتصالية نظرية وعملية. وقد شارك في الدورات التي نظمها المركز منذ قيامه وحتى الآن عدد كبير من ابناء الامارات والمقيمين فيها وعدد من ابناء مجلس التعاون قدموا خصيصا للمشاركة في هذه الدورات من مؤسسات صحفية وجامعات ودوائر حكومية. الخلاصة يتضح من هذا السرد التاريخي السريع للصحف العربية التي صدرت في دولة الامارات قبل قيام الاتحاد وبعده ان هذه الصحف قد لعبت دورا اساسيا مهما واكب ارهاصات الوحدة وشارك في المداولات لإعلان قيام الاتحاد. كما شهدت الصحف في الامارات تطورات فنية سريعة شملت كافة القطاعات من المباني والمطابع, كما عرفت الألوان طريقها الى الصحف اليومية من خلال الصور والإعلانات والعناوين منذ النصف الثاني من عقد الثمانينات ومطلع التسعينات. ويعتمد توزيع الصحف اساسا على مبيعات الشارع والطرقات والمكتبات تليها الاشتراكات. وتحقق صحافة الامارات بعض الانتشار النسبي في دول الخليج العربي المجاورة مقارنة بالصحف الاخرى في المنطقة. وكان اختلاف الملكية في صحف الامارات وراء تحديد خصائص وتوجهات وأولويات كل منها في سياستها التحريرية في السابق الا ان الفترة الاخيرة شهدت كسرا لهذه القاعدة وتغيرا في هذه النظرية فلم تعد الصحف الرسمية أو شبه الرسمية وهي التابعة اما للحكومة الاتحادية كصحيفة (الاتحاد) أو الحكومة المحلية كصحيفة (البيان) لم تعد تلتزم بالخط الرسمي الملتزم بالدفاع عن المؤسسات والدوائر والوزارات وعدم الاقتراب من سلبيات الاداء التي قد تتسم بعض قطاعاتها, اذ أخذت هذه الصحف تقترب من هموم المواطن ومشاكله ولا تجد غضاضة في مهاجمة اداء وزارة من الوزارات أو دائرة من الدوائر اذا ما وجدت خللا في هذا الاداء أو تقصيرا في حق المواطن. وقد تعرضت بعض وزارات الخدمات كالتربية والصحة والعمل والشؤون الاجتماعية في الآونة الاخيرة لحملات قادتها هاتان الصحيفتان (الاتحاد والبيان) في غير تحامل عندما توفرت الادلة لديها على قصور خدمات هذه الوزارات وظهرت بعض الجوانب السلبية. واتسمت هذه الحملات بالموضوعية اذ اتاحت لجميع اطراف القضايا المطروحة كالخدمات التعليمية والصحية الفرصة لابداء وجهات نظرها نقدا أو تفنيدا لهذا النقد ودفاعا عن الجهة المتعرضة للنقد, وهي ظاهرة صحية ونقلة نوعية في اداء هذه الصحف وسياستها التحريرية تصب في صالح القارىء أولا وفي صالح المسيرة الصحفية في دولة الامارات العربية المتحدة ثانيا. ومن مظاهر تطور صحف الامارات اتساع شبكة المراسلين والمكاتب الخارجية في دول الخليج والأقطار العربية بالاضافة الى الدول الأوروبية والولايات المتحدة الامريكية. كما تميزت صحف (الاتحاد والخليج والبيان) بإصدار العديد من الملاحق الاسبوعية الداخلية والمنفصلة, وبأحجام عادية ونصفية ملونة كملاحق الرياضة والملاحق الثقافية والشبابية والمدارس والجامعات وبيان الكتب وملاحق خاصة بالسيارات وغيرها. وهكذا شهدت صحف الامارات تطورات متلاحقة في جميع النواحي حتى غدت اليوم تفرض وجودها وتحتل مكانة مرموقة بين الصحف العربية, وهي تسعى بشكل حثيث لمواكبة العصر وتطوراته في جميع المجالات بعد ان توفرت لها الامكانات المطلوبة والخبرة والكفاءة المهنية على مدى السنوات الماضية مما يؤهلها لتأدية الدور المطلوب منها على المستوى الوطني والقومي والانساني بشكل عام في عصر اصبح للصحافة فيه صوت مسموع ودور لا يستهان به وضمير تجد الشعوب فيه ملاذا عندما يستبد بها الخوف أو يعتصرها الألم. المجلات في الامارات تقدم القول ان تاريخ الصحافة المقروءة في الامارات قد بدأ بصدور مجلة (أخبار دبي) عام 1965 التي ظلت تصدر دون انقطاع حتى عام 1980, حيث تم ايقافها من قبل حكومة دبي لتصدر بدلا عنها صحيفة (البيان) اليومية. وقد صدر في دولة الامارات العربية المتحدة الكثير من المجلات والدوريات غير ان اغلبها كان اما نشرات علاقات عامة صادرة عن شركة أو ادارة علاقات عامة بإحدى الوزارات أو الهيئات أو دوريات صادرة عن اندية رياضية أو جمعيات نسائية أو ذات نفع عام. ومن هذه المجلات نورد المجموعة التالية على سبيل المثال لا الحصر: - (رأس الخيمة) الصادرة عن دائرة الاعلام والسياحة برأس الخيمة سنة 1969. - (أخبار البترول) الصادرة عن وزارة البترول والثروة المعدنية بأبوظبي عام 1970. - (الشرطة والأمن العام) الصادرة عن وزارة الداخلية عام 1970. - (أبوظبي) الصادرة عن غرفة تجارة وصناعة أبوظبي عام 1971. - (الأهلي) الصادرة عن النادي الأهلي بدبي عام 1972. - (العهد الجديد) الصادرة عن الجمعية النسائية بأم القيوين عام 1973. - (الشباب) الصادرة عن نادي الشباب بدبي عام 1974. - (الفريدة) الصادرة عن نادي ابوظبي السياحي عام 1976. - (الاعمار) الصادرة عن وزارة الاشغال عام 1980. ورغم تبعية هذه المجلات لبعض الوزارات والهيئات والجمعيات النسائية والأهلية والاندية الرياضية الا ان بعضها لم يكن مختصا بنشاط الهيئة او الجهة التي يصدر عنها بل يأخذ طابع المجلة العادية ذات الاتجاه المحدد فمجلة (الاهلي) على سبيل المثال رغم انها كانت تصدر عن ناد رياضي هو النادي الاهلي بدبي الا انها اخذت طابعا اجتماعيا ثقافيا في بداية صدورها ثم اخذت بعد ذلك طابعا سياسيا وطنيا بتركيزها على قضايا الوطن وهمومه وبرزت من خلالها اقلام وطنية واصلت عطاءها بعد توقف المجلة عن الصدور وما زالت تعطي من خلال الصحف المحلية ومنابر الاعلام المختلفة. وبالاضافة الى هذه المجلات والدوريات التي صدرت على النحو الذي تقدم فقد صدرت مجلات اخرى مستقلة او تابعة لمؤسسات صحفية نذكر منها على سبيل المثال: مجلة (الشروق) وقد ظهرت في مرحلة الصدور الاولى في يونيو 1970 واستمرت حتى مايو 1971 ثم توقفت وعادت مرة اخرى للصدور في 9 ابريل 1992 مجلة سياسية اسبوعية تصدر صباح كل خميس. وظلت كذلك حتى العدد الصادر يوم 8 سبتمبر 1994, عندما تحول الصدور الاسبوعي من يوم الخميس الى يوم الاثنين اعتبارا من 19 سبتمبر 1994 ضمن سلسلة من الاجراءات الهدف منها تنشيط التوزيع شملت تغيير موعد الصدور لابقائها أطول فترة من ايام الاسبوع في الاسواق الى جانب تعيين مدير تحرير جديد لها واحداث تحول في سياستها التحريرية من خلال نشر موضوعات جماهيرية غير جامدة في مادتها التي كان يغلب عليها الطابع السياسي اضافة الى زيادة جرعة المنوعات والموضوعات الخفيفة, وتصدر مجلة (الشروق) عن (دار الخليج) للصحافة بالشارقة. مجلة (زهرة الخليج) وتصدر عن (مؤسسة الامارات للاعلام) , وقد كان صدورها في البداية عن مؤسسة (الاتحاد) للصحافة والنشر, حيث كان عددها التجريبي في مارس 1979 ثم بدأت في الاصدار الاسبوعي الثابت كل سبت منذ 31 مارس ,1979 وكانت الترويسة تعرفها بأنها مجلة نسائية اسبوعية للخليج والوطن العربي. ويقوم خطها التحريري على تغطية واقع المرأة الخليجية والعربية لا المرأة في دولة الامارات فقط. وقد مزجت المجلة قضايا المرأة الخليجية المحلية بعرض نماذج من واقع المرأة في العالم الخارجي بحيث اصبحت نافذة على الحياة النسائىة في الدول المتحضرة وبذلك اسهمت بقدر كبير في مساعدة الجيل الجديد من نساء الخليج في تحقيق رغباتهن وتلبية احتياجاتهن من الشؤون النسائية ولوازم الحياة الحديثة التي تتطلع اليها بنت الخليج بعد استقرار الحياة الاقتصادية في البلاد, كما اصبحت مرآة صافية ترى فيها كل امرأة وفتاة خليجية صورتها الحالية وصورتها كما يجب ان تكون. وقد ادت هذه السياسة مع التطوير المتلاحق في المجلة الى زيادة توزيعها بشكل سريع ومتنام. مجلة (الرياضة والشباب) وتصدر عن مؤسسة (البيان) للصحافة والطباعة والنشر, وقد جاء ظهورها عقب اصدار (البيان) بثمانية اشهر على شكل ملحق رياضي ملون بقطع (التابلويد) توزع مع صحيفة (البيان) صباح كل سبت وذلك اعتبارا من ديسمبر ,1980 ثم تطور الملحق ليتحول الى نشرة في قطع المجلة لتلبي حاجة اوجه النشاط الرياضي اسبوعيا, وصدر عددها الاول في 25 مارس 1981. وفي مايو 1986 بدأ الاعداد لانتقال المجلة الى مرحلة اخرى جديدة تخاطب شرائح مختلفة من القراء بدلا من اقتصارها على جمهور الرياضة وكرة القدم تحديدا, وذلك بهدف توسيع قاعدة التوزيع وتلبية اهتمامات الشباب بمفهومها الشامل وصدر بالفعل العدد (268) في 10 يونيو 1986 حاملا بدايات التغيير حيث تنوعت موضوعاته بين الفن والعلم والرياضة والشباب. ومنذ عام 1990 حدث تغير آخر عندما دخلت المجلة مرحلة جديدة حيث زادت جرعة التنوع وانحسرت الصفحات المخصصة للرياضة لتحل محلها ابواب للصحة والجمال والديكور والاسرة وعموم الفن والطب والادب واهتمت بشكل ملحوظ بالموضوعات الاجتماعية والعلاقات الاسرية والزوجية وزادت من أبواب الثقافة والمعرفة والترفيه والتسلية. مجلة (ماجد) لما كان الطفل هو عماد الثروة البشرية كانت صحافة الطفل هي الوعاء الذي يتربى فيه الطفل وتكتمل شخصيته طبقا لاحتياجات البلاد من قادة المستقبل وعدة الايام, ومن هنا شهدت صحافة الامارات صحافة طفلية ناضجة تضاهي صحافة الاطفال في الدول المكتملة اعلاميا بالرغم من تأخر ظهور تلك الصحافة عن غيرها في اجزاء الوطن العربي الاخرى. وقد صدر العدد الاول من (ماجد) عن مؤسسة (الاتحاد) للصحافة والنشر التي اصبحت بعد ذلك مؤسسة (الامارات) للاعلام بتاريخ 28 فبراير ,1979 وعرفتها الدار عند اصدارها بأنها (مجلة كل الاولاد والبنات) وصورت (ماجد) في رسم طفل دائم يعبر عن المجلة في ملابس وطنية لابناء الامارات ويرمز دائما للمجلة. وقد وزعت (ماجد) في جميع انحاء الوطن العربي واصبحت صديقا للكثير من الاطفال العرب من الخليج العربي الى المحيط الاطلسي, ويعود انتشار المجلة الى حسن اختيار مادة التحرير بها حيث تعبر عن البيئة العربية وتنبع من الثقافة السائدة في الاجزاء المختلفة من وطننا العربي, والمرتكزة على التراث الاسلامي مع الحرص على البعد عن التقاليد الغريبة عن تقاليد العرب ونشر كل ما هو نابع عن هذه التقاليد والقيم العربية الاصيلة, الامر الذي يجعل اولياء الامور مطمئنين على عقول ابنائهم وهم يتلقون المعرفة والثقافة من خلال هذه المجلة. ومع وجود العديد من المجلات التي يغلب عليها طابع التنوع في دولة الامارات والتي ذكرنا عددا منها ونضيف اليها (كل الاسرة) و(درة الامارات) فان الساحة مازالت تشهد كل فترة اصدارات جديدة, وكان أحدثها مجلة (الصدى) التي صدرت في دبي يوم الاحد 4 ابريل 1999 وحملت ترويستها تعريف (مجلة العائلة العربية الاسبوعية) وهي مجلة منوعة تعنى بالمجتمع والفن والادب وتركز بشكل خاص على الادب الشعبي كما تهتم بالعلوم وتصدر في حوالي 196 صفحة. وعلى الابواب الآن صدور مجلة جديدة هي (المرأة اليوم) وواضح من اسمها انها ستأخذ خط (زهرة الخليج) و(درة الامارات) خاصة وانها ستصدر عن الاتحاد النسائي بالدولة. خاتمة تلك لمحة سريعة عن صحافة الامارات منذ البدايات البدائية الاولى في الثلاثينات وحتى اليوم حيث يلفظ القرن العشرون انفاسه الاخيرة, وهي فترة شهدت فيها الساحة الصحفية في الامارات مراحل مختلفة لعبت فيها الصحافة الاماراتية دورا كبيرا ساند فكرة قيام الاتحاد وظهور هذا الكيان الوحدوي العربي الذي سجل نجاحا لم يسبقه اليه اي تجمع وحدوي عربي في الماضي والحاضر, ومثلما ساندت الصحافة فكرة الاتحاد وتحمست لها فقد وقفت الدولة دائما مساندة للصحافة بالدعم المادي والمعنوي وبافساح مساحة كبيرة من الحرية المسؤولة تمارس من خلالها الصحف والمجلات دورها في الدفع بعملية التنمية مركزة على النواحي الايجابية دون التواني عن تسليط الضوء على النواحي السلبية كي يتم تصحيح مسار الانطلاقة الحضارية التي شهدتها هذه البقعة من العالم العربي خلال فترة زمنية قياسية. ولعل وجود قيادة سياسية واعية وحكيمة كقيادة صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان واخيه المرحوم صاحب السمو الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم ثم صاحب السمو الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم, واخوانهم اعضاء المجلس الاعلى حكام الامارات , لعل وجود قيادة كهذه القيادة توجه المسيرة في الدولة بما عرف عنها من اخلاص والتحام مع الشعب وحرص على مصالحه كان الدافع الاكبر والعامل الاول الذي اتاح للصحافة ان تلعب دورا واعيا واكب المسيرة واستطاع ان يتفاعل مع كل مرحلة من مراحلها. وحرصت الصحف والمجلات في ظل المنافسة التي فرضت نفسها عليها ان تواكب احدث تقنيات الطباعة ومدارس الاخراج وان تطور سياساتها التحريرية كي تكون لسان القارئ وعينه واذنه لتغدو في فترة زمنية وجيزة واحدة من ابرز الاصدارات في العالم العربي, وان تتفوق على الكثير منها رغم فارق الخبرة وتاريخ الاصدار, الامر الذي يرسم صورة مشرقة لمستقبل الصحافة في الامارات ونحن نستقبل الالفية الثالثة من عمر البشرية. * مدير مركز التدريب الاعلامي

Email