ابجديات: بقلم عائشة إبراهيم سلطان

ت + ت - الحجم الطبيعي

في كل مكان في العالم هناك متورطون حتى اذانهم في قضايا فساد لو تم كشفها والتحقيق فيها لامتلأت السجون عن آخرها ولاكتظ جدول المحامين والقضاة, ولانتعشت فكرة خصخصة السجون التي بدأتها بريطانيا حيث ستبدو الفكرة مربحة حينها لان الزبائن سيكونون (اكثر من الهم على القلب) على رأي الاخوة المصريين . والفساد انواع ودرجات, ويكاد يكون الصفة العالمية التي تهيمن على اغلب المجتمعات وتنتشر في معظم هياكل مؤسساتها الحكومية والخاصة, العملاقة منها والمحدودة الانشطة, وربما يتابع البعض تقارير بعض المؤسسات الغربية المهتمة برصد حالة الفساد في العالم ويعرف مدى انتشار هذا البلاء في دول العالم الثالث تحديدا! وعلى حد تعبير نائب مدير ديوان المحاسبة في الدولة: (مشكلتنا انه لاتوجد في الامارات رقابة ادارية, فالاخطاء الادارية كثيرا ما تنتج عنها اخطاء مالية!!) . ان الاخطاء المالية كلمة مخففة جدا ومهذبة لو تم تفكيك شيفرتها لتوزعت تهم, ووضع كثيرون تحت المساءلة في كل مكان في العالم ولانتحر كثيرون ايضا كما يفعل بعض المسؤولين الغربيين عندما تكتشف تجاوزاتهم الادارية والمالية, مثلما حدث اخيرا مع المدير الاعلى لبلدية (بون) عندما وجد منتحرا في زنزانته باحد سجون المانيا التي صرحت بان (ديتر ديكمان) 60 عاما قد انتحر اثناء ايقافه للتحقيق معه من قبل النيابة العامة بتهمة الارتشاء والاختلاس والتهرب من دفع الضرائب بما قيمته ملايين الماركات. وفي حين ينتحر البعض مفضلا الموت على الفضيحة في مجتمع لايتسامح مع الاعتداء على الحق العام والمال الحكومي, فان تصرفات اكثر عجبا تأتي من مسؤولين آخرين في منظومة دول العالم المتخلف او النامي او الثالث!! فها هو رئيس بيرو (البرتو فوجيموري) يتحايل على ازمات بلاده فيما يتعلق بالحرية السياسية وحقوق الانسان بتبني مسابقة (ملكة جمال السجون) واستغلالها كورقة سياسية للتأكيد على التزام بلاده بحقوق الانسان في السجون, وعليه فقد اختيرت (نيكول بوس) للقب ملكة جمال السجون بعد ان قضت مدة عقوبتها المستحقة بسبب تعاطي الكوكايين! بطريقة الغوغائية واللعب بالمشاعر واطلاق الشعارات يتم الهاء الناس في بعض المجتمعات عن حقائق ما يحدث خلف الابواب, وبدل ان يوضع المخطىء تحت طائلة الاجراءات القانونية ويرتدع المخالفون والمفسدون, يتم تجاهل الامر او تمريره او القفز فوقه باساليب مختلفة ولاعتبارات كثيرة, وبهذا يتراكم الخطأ ويتحول الى فساد, وكما قال احد المسؤولين حينما سئل عن قضية (باتيل) الذي استولى ببساطة على ملايين الدراهم من بنوكنا الوطنية: بأن باتيل اليوم يقف خلفه الف باتيل سبقوه فيما فعل, ولو ان (الباتيل) الاول ضرب على يده وعلى يد من سهلوا له (مهمة) السرقة, لما كان هناك كل هؤلاء (الباتيلات) الذين يرتعون بلا رادع ويبتلعون اقتصاديات الوطن وكأن شيئا لم يكن! حديث نائب مدير ديوان المحاسبة يفتح بابا يجب الا يغلق في قضية الرقابة الادارية والمتابعة, في كل المؤسسات, فذلك افضل الف مرة من ترك الامور للاجتهادات الشخصية لانها الطريق الاقصر للوقوع في الاخطاء.

Email