رأي البيان: شماتة اسرائيلية

ت + ت - الحجم الطبيعي

اخيرا وبعد تصورنا ان الستار قد اسدل نهائيا على ملف الازمة مع والت ديزني على خلفية الجناح الاسرائيلي الذي يروج لكون القدس عاصمة اسرائيلية, بما اعتبرناه حلا وسطا كتعبير مهذب عن الاخفاق العربي في تحقيق الهدف من الحملة ضد الشركة, بسبب طمأنة بعض الشخصيات العربية للشركة بعدم جدية التهديدات العربية بالمقاطعة , تأبى اسرائيل الا ان تذكرنا بما تعتبره نصرا كبيرا لها من خلال تأكيدات تنفي الطرح الذي بنى وزراء الخارجية العرب قرارهم بعدم مقاطعة والت ديزني على اساسه. فقد راحت وزارة الخارجية الاسرائيلية تنفي في بيان لها اي تراجع في معركتها مع الدول العربية, رغم انها كانت في مرحلة سابقة تلوح بامكانية اجراء تعديلات على جناحها ما يشير إلى ان الضعف العربي اغراها بالمزيد من الغرور والتعنت على شاكلة تعنت ديزني, وحرصت الوزارة ان تؤكد ان اي شخص يزور الجناح الاسرائيلي لن يساوره شك في ان القدس عاصمة اسرائيل. ويطرح هذا التساؤل حول ايهما نصدق؟ اسرائيل أم...؟ الفيصل النهائي بالطبع المعرض ذاته الذي سيبدأ اول اكتوبر, وقتها لن يكون بالامكان احداث أي تغيير. والخلاصة التي يمكن ان ننتهي اليها من هذه الازمة ان الخلل في الموقف العربي ظهر اوضح ما يكون, وهو امر يطرح للنقاش قضايا اساسية, فاذا كان التباين بشأن بعض القضايا واردا كالموقف من العراق مثلا, فان هناك موضوعات ليس مسموحا بالخلاف بشأنها أو التردد في الحزم لدى التعاطي معها, ومن هذه القضايا قضية القدس التي لا تخص الفلسطينيين وحدهم وانما العرب والمسلمين اجمعين, فهل تكون قضية والت ديزني مجالا لدروس في قضايا مقبلة, باعتبار اننا قد خسرنا معركة ولم نخسر الحرب بعد.

Email