أبجديات: بقلم عائشة إبراهيم سلطان

ت + ت - الحجم الطبيعي

كمشاهدين عاديين وبسطاء, وكأشخاص نمتلك قدراً من التمييز بين الجميل والقبيح وبين الجيد والسيىء, فإننا نقف اليوم باحترام شديد لنحاور السادة مسؤولي التلفزيون, يحكمنا أدب الحوار وأبجديات الاختلاف, نحن نسأل لأن الحالة الاعلامية التي آلت إليها بعض التلفزيونات لا تسر أحدا.ان تاريخ التلفزيون يقول بأنه جهاز كبير وهام ذو ماض معروف وبصمات قوية على الناس وهو بدءا وانتهاء قناة خطيرة من قنوات التواصل والتعبير عن وجه من , والتلفزيون احد اهم هذه الامكانيات, اننا ونحن نباهي كبريات المدن ونحفر لانفسنا اسما وتاريخا لاينقصنا في مسعانا هذا شيء من الموارد والتسهيلات المادية, كما لاينقصنا رعاية وتوجيهات اولي الامر وهم من نعرف حرصا وسعيا واحساسا بالجمال. انطلاقا من ذلك كله يحق لنا كجمهور متابع نحسب أنفسنا نمتلك حساً من المواطنة, وذائقة لا بأس بها في تذوق الجمال والرغبة في نشره والتعريف به وتكريسه, كل ذلك يدفعنا لأن نسأل السادة مسؤولي التلفزيون كل تلفزيون: إلى أين تسعون بهذه المؤسسة الاعلامية الخطيرة؟ وهل أنتم جادون حقا في ممارسة الاعلام كدور ورسالة وقضية, وكأساس من أسس التنمية والتنوير وبناء الوعي المجتمعي؟ أم أنكم تدفعون بالعربة على غير قضبانها, وتسيرونها بطريقة الصدفة والعشوائية وبعقلية الهواة دون تخطيط أو معرفة أو انتباه؟ لقد قلنا حتى مللنا بأن الاعلام رسالة, وهي ليست غاية أفراد يسعون للثراء وبناء أسماء فارغة في عالم اخترعوه وأسموه الشهرة, هو رسالة مجتمع وغاية أمة وهدف أناس يمتلكون فكرة النهوض كحالة من حالات البعث والحياة, فكرة تشع في جنبات عقولهم وتضج في أروقة الروح ساعية للانطلاق من أجل يوم أفضل وغد أحلى. ان متابع التلفزيون اليوم سواء كان مواطنا أو مقيما يقلب كل القنوات فيجد بين الرماد شيئا من النور والدفء, ويجد بين غثاء الاعلام صوت عمل جادا يميز كل قناة ومحطة فينجذب إليه بعقله وروحه, أما حين يحط المؤشر رحاله على قنوات تلفزيونات أخرى, فلا يجد شيئا على الاطلاق! نقولها بأسى وبأسف دون أي اجتراء على الحقيقة, وتجن على أحد, فكل البرامج مذاعة على الهواء وللناس أعين وعقول ترى وتحكم. نحن نسأل مجددا: هل يعمل المسؤولون في بعض التلفزيونات بنظام النسبة في خريطة البث اليومي والاسبوعي والشهري ويطبقونه على البرامج؟ بمعنى هل لكل نوع من الجمهور ولكل قضية واهتمام نسبة من البرنامج؟ وهل مستوى المذيعين والمذيعات يضاهي مستوى من نراهم في بقية القنوات الفضائية؟ هل يعمل قطاع التنسيق العام للبرامج وفق خطة ووعي تام بأهمية تخصصه فعلا؟ وهل قدم هذا القطاع والقائمون عليه شيئا من الجدية والتميز والبرامج التي تحترم عقل المشاهد. اين برامج الرأي والحوار وبرامج الثقافة والتثقيف الاجتماعي, أين برامج المرأة والطفل والفن والسياسة والاقتصاد, اين الأفلام الحديثة؟ أين برامج النقد والأدب واللقاءات ذات النوعية الجيدة, أين وأين؟!

Email